منذ ما قبل الاحتفالات بذكرى الوحدة وحتى الآن ما زال المستشفيان الوحيدان في مدينة إب متوقفة عن العمل وخاصة مستشفى ناصر حيث لم تستكمل الترميمات حتى الآن وكذلك الأمر في مستشفى الثورة الذي ما زال نصفه أو اكثر قيد الترميم بل الترميمات متوقفة ولا عمل بها ومن المعروف ان هذين المستشفيان هما الوحيدين الحكومية والذين كانا يقدمان خدمات للمواطنين رغم كل الاشكاليات والقصور في ذلك إلا انها كانت تستقبل جموعاً غفيرة من المرضى وخاصة ممن لا يستطيعون الذهاب للمرافق الصحية الخاصة. ونجد ان إدارة الصحة بإب وادارة هذه المشافي تحمل المقاول مسؤولية هذا التأخير في حين يحمل المقاول الصحة والسلطة المحلية المسؤولية بتأخير مستحقاتهم الأمر الذي ادى إلى ما آلت إليه الأمور في كل هذا التعطيل، كما ان هذا الأمر يجعل العديد من المواطنين لا يجدون إلى اين يذهبون والجميع يعرف ما تمارسه المستشفيات والمستوصفات الخاصة من استغلال بدون ادنى شفقة أو رحمة حالة هؤلاء الذين نجد بعضهم يبيع ما يملك ليداوي امراضه. ورغم ان هذ الأمر يعد قضية هامة يجب الوقوف امامها بل ويجب العمل في الاسراع على انجاز واكمال الترميمات في هذه المشافي ليتسنى للمواطنين الحصول على الخدمات الطبية الحكومية رغم القصور في هذه المستشفيات. وما يزال هذا القصور قائماً حتى بعد اعتماد مليار ريال لهذه المستشفيات مليار ريال لم يتم شراء ما تحتاجه هذه المستشفيات من اجهزة طبية ضرورية حيث ومن المعروف ما يحتاجه مستشفى الثورة العام والذي يعتبر اكبر مستشفيات المحافظة بداية من عدم وجود اوكسجين مركزي مروراً بالتعطل المستمر لجهاز التعقيم في العناية المركزة وجهاز اشعة محورية، اضافة إلى عدم وجود حضانات للأطفال «الخدج» وغير ذلك إلى ما تعانيه مستشفى الثورة من نقص وشحة في العديد من الأجهزة الهامة والضرورية والتي كان يفترض شرائها من المليار الذي رصد لترميمها مع مستشفى ناصر والذي نجد الوضع فيها ادهى وامر ضمن تعطل جهاز التعقيم في العناية المركزية بالثورة نجد ان مستشفى ناصر لا يوجد فيه عناية مركزة اصلاً اضف إلى ذلك النقص الكبير في انابيب الاوكسجين ولن نتحدث عن وجود اشعة محورية أو غيرها من الاجهزة الكبيرة لأن مستشفى ناصر يفتقر إلى الأجهزة الطبية العادية حتى نصل إلى مسألة ثلاجة الموتى حيث استمرت الثلاجة القديمة في العمل مع العلم انها معطلة استمرت في العمل لفترات طويلة رغم وجود ثلاجة موتى جديدة ولكن وحرصاً على المال العام قامت ادارة مستشفى ناصر بإدخالها المخازن والاستمرار في العمل بالثلاجة المعطلة، فهل بعد ذلك من استخفاف بالعقول. وكل ما سبق من المقدور مناقشته ومعالجته من نقص في الاجهزة إلى نقص الكادر الطبي المتخصص إلى نقص أو انعدام الضمير الانساني وغيرها من القضايا التي يجب مناقشتها واخذها بعين الاعتبار لما تمثله من اهمية وقضية تمس المواطنين بل ارواح المواطنين التي يستهتر بها امثال هؤلاء الذين لا يعون مقدار المسؤولية الملقاة على عاتقهم. والنقطة الثانية التي نود مناقشتها في هذه السطور هي المبالغ التي رصدت لإعادة تأهيل هذه المستشفيات كما اطلق عليها المسؤولون هذه المبالغ التي ذهبت وللأسف الشديد ادراج الرياح حيث لم تستغل لشراء الأشياء المهمة لهذه المستشفيات وانما صرفت كلها بطريقة خاطئة وصورة مستفزة للجميع ومن الأمور المستفزة والملفتة للنظر ما قامت به ادارة مستشفى الثورة وناصر من بيع ما كان لديها من اثاث سابق بمبالغ كبيرة بينما لم يورد لحساب الحكومة سوى النزر اليسير من هذه المبالغ مع العلم ان هذه المستشفيات حصلت على اثاث جديد في شهر رمضان السابق ولم يتم استخدامه ولا يعلم حتى اين مصيره حالياً بعد ان تم ادراجه ضمن الاثاث القديم وبيعه بثمن بخس أو بالأصح ما تم توريده هو البخس. ومن النقاط الهامة التي يجب الوقوف امامها ما تعانيه ادارة هذه المستشفيات من سوء ادارة بما يقومون به من ممارسات بعيدة كل البعد عن الطب بل والإنسانية فهذه التعيينات تتم بصورة غير صحيحة في اختيار من يقوم بإدارة مثل هذه المرافق. فأحدهم تم تعيينه عن طريق مسؤول في وزارة الصحة والآخر عين بدعم كبير ومباشر من احد اعيان مدينة إب الذي يقف بجانبه ويدعمه بالحق والباطل وابناء إب يعرفون تمام المعرفة ان كل اموره باطلة وعندما ننظر إلى هذه القضية لا يقع اللوم على الأول لآن الذي يدعمه ليس من ابناء المحافظة ولكن اللوم على الآخر والذي يعتبر من كبار اعيان إب ولكنه يخدم مدينته بل وطنه بطريقته الخاصة في توليته مثل هذه المناصب لمن لا يستحقها وهذا الأمر ينعكس سلباً وبشكل واضح على اداء هذه المستشفيات فهذه مستشفى ناصر قد فقدت اغلب كوادرها المتخصصة ورد ذلك إلى سوء وفشل هذه الادارة. كل ذلك وغيره ليس سوى غيض من فيض ما يمارس من فساد وعبث في المجال الصحي بمحافظة إب ويحدث ذلك تحت مرأى ومسمع الجميع ودون تحريك ساكن حيال كل ذلك فهل يستمر الحال كما هو عليه ام انه ما زال هناك ضمائر حية تحارب مثل هذه الممارسات الخاطئة.. نأمل في وجودها.