قال الدكتور غالب القرشي- عضو البرلمان وأحد اعضاء لجنة العلماء الموفدة إلى صعدة لاقناع المتمردين بإلقاء السلاح والقبول بالحوار- ان موقف الدولة كان متشدداً في مسألة الالتقاء بالحوثيين والجلوس معهم، مرجعاً ذلك إلى تأكدها من سرعة الحسم العسكري وإلى صعوبة التقاء اللجنة بالمتمردين في صعدة، واوضح -القرشي- انه وبحسب توجيهات المحافظ والسلطة المحلية في صعدة يجب الاكتفاء بتبليغ الرسالة وبيان العلماء وما تضمنه من قرارات إلى قادة التمرد، ولكن العلماء- بحسب القرشي- ومن باب حرصهم على وحدة الشعب ووحدة الوطن وإدانة الفتنة، حاولوا ان يبلغوهم بأنفسهم ببيان العلماء كونهم انتخبوا من قبل ألف عالم لهذه المهمة وعددهم «8» وحتى يعرفوا رأيهم في بيان العلماء ومدى استعدادهم للاذعان والتسليم، واضاف القرشي :وقد كان رأي العلماء ان يُسَلّم المتمردون المواقع وكذلك الاسلحة الثقيلة ومن ثم يطرحون مطالبهم وماهيتها وشروطهم وهذا لن يتأتى إلا اذا تم الالتقاء ببعض هؤلاء أو بمندوب عنهم رغم ان البيان نشر واعلن في كافة وسائل الاعلام. واكد القرشي عدم التقائهم بأحد من قادة التمرد أو مندوب عنهم، وقال :ولا نعرف اذا كان احد منهم حاضراً مع اللجنة ونحن لا نعرفه، ولم نلتق بهم رسمياً، ونفى القرشي ان يكون قد استوحى اي علامات أو دلائل أو شواهد تدلل على ان المتمردين سيستجيبون وسيسلمون. وعن الحلول والمعالجات التي يجب القيام بها ازاء هذه الفئة الضالة ،قال القرشي انه يجب على الدولة ان تحزم امرها كونها المسؤول الاول على الحفاظ على وحدة الوطن وامنه والشعب من ورائها فدوره في الترتيب الثاني في الحفاظ على الوحدة ووحدة الكلمة. مشيراً إلى ان الحفاظ على الوحدة يكون بنشر العدل، مستشهداً بقول عمر بن عبدالعزيز «والله لا يصلح الناس إلا العدل» وبعد ذلك تأتي القوة كما يرى القرشي ان خير من استأجرت القوي الامين» والدولة تعتبر اميناً لهذا الشعب والامين لا بد ان يكون قوياً، مع اخذ الاعتبار بأن يكون استعمال القوة في موضعها وذلك حينما لا تنفع إلا القوة عندما يرفض الطرف الآخر، وكرر القرشي ان الفرصة لا زالت امام المتمردين للاستجابة للعلماء حيث وان العلماء يمثلون الشعب بكامله والذين كان يزيد عددهم عن ألف عالم اجتمعوا وقالوا رأيهم وكلمتهم واصدروا بياناً هدفوا من خلاله إلى تحقيق المصلحة العامة ولم يكن هناك ضغوط أو إكراه. ودعا القرشي الدولة إلى ان تستفيد من هذا البيان، كما حث المتمردين على الاستفادة منه ايضاً، وعما اذا كان يفضل سرعة الحسم العسكري، اوضح القرشي ان الحكمة قد تكون احياناً بالقوة واحياناً اخرى بالتفاوض، لكنه عقب على قوله هذا :ولكن تتفاوض مع مَن؟ والحسم اذا لم يذعنوا لبيان العلماء خصوصاً وان العلماء قد قالوا كلمتهم ان المتمردين اذا استجابوا فعلى الدولة ان تلبي مطالبهم وشروطهم المعقولة التي تنطبق مع الشريعة والدستور. واكد القرشي انهم وعند نزولهم إلى صعدة لم يلمسوا اي تجاوب من المتمردين مع بيان العلماء، متمنياً ان يتجاوبوا حقناً للدماء من الطرفين. ونقل القرشي بعضاً من المشاهد التي قال انها لا تحتمل اكثر مما قد مَرَّ من الوقت من اعداد المشردين والخسائر والآثار التي تمنى ان تعالج فوراً، مشيراً إلى انه اذا كان هناك اي تفاوض بين مواطن مع دولة أو متمرد مع شرعية فيجب ان يكون له حدود، مؤكداً ان على الدولة ان تحسم الامر بطريقة مشروعة بما يصلح الامور قبل ان تبدأ ألسنة من الخارج تتحدث وتدس انفها في هذه القضية، واعتبر الدكتور القرشي في اخر حديثه ل«أخبار اليوم» مسألة وجود دعم خارجي أمراً خطيراً جداً.