في الوقت الذي لازالت الأنباء والمعلومات متضاربة حول الأسباب والدوافع التي تقف وراء الاحداث التي شهدتها مديرية ردفان محافظة لحج عصر أمس السبت في منصة الاحتفالات والتي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص هم «محمد ناصر هيثم العمري، شفيق هيثم حسن الحجيلي، فهمي محمد حسين الجعفري، وعبدالناصر محمد حمادة» وينتمون إلى مناطق جبل جبر، حالمين، الحبيلين لازالت الأنباء حول عدد الجرحى متضاربة أيضاً حيث أكد مصدر مسؤول في محافظة لحج ل«أخبار اليوم» أنه وحتى في وقت متأخر من مساء أمس السبت وصل عدد الجرحى إلى ما يقارب اثنى عشر شخصاً، في حين نشرت بعض وسائل الإعلام إلى أن العدد قد ارتفع إلى أربعة عشر شخص وهم «ثابت ناصر الجهوري، عمران ناصر الجهوري، سعد ناصر الجهوري، سعيد مثنى ناجي، عبدالباري ثابت راشد، حسين بن حسين صالح، فهمي محمد حسين، شائف محمد أحمد، ثابت محمد دكيس، عبدالإله زيد مزاحم، عبدالحميد راجح محسن، ثابت سعيد مقبل، شمسان هيثم محمد» وتشير المعلومات إلى أن أغلب الإصابات في الجرحى غير خطيرة باستثناء ثلاثة حالات إصاباتهم خطيرة تنوعت في الظهر والصدر والرأس. وفي هذا السياق أكد الأستاذ قاسم عبدالرحمن -مدير عام مديرية ردفان في تصريح خاص ل«أخبار اليوم» إلى أن الأنباء لازالت متضاربة حول ملابسات الحادث وان التحقيقات لازالت جارية وليس هناك أي تفاصيل حول الحادثة، موضحاً بالقول: قد تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق كون الروايات حول ملابسات الحادثة المأساوية قد اختلفت فالجنود الذين كانوا متواجدين في الساحة يؤكدون أنهم تعرضوا لإطلاق نار من قبل عناصر مدنيين كانوا متواجدين بالقرب من المنصة. وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي سارعت فيه بعض الجهات في المحافظة وبعض الشخصيات إلى اتهام قوات الجيش والأمن التي كانت متواجدة في الساحة بإطلاق النار صوب المحتشدين في الساحة. إلى ذلك نقل موقع وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله أنه في تمام الساعة الثالثة من عصر اليوم «أمس» وأثناء قيام دورية بأداء واجبها الامني في مديرية الحبيلين بمحافظة لحج تجمع عدداً من الأشخاص معترضين تلك الدورية عن القيام بواجبها، وأثناء محاولة الدورية تفريق تلك المجاميع أقدمت عناصر مدسوسة على إطلاق النار مستهدفة افراد الدورية والمواطنين بهدف اثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار مما اضطر الدورية إلى الرد على تلك العناصر التي لاذت بالفرار. ووسط هذا التضارب أكد الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة لحج الاستاذ علي حيدرة ماطر أن المعلومات حتى وقت متأخر من مساء أمس لازالت متضاربة ولم يتم معرفة حقيقة وملابسات الحادثة، مشيراً في حديثه ل«أخبار اليوم» إلى أنه قد تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول ملابسات الحادث برئاسة أمين عام محلي المحافظة وعضوين كل من نائب مدير أمن المحافظة ومدير عام البحث الجنائي بالمحافظة والهيئة الإدارية بمحلي مديرية ردفان وممثل عن نيابة استئناف المحافظة. وأوضح ماطر في حديثه للصحيفة أنه لا توجد معلومات أكيدة ليتم على أساسها معرفة الدوافع الحقيقية للحادثة، مشيراً إلى أن اللجنة الأمنية بمديرية ردفان كانت حتى وقت متأخر من مساء أمس مجتمعة، وباشرت عملية التحقيقات الأولية ولم ترفع بعد تقريرها عن ما توصلت إليه في تحقيقاتها الأولية، مؤكداً في ذات الوقت ان اللجنة التي يرأسها ستباشر عملها منذ صباح يومنا هذا الأحد. وبين هذا التضارب في المعلومات حول الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذه الحادثة المأساوية حصلت «أخبار اليوم» على معلومات من مصادر محلية كشفت ان سيارة من نوع صالون موديل «84» بيضاء اللون تعود ملكيتها لشخص يدعى هيثم محمد صالح وهو مرشح أحزاب اللقاء المشترك في منطقة الحبيلين وقلاب أحمر كان إلى جانب السيارة مليئتان بالمسلحين هم من قاموا بالتحرش بأفراد الجيش والأمن الذين كانوا متواجدين بساحة الاحتفالات بعد أن مُنعُوا من الدخول بالسلاح وهو الأمر الذي أدى إلى اندلاع الاشتباكات. من جانبه اتهم النائب الاشتراكي ناصر محمد الخبجي قوات عسكرية وأمنية لم يسمها ولم يحدد تبعيتها بالقيام بإطلاق النار على المحتفلين المتواجدين في الساحة، مؤكداً في حديثه ل«أخبار اليوم» مساء أمس أنه لم يكن هناك اي شخص مسلح من المتواجدين في الساحة، معبراً عن استغرابه لمحاولة أجهزة الأمن والسلطات منع المواطنين من الاحتفال بالذكرى ال«44» لثورة 14 اكتوبر المجيدة على الرغم من ان هذا الاحتفال يقيمه ابناء ردفان سنوياً في هذه الساحة، الأمر الذي نفاه قاسم عبدالرحمن مدير مديرية ردفان، مؤكداً في تصريحه ل«أخبار اليوم» انه لا يقام أي احتفال سنوي حسبما ذهب إليه النائب الخبجي، مشيراً إلى ان السلطة المحلية بالمحافظة كانت تعد لمهرجان احتفائي للذكرى ال«44» لثورة ال«14» من اكتوبر المجيد وأعياد الثورة اليمنية العظيمة وأجلت إقامة الاحتفال في الساحة، مضيفاً انه بعد ذلك جاءت احزاب اللقاء المشترك لتعلن عن ترتيبها لاقامة مهرجان في ساحة الاحتفالات بردفان، مشيراً إلى ان إعلان المشترك لم يظهر إلا منذ عشرين يوماً تقريباً. النائب الخبجي الذي تحدث للصحيفة مساء أمس نفى ما نشره موقع «المؤتمر نت» التابع للحزب الحاكم الذي اتهم النائب الخبجي ومجاميع مسلحة بالإقدام على مهاجمة افراد الحراسة الأمنية لمنصة الاحتفالات بمديرية الحبيلين محافظة لحج، وأكد النائب الخبجي أن أفراد النقطة الامنية في الحبيلين منعوه من الوصول إلى ساحة الاحتفالات رغم انه لا يوجد لديه اي سلاح شخصي ولم يكن بمعيته اي مرافقين وكان يستقل السيارة بمفرده، مبدياً استغرابه من تعامل افراد النقطة الأمنية معه بهذه الطريقة رغم معرفتهم به. وعبر في ختام تصريحه ل«أخبار اليوم» عن أسفه الشديد لسقوط الشهداء والجرحى بهذا العدد على ايدي اجهزة الأمن، متمنياً في الوقت ذاته من الأجهزة الامنية ألا تتحول إلى أجهزة قمع وان تدرك مهمتها التي وجدت من أجلها وهي حماية الامن والنظام وتنصرف إلى مهمة قمع المناضلين وأبناء الشهداء، مطالباً السلطة بتقديم مرتكبي هذه الأعمال ضد المواطنين إلى العدالة لينالوا جزاءهم وتعويض أهالي الشهداء والذين سقطوا أمس وسرعة معالجة الجرحى. هذا وكان قاسم عبدالرحمن قد طلب في تصريحه من الجميع تحكيم العقل وجعله سيد الموقف حتى الانتهاء من التحقيقات، مشيراً إلى وجود طرف آخر يستغل الوضع هو من يريد ويسعى لايقاع المكيدة بين الناس. تجدر الإشارة إلى أن أحزاب اللقاء المشترك هي من تقوم بالإعداد والترتيب والتموين لإقامة المهرجان بمنطقة ردفان وهي من دعت إليه إلى جانب بعض الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.