أكد آية الله حسين المؤيد- أحد المراجع العلمية الدينية في العراق ورئيس حزب التيار الوطني العراقي- ان التقارب بين المذاهب الإسلامية طريق نحو الوحدة الاسلامية التي تعد ضرورة تلزم المسلمين، مورداً عدداً من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تحث على الوحدة وتعزز مفهومها الذي دلت عليه كل المفاهيم والتوجيهات النبوية، مشيراً إلى ان هناك حكماً شرعياً يلزم المسلمين بالوحدة الشرعية يتمثل هذ الحكم في قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». واضاف :ان مفهوم الاخوة في الاسلام يلزم ان يكون كل من يدينون الاسلام اخوة متحابين، وهذا مفهوم راقٍ لعلاقة المسلم بالمسلم وهو ما يؤكد ان الوحدة الاسلامية ضرورية ولا يستطيع المسلم ان يتخلف عنها. وتابع المؤيد: ان الوحدة الاسلامية إضافة إلى ما سبق ضرورة حضارية سيما واننا نعيش اليوم في عصر العولمة الذي يحاول ان يلقي بالثقافات المحدودة والصغيرة والضعيفة إلى خارج دائرة التاريخ -وبحسب المؤيد- لا يمكن ان نلعب نحن المسلمين كأمة دوراً حضارياً مميزاً على الساحة الدولية إلا اذا دخلنا إلى هذه الساحة مجتمعين، ولا يمكن لمذهب واحد من مذاهب المسلمين الدخول بمفرده وان يقوم بهذا الدور الحضاري الكبير على الساحة الدولية. واشار في سياق كلمته إلى اننا نواجه اليوم تحديات خطيرة جداً لكونها تستهدف هويتنا الثقافية والحضارية وتستهدف ايضاً انتماءنا العربي والاسلامي الواحد، موضحاً ان السياسة الدولية اليوم تتجه إلى التفتيت الثقافي بعد ان اتجهت في بداية القرن ال«20» نحو عملية التفتيت الجيوسياسي حيث كان الموقف حينها يهدف لتفكيك وتعطيل الوحدة العربية فجاءت معاهدة سايكس بيكو لتجزئ العالم العربي إلى كانتونات جيوسياسية. وتابع قائلاً: اذاً وحدتنا الاسلامية ضرورة سياسية ايضاً كما انها ضرورة شرعية: ودعا المؤيد إلى عدم المغالاة في الدين وضرورة التعايش بين المذاهب، منوهاً إلى ان الالتزام المذهبي امر طبيعي ولكن يجب ان لا يحول الالتزام المذهبي إلى عنصرية لهذا المذهب أو ذاك ويرفض الانفتاح على الآخر. واوضح انه ولهذه الاسباب تبنى ومنذ سنوات طويلة واصدر فتوى تحرم الطعن في الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وعمل على تكريس هذه الثقافة في الوسط الشيعي وابعاد ما تسرب إليه من ثقافات صفوية وثقافة الفرق المغالية التي اوجدت هوة بين الشيعة والسنة. وقد حضر محاضرة المؤيد هذه وزير الاوقاف والارشاد القاضي حمود الهتار كون الوزارة هي التي نظمتها، كما حضر وزير الشباب والرياضة حمود عباد، وأمين عام التجمع اليمني للاصلاح عبدالوهاب الآنسي، وامين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان، وعدد من العلماء والدعاة والمشايخ واعضاء مجلس النواب ومجموعة من المهتمين والإعلاميين.