لا تزال الرسالة التي وجهها عدد كبير من علماء المسلمين إلى بابا الفاتيكان تشكل اهتماماً ومادة أساسية لعدد كبير من الصحف والمواقع الإعلامية في العالم، والتي تأتي بالتزامن مع الذكرى الأولى لرسالتهم الموجهة له بخصوص الحوار والسلم والتعايش بين الدينين الإسلام والمسيحية، والذي بحسب الرسالة أن أنصارهما يبلغان نصف سكان العالم. وكان «138» عالماً من كبار علماء ودعاة العالم الإسلامي من مختلف بلدان العالم ومن مختلف المذاهب قد وجها في 13 اكتوبر ثاني أيام عيد لفطر المبارك رسالة إلى بابا الفاتيكان وكبار رموز المسيحية وقادة الكنائس المسيحية بمذاهبها المختلفة والرسالة بعنوان «كلمة بيننا وبينكم» دعوا فيها المسيحيين إلى التلاقي مع المسلمين على الأسس المشتركة بين الطرفين. وأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي في العالم دون إحلال السلام والعدالة بين هذين المجتمعين الدينيين فمستقبل العالم يعتمد على السلام بين المسلمين والمسيحيين وأن الأساس الذي ينبني عليه السلام والعدالة بين هذين المجتمعين الدينيين هو موجود أصلاً وهو من صميم المبادئ التأسيسية لهما وهو حب الإله الواحد وحب الجار وهذه المبادئ يتكرر ذكرها في النصوص المقدسة للإسلام والمسيحية فوحدانية الله وحبه وحب الجار مشتركة في الإسلام والمسيحية. هذا وكان موقع «الجزيرة نت» قد أشار إلى أن رسالة علماء المسلمين إلى البابا ورموز العالم المسيحي تحظى باهتمام واسع في صحف ومراكز أبحاث العالم العربي المسيحي الذين وصفوا الرسالة بغصن السلام وغصن الزيتون الممتد من المسلمين لهم لنشر ثقافة السلام ودعم المحبة ونبذ الإرهاب في العالم، وأضاف موقع «الجزيرة نت» أن زعماء العالم المسيحي لا يزالوا يتدارسون الرد على الرسالة الموجهة لهم من رموز العلماء المسلمين، وكان مكتب بابا الفاتيكان قد بث خبراً قصيراً في إذاعة «مونت كارلوا» يوم أمس يفيد بأن مكتب البابا قد تلقى الرسالة وعرضها عليه لكنه يدرس مع مستشاريه توجيه رد على الرسالة في الأيام القادمة. وكانت صورة الإسلام قد شُوهت كثيراً لدى الغربيين بعد هجمات 2001/9/11م على أبراج التجارة في نيويورك والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف أميركي والتي اتهم تنظيم القاعدة الذي يرأسه المتشدد الإسلامي أسامة بن لادن بالوقوف وراء هذه التفجيرات وهو ما لم يثبت صحته نهائىاً حتى الآن واستغلت الدوائر الصهيونية هذه الأحداث في تشويه صورة الإسلام لدى شعوب العالم وربطه بالعنف والقتل والدمار وأنه الدين الذي يفرخ ويوجد الإرهاب الذي شنت باسم محاربته الولاياتالمتحدة الأميركية وإدارة الصقور بها المقربين من اللوبي الصهيوني حربهم العالمية ضد الإرهاب والتي أطاحت بحكومة طالبان في أفغانستان وبنظام الرئىس صدام حسين بالعراق لكن أميركا وجدت نفسها بعد 6 سنوات في مأزق محرج لها جداً وهو ما دعاها إلى تبني الحوار مع الجماعات الإسلامية التي تراها واشنطن معتدلة.