شهر رمضان هو الشهر التاسع من الشهور القمرية، وهو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم في قوله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، ورمضان موسم لمحاسبة النفس وتطهيرها من الذنوبوالمعاصي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر"، فتميزت أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالصوم دون غيرها من الأمم وقد فرض الصوم على من قبلنا من الأمم كما قال الله: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم"، فالصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع طول نهار رمضان وحكمة مشروعية الصيام هو تطهير النفس وتزكيتها والرقي بها وإعدادها للتقوى لتصبح أهلاً لكرامة الآخرة وسعادتها قال الله تعالى في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، ورمضان موسم للتقرب إلى الله بالطاعات والقيام بالعبادات القولية والفعلية واجتناب المحرمات من أقوال وأفعال. الصيام يرقى بالنفوس إلى مستوى المسؤولية، فهو طاعة لله عز وجل، وهو ركن من أركان الإسلام، فالإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي، ونحن في هذا الزمن حيث تكثر الفتن في أمس الحاجة إلى التمسك بديننا وشريعتنا المحمدية الغراء، فمطلوب من الصائم أن يغض بصره من النظر إلى المحرمات وأن يكف سمعه عن سماع ما يغضب الله عز وجل. ومطلوب من الصائم أن يكف لسانه عن الغيبة والنميمة والقول البذيء، فالمسلم ليس بلعان ولا طعان ولا بذيء، علينا استغلال هذا الموسم حيث أن رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، ويستحب في رمضان الإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوات المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب". ويسن في رمضان العطف على المساكين وإخراج الصدقات للأقرب فالأقرب "والأقربون أولى بالمعروف"، كما يسن تأخير السحور وتقديم الفطور قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"، ويسن للصائم أن يفطر بالتمر أو بالماء لما ورد عن النبي أنه كان يفطر قبل أني يصلي على تمرات، فإن لم يجد التمر حسا حسوات من ماء، ويسن كذلك في رمضان قيام الليل وقراءة القرآن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره، ويسن في رمضان الاعتكاف، فعن عائشة رضي الله عنها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، وخلاصة القول علينا استغلال شهر رمضان بالتوبة والعودة الصادقة وإرجاع الحقوق إلى أصحابها والتسامح في رمضان تلين القلوب وتهذب النفوس ويكون الناس أفضل حالاً من أي وقت آخر نرجوا من الله التوفيق والعون.