اعتبر عدد من العلماء والدعاة مشروع تغيير يومي الإجازة الأسبوعية من يوم الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت والذي أحاله مجلس الوزراء قبل الأسبوع الماضي إلى لجنة وزارية لدراسته لا يعدو كونه نوعاً من التبعية والمحاكاة والتقليد لليهود والنصارى والتشبه بهم، حيث أوضح الدكتور/ حسن شبالة أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة إب: أن الإسلام دين كامل ليس بحاجة لمن يكمله وهو صالح لكل زمان ومكان وساق شبالة عدداً من الأدلة الشرعية التي تحث المسلمين على مخالفة اليهود والنصارى وعدم التشبه بهم كمخالفتنا لهم في كيفية النداء للصلاة، واستقبال القبلة والتعامل مع المرأة الحائض وغيرها من الأدلة التي تأمرنا بمخالفتهم، وأضاف: لا يخرج هذا التغيير عن كونه يعد تشبهاً واضحاً وتبعية للغرب وللقوى العالمية الكبرى التي تحاول تمييع هوية الشعوب الإسلامية وعلامة تميزهم والنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: "من تشبه بقوم فهو منهم". وتساءل شبالة قائلاً: ما الداعي أن يأتينا البعض بقدسية يوم السبت وهو قدسية يهودية نحن مطالبون شرعاً بأن لا نوافقها؟ ولدينا يوم الجمعة يوم مقدس شرعاً عندنا، موضحاً أن ما يتقيح به المنادون بتغيير يوم الراحة إنما هو مجرد إدعاء داحض فالانهيار الاقتصادي الذي تشهده الأمة المسلمة اليوم لم يكن سببه أننا معطلين يومي الخميس والجمعة بل انهار وازداد انهياراً وتدهوراً حينما ارتبط اقتصاد المسلمين باقتصادات الغرب وما نعيشه اليوم من فقر وفاقة وغلاء إلا لأننا ربطنا اقتصادنا باقتصاد اليهود والنصارى وأصبحنا تبعاً لهم في كل شيء في تكريس واضح للتبعية التي جعلتنا خدماً وأتباعاً وأذيالاً لهم مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم". وتابع بقوله: إنني لا استبعد أن يأتي يوم نسمح فيه أصوات تنادي بجعل يوم الأحد إجازة إذا اعتاد الناس على هذا التقهقر إتباعاً لخطوات الشيطان، هؤلاء علمانيون لا يقصدون بالعطلة السبت والأحد من جانب اقتصادي، كما يزعمون إنما ينطلقون من منطلق عقدي ديني نصراني أو يهودي، ونحن مطالبون شرعاً بأن يكون لنا خصوصية فعمن نأخذ ديننا وتعاليمنا؟ عن ربنا الذي جعل لنا ديناً صالحاً لكل زمان ومكان أم عن الغرب الذي يريد طمس الهوية الإسلامية؟ وعلينا أن نعلم أن الاقتصاد العربي الإسلامي كان من قديم الزمان من أقوى الاقتصادات ومسألة انهيار الاقتصاد العربي لأن البنوك مغلقة في العالم الإسلامي يوم السبت مجرد إدعاء مرفوض، والله سبحانه وتعالى خاطب المسلمين عندما خافوا الفقر بسبب منعهم للمشركين من دخول مكة و المسجد الحرام وأن اقتصادهم سيتعرض للركود بسبب مقاطعتهم لليهود بقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجسً فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عليةً فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء والله عليمًُ حكيم". وأكد شبالة في ختام حديثه ل"أخبار اليوم" على أن القضية دينية شرعية عقدية وليست اقتصادية ويجب أن تستوفي حقها من الدراسة والنقاش من قبل العلماء. ويتفق معه الدكتور/ علي محمد مقبول الأهدل الأستاذ المساعد بكلية الآداب جامعة صنعاء- في أن توحيد العطلة بيننا وبين الغرب لن يحقق المصلحة الاقتصادية وهو أمر مرفوض بشدة ودعوى باطلة الهدف منها التقليد والتشبه باليهود في عجز وانهزام واضح منا وضعف أيضاً جعلنا نقدم مثل هذه التنازلات. وأضاف الأهدل: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تغير الدول الغربية إجازاتها إلى يوم الجمعة خصوصاً وأن هناك الكثير من الجاليات المسلمة التي كان يعمل أبناؤها لدى شركات أجنبية وكانت لا تعطيهم الجمعة إجازة فتظاهروا مطالبين بهذه فسمح لهم بوقت الصلاة فقط، إذاً لماذا نحن في العالم العربي نتنازل ولا يتنازل غيرنا؟ وتابع: إن تغيير الإجازة إلى السبت ليس لمصالح اقتصادية بل لضغوط أجنبية وتغريب لأمة تشعر بالانهزامية، وهذا سلوك غير جائز وتقليد محرم الهدف منه إرضاء الغرب ومجاراته، ورفض الأهدل اعتبار هذا التغيير من قبيل العادات أو المصالح المرسلة التي لم يرد فيها دليل موضحاً النصوص في هذا صريحة وكثيرة تحثنا على عدم التشبه باليهود والنصارى وغيرهم قال تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم".