شهدت محافظة مأرب يوم أمس مهرجاناً جماهيرياً كبيراً، حضره قرابة عشرين ألف شخص، من أبناء محافظة مأرب بحسب تأكيد احد الشخصيات البارزة في اللجنة التحضيرية لهذا المهرجان الذي سمي «ملتقى مأرب» والذي عبر خلاله المشاركون عن العديد من المطالب، وتم تضمينها بالبيان الختامي الصادر عن الملتقى. وفي هذا السياق أكد الشيخ سلطان علي العرادة أحد أبرز مشائخ محافظة مأرب، وممن شاركوا في هذا الملتقى ان أبناء محافظة مأرب من كافة المديريات قد شاركوا في هذا الملتقى وخصصت لأجل المطالب العامة لأبناء المحافظة من مشاريع خدمية وحقوق وواجبات وما هو لهم لدى الحكومة وعليهم تجاه الوطن، مشيراً إلى ان اللقاء شدد على المسألة الأمنية، وأنها تهم الجميع، وان الأمن والاستقرار والوحدة مسألة تهم كافة أبناء الوطن. وأوضح العرادة في تصريحه ل«أخبار اليوم» أنه قد انبثقت لجنة من هذا الملتقى، سميت لجنة المتابعة لتنفيذ المطالب، مؤكداً ان الاجتماع الذي سيعقد صباح يومنا هذا بمنزله «أي الشيخ العرادة» سيخصص لمناقشة كيفية تسيير اعمال لجنة المتابعة لإنجاز المهام الملقاة على عاتقها، مشيراً إلى ان لجنة المتابعة قد شكلت من سبعين شخصية، مبدئياً وانه يتوقع ان يتم تقليص هذا العدد أو اضافة شخصيات أخرى إلى هذه اللجنة بما يفي بالغرض ويضمن نجاح هذه اللجنة في مهامها بحسبما تطلبه الحاجة خاصة وان هناك مطالب كثيرة يجب ان تحقق لأبناء محافظة مأرب. وحول ما إذا كان هذا الملتقى يعبر عن عجز السلطتين التنفيذية والمحلية في تلمس ابناء المحافظة وتلبية احتياجاتهم اكد الشيخ العرادة ان العجز حاصل على المستوى التنفيذي وانه مهما عملت هذه السلطات حتى الآن، فهي مازالت عاجزة، مشيراً إلى ان العجز يكمن في عدم تنفيذ مشاريع كافية لهذه المحافظة وأصبحت تتعامل مع عدد قليل من ابناء هذه المحافظة وتجاهلت غالبية الأبناء في كافة المديريات بالمحافظة الأمر الذي دعا إلى اقامة مثل هذا الملتقى. وتمنى الشيخ سلطان العرادة في ختام تصريحه للصحيفة ان القيادة ان تنتبه للمحافظة ولمطالب أبنائها وان توليها اهتمامها ورعايتها بالشكل المطلوب باعتبارها محافظة معطاءة ولها تاريخ عريق في انقاذ اليمن في الجانب التنموي والاقتصادي، مؤكداً ان مطالب أبناء محافظة مأرب ليست سياسية وانما هي مطالب اقتصادية وتنموية وحيوية تهم المحافظة وابناءها. من جانبه اعتبر الشيخ مبخوت بن عبود-رئيس الهيئة التنفيذية للمشترك في محافظة مأرب ان هذا الملتقى الجماهيري جاء نتيجة للأوضاع التي تعيشها اليمن بصورة عامة، ومحافظة مأرب بصورة خاصة لما لها من خصوصية، مشيراً إلى ان الخصوصية تكمن في ان هذه المحافظة أول محافظة نفطية لكنها محرومة من خيراتها. وفي رده على ان هناك محافظات يمنية أخرى نفطية قال بن عبود هذه المحافظات جاءت بعد محافظة مأرب ولكنها تقدمت تنموياً واقتصادياً بخطوات كبيرة عن محافظة مأرب التي ليس لها «لا في العير ولا في النفير»، واتفق الشيخ بن عبود مع الشيخ سلطان العرادة في ان هذا اللقاء يعبر عن عجز السلطة المحلية والتنفيذية في تلبية مطالب أبناء هذه المحافظة، كما عجزت عن تحقيق أي شيء لهذه المحافظة بالصورة التي يجب ان تكون عليها محافظة. وأضاف ان السلطة المحلية مازالت تمارس التضليل والخداع ولم تعترف بأنها عاجزة ولا ان المحافظة مازالت محرومة ومازالت تحتاج إلى تنمية حقيقية وذهبت إلى توزيع أوامر رئيس الجمهورية المتعلقة بالمشاريع الخاصة بالمحافظة على جميع المواطنين، في حين ان اكثر هذه المشاريع التي تضمنتها أوامر رئيس الجمهورية لم تخرج إلى حيز التنفيذ وانما هي مشاريع مستقبلية الأمر الذي