قضت محكمة "بلينزونا" السويسرية الأربعاء ببراءة خمس متهمين يمنيين كانت أجهزة الأمن الفيدرالية اعتقلتهم فجر يوم 8 يناير 2004م بمداهمات عنيفة لمنازلهم على خلفية الاشتباه بصلتهم بتفجيرات الرياض، وبمهاجرين غير شرعيبين دخلوا سويسرا بمساعدتهم. وتضمن قرار الحكم براءة كلاً من المواطنين اليمنيين(عبد الحميد ناجي الفايق، وجبر راجح حسن السعيد- المشهور بابي بكر السعيد، وسعيد احمد محمد طالب الحريري، واسعد محمد حزام الفايق، وعبد الحكيم يحيى الحكيم)، اضافة الى مواطن عراقي (مارب البياتي)، وآخر صومالي (عمر أمين) .. كما أمرت المحكمة بتعويض المتهمين بمبلغ تراوح ما بين ( 60- 90 ) ألف فرنج فرنسي، ,إلا أن النائب العام السويسري (كلود نيكاتي) طلب استئناف الحكم بشأن التعويض. وكانت المحكمة برأت ساحة يمنيين اثنين آخرين في وقت سابق هما خالد الوجيه وعلي الفايق بجانب الصومالي إبراهيم عبد الله صالح. وكانت "نبأ نيوز" انفردت مساء أمس الأول الثلاثاء بنشر تفاصيل كاملة عن هوية وظروف اعتقال المذكورين، وبينت أن المعتقلين اليمنيين تعرضوا لانتهاكات حقوقية، وعمليات تعذيب على أيدي الأجهزة الأمنية السويسرية التي تتهمهم بارتباطات بأعمال إرهابية ذات صلة بتفجيرات الرياض. وكشفت المصادر ل"نبأ نيوز" تفاصيل دقيقة لقصة اعتقال سبعة مواطنين يمنيين مقيمين في سويسرا، قائلة: أنه في الساعة الخامسة من فجر يوم 8 يناير 2004م قامت وحدات أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب وتابعة لأجهزة الأمن الفيدرالية السويسرية باقتحام منازل (20) يمنيا في (5) مدن سويسرية هي "جنيف" و "لوزان" و"ارغاو" و"ببرن" و"زيورخ"، مقتحمة البيوت بكسر أبوابها ، وإشهار السلاح بوجوه ساكنيها ثم اعتقالهم، وتعريتهم من ثيابهم، الأمر الذي أثار هلعاً لدى العوائل خاصة الأطفال" وأضافت: إن السلطات المنية قامت بعد يومين من عمليات الاعتقال المفاجئة بالإفراج عن غالبية من اعتقلتهم بعد استجوابهم، فيما وجهت تهمة الإرهاب والانتماء للقاعدة وشبهة العلاقة بتفجيرات الرياض إلى (10) أشخاص ممن تحفظت عليهم بينهم (7) يمنيين هم (عبد الحميد ناجي الفايق، وجبر راجح حسن السعيد- المشهور بابي بكر السعيد، وسعيد احمد محمد طالب الحريري، واسعد محمد حزام الفايق، وخالد عبد الله حسن ياسين الوجيه، وعبد الحكيم يحيى الحكيم، وعلي ناجي الفايق)، أما الثلاثة الآخرين فهم الصوماليين (عمر أمين، وإبراهيم عبد الله صالح)، والعراقي (مارب البياتي). واستطردت المصادر: "ظل المعتقلين العشرة قيد الحجز الانفرادي مددا أقصاها (16) شهرا، تعرضوا خلالها لانتهاكات معنوية ونفسية، منها إن بعضهم لم يسمح لأهله بمقابلته إلا بعد شهرين من اعتقاله، علاوة على قيام الأمن السويسري بتعريتهم باستمرار أثناء التفتيش، وتهديد البعض منهم بإرسالهم إلى معتقل غوانتنامو، أو إنهم سيظلون في الاعتقال التعسفي بلا محاكمه، أو إنهم سيرحلون إلى بلدانهم ليسجنوا هناك حيث التعذيب- وكان آخرها قبل فترة قصيرة حيث طلبت السلطات السويسرية من أمريكا عرض صور المعتقلين اليمنيين في سويسرا على معتقلي غوانتنامو للكشف فيما إذا كانوا يعرفوهم أو رأوهم في معسكرات التدريب في افغانستان، أو احد ى الدول المجاورة". وقال المصدر: إن المتهمين نفوا التهم الموجهة إليهم ، مؤكدين عدم صلتهم بأي علاقة بالإرهاب"، مشيرة إلى أن "النيابة العامة الفيدرالية كانت قد أسقطت في وقت سابق التهم كلياً عن كل من الصومالي إبراهيم عبد الله صالح، واثنين من اليمنيين هما خالد الوجيه وعلي الفايق، وأبقت تهمة مساعدة أناس على الهجرة غير الشرعية إلى سويسرا لكل من سعيد احمد محمد طالب الحريري، واسعد محمد حزام الفايق، وعبد الحكيم يحيى الحكيم، والصومالي عمر أمين، والعراقي مارب البياتي. كما وجهت تهمة تقديم دعم مالي ولوجستي مفترض لشخص مشتبه بالإرهاب لكل من عبد الحميد ناجي الفايق، وجبر راجح حسن السعيد- المشهور بابي بكر السعيد- وذلك لمعرفتهم السابقة بعبد الله الريمي- المتهم بالإرهاب- ولان السعيد أعطى الريمي 200 دولار والفايق أراد مساعدته للمجئ إلى سويسرا" وقالت أنه: "لقد رد المتهمان السعيد والفايق بان علاقتهما بالريمي إنما هي علاقة عادية" ، منوهة إلى "إن الريمي اعتقل في قطر وسلم لليمن، وفر من السجن، ثم أعيد القبض عليه، وحكم عليه بأربع سنوات سجن بتهمة الانتماء للقاعدة والتزوير وليس على أساس تفجير كول أو الرياض". وكان المتهمين السبعة- منهم 5 يمنيون- قد مثلوا أمام محكمة الجزاء الفيدرالية العليا بمدينة "لوقانو" السويسرية في 22 يناير الماضي، وطالب الادعاء بأحكام نافدة للبعض وغير نافدة للبعض بالسجن تتراوح ما بين 6 اشهر إلى أربع سنوات ونصف، فيما طالب المحامون بتبرئة موكليهم وتعويضهم عما لحقهم من ضرر مادي ومعنوي. وقد أجلت المحكمة النطق بالحكم حتى يوم غد الأربعاء حيث ستعقد المحكمة جلستها في مدينة بلينزونا السويسرية