كشف الدكتور عبدالكريم الإرياني-المستشار السياسي لرئيس الجمهورية عن ما حدث في قضية جمال البدوي، مؤكداً أن أميركا تطالب بتسليم البدوي لها وقال الدكتور الإرياني في حوار اجرته معه صحيفة «الشرق» ان العلاقات اليمنية الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب كانت متينة ولكن الزوبعة التي حدثت حول قضية جمال البدوي هي التي عكرت الأمور قليلاً. موضحاً بأن البدوي هو احد المتهمين في قضية كول وقد كان هارباً ثم وسط بعض الناس بأن يسلم نفسه على ان يتعاون مع الدولة في عودة بقية الفارين من تنظيم القاعدة، وأضاف ان البدوي قد ابدى حسن نية كاملاً، مشيراً إلى ان رد الفعل الأميركي كان حاداً لأنهم يعتبرونه له دور مباشر في قضية كول. وفي رده على سؤال حول طلب اميركا للبدوي اوضح د. الارياني ان اميركا قد طلبته ولكن الدستور اليمني لا يسمح وهذا ما تم تأكيده للأميركان، مؤكداً بأن البدوي حالياً يقضي بقية عقوبته في السجن والتي مدتها «15» عاماً. كما تحدث الدكتور الإرياني في حوار حول عدد من القضايا ومنها قضية القبلية حيث قال ان اليمن بلد الكل يتحدث عن القبائل فيه، مشيراً إلى ان ذلك ليس مانعاً حتمياً للتطور والديمقراطية، مؤكداً في نفس الوقت ان لها تأثيرها، مردفاً بالقول ولا يمكن ان نقول ان التقاليد والقبلية في إطار النهج العالمي الجديد لا يمكن ان تكون ايجابية. مضيفاً بأن القبلية ليست عائقاً ليعود ويقول بأنها تؤثر في نتائج الديمقراطية، وأشار إلى ان اعضاء مجلس النواب في اليمن اغلبه خريجوا جامعات وان مشائخ القبائل فيه عدد قليل، الأمر الذي يوضح بجلاء ان القبلية لم تعد عائقاً حقيقياً أمام العمل الديمقراطي. وتحدث د. الارياني في ثنايا الحوار عن العلاقات اليمنية السعودية، مؤكداً على أنها ممتازة وانه وفي الثالث عشر من الشهر الجاري سينعقد المجلس التنسيقي اليمني السعودي. وفي سياق الحوار أوضح د. الارياني ان الاصلاحات الديمقراطية في الوطن العربي مازالت متأخرة، مستدركاً بالقول ان هناك مظاهر ديمقراطية ولكن الديمقراطية في الوطن العربي إما وليدة أو ناشئة أو غير موجودة. كما اشار إلى وجود تفاوت كبير بين ديمقراطية وأخرى في الوطن العربي حيث اعتبر الديمقراطية في اليمن والأردن ولبنان ناشئة وان دولاً أخرى فيها ديمقراطية وليدة، ثم اشار إلى ان هناك دولاً لم يسميها لا توجد فيها ديمقراطية، مؤكداً على ان الوضع في عموم الوطن العربي لا يزال متأخراً عن اتجاهات العصر. وتطرق د. الارياني إلى ان الديمقراطية هي الإرادة السياسية فاذا وجدت إرادة سياسية مخلصة وصادقة من القيادة تواجدت الديمقراطية، مؤكداً على ان الديمقراطية لا تصدر ولا تستورد. هذا وكان الحوار الذي اجرته جريدة «الشرق» القطرية مع د. عبدالكريم الارياني -المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، أمين عام الرابطة العربية للديمقراطية قد ناقش العديد من القضايا والمواضيع في الساحة المحلية والعربية والعالمية.