يؤكد ان هذه المحافظة محرومة. وعن كيفية استقبال السلطات لهذا الملتقى اشار بن عبود إلى ان السلطات استقبلت هذا المهرجان الجماهيري بالتوجس والريبة والخوف والتشكيك. تجدر الإشارة إلى ان المهرجان قد أصدر بياناً ختامياً تضمن اثنين وعشرين مطلباً صب جميعها في الجانب الحقوقي. هذا وكان محافظ المحافظة عارف الزوكا قد استعرض قائمة المشاريع التي تحققت والتي لازالت قيد التنفيذ في إطار مهرجان تقييمي لمستوى تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية والمجالس المحلية. وأعلن المحافظ أن هناك جملة من المشاريع ستنفذ خلال العام القادم بدعم واهتمام رئيس الجمهورية ، مستعرضاً توجيهات الرئيس بربط جميع مديريات مأرب بالكهرباء الغازية ، منوهاً إلى وصول المواد الخاصة بذلك ، داعياً الحاضرين إلى التأكد من وجود معدات الربط في المستودعات وأنه من المستحيل أن يتم تشغيل المحطة الغازية إلا بعد تغطية جميع مديريات مأرب وهذه توجيهات رئيس الجمهورية. وأضاف الزوكا :" يا أبناء مأرب التاريخ والأصالة يسرني أن أشكركم وأتوجه إليكم بجزيل الشكر والعرفان لأنكم مثلما أثبتم في تلك المراحل الصعبة والمعقدة حضوركم الفاعل والجسور،. . هاأنتم اليوم تؤكدون تلك المواقف الشجاعة التي أثبتموها في الماضي وتثبتونها اليوم أنكم ستظلون أوفياء لمبادئكم ولقيادتكم السياسية وللوطن وللمحافظة وهذا ما يقوله الواقع. وقال مخاطباً الحاضرين من مختلف المناطق والمديريات :" وقفنا قبل عام أمام هذه الشخصيات ، وقطعنا لكم عهداً أن نعمل بكل ما بوسعنا في إطار توجيهات القيادة السياسية التي أعطت هذه المحافظة كل اهتمامها لتنفيذ كل ما نستطيع تنفيذه في مختلف الاتجاهات ". متابعا بالقول:"و اليوم كان لزاماً علينا أن نقف أمامكم بعد عام من ذلك العهد لنشرح لكم بوضوح ما استطعنا تحقيقه ومالم نستطع تحقيقه ، نحن نتعامل مع هذه المحافظة بشفافية مطلقة ونتعامل مع أبنائها بوضوح ومصداقية ولا نريد أن نتعامل معهم بالمغالطات ودغدغة العواطف والمشاعر ولنبقى صفاً واحداً فيما استطعنا تحقيقه وسنقوله لكم ومالم نستطع تحقيقه سنتعاون جميعنا من أجل تنفيذه ". وانتقد محافظ المحافظة سعي بعض القوى إلى المزايدة وقال :" هناك من يحاول دغدغة عواطف البسطاء ، ونحن نتبارى على تقديم الخدمات. ، ولا نزايد على تقديم الخدمات فمن منا سيقدم الأفضل. . وهناك حكم واحد وهو أنتم أبناء هذه المحافظة وجماهيرها ، أنتم تستطيعون أن تنتقدوا من يمثلكم وبالتالي تحاسبوه في صناديق الاقتراع ولكن لا يجب أن نحاسب أنفسنا بأساليب أخرى ، نريد أن نتحاسب في برامج انتخابية ونريد أن نناقش الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق ، هذه المحافظة لديها صعوبات ومشاكل كبيرة ولديها احتياجات ومطالب ". وتابع الزوكا :" هناك عرقلة واضحة وصريحة في تنفيذ هذه المشاريع. . فهناك من لايريد تنفيذ مشاريع لهذه المحافظة -هل لنا أن نستفيد من لغة السياسة أم نستفيد من لغة العقل والمنطق فينبغي أن نستفيد من لغة العقل والمنطق والواقع ومشاريعنا ينبغي أن تنفذ ، نتكلم حول مشاريع مستعدون للحساب عليها ". وتطرق المحافظ إلى المشاريع التعليمية ،داعياً أبناء المحافظة إلى التعاون في مسألة التعليم باعتباره حجر الزاوية ، وقال :" طالما دعونا هذه الشخصيات الاجتماعية والمجالس المحلية في مؤتمرهم التقييمي حول ما تم تنفيذه فنحن نقبل بتقييمهم وبحكمهم ونقدهم البناء وفي نفس الوقت ندعو إلى عدم عرقلة مشاريع المحافظة ونبذ المخربين أو أولئك المغرضين الذين لا يريدون لهذه المشاريع أن تنجز في هذه المحافظة والخير والتقدم والاستقرار.