اعتبر الدكتور السعودي/ يوسف مكي المحلل السياسي وعضو المؤتمر القومي العربي أن الضمان الوحيد للقضاء على الفتنة الطائفية في المنطقة العربية يكمن في التوجه إزاء معالجة الاحتقانات الموجودة داخل المجتمع العربي بشكل عام والذي سيعمل على إضاعة الوقت في الحديث عن القضية الطائفية. وقال "مكي" في تصريح ل "أخبار اليوم": إن تعميم مفهوم المواطنة حتى يشعر المواطن العربي أن له كامل الأهلية والحقوق بإمكانها أن تجنب المنطقة عموماً مزالق الطائفية مؤكداً أن المنطقة العربية كلها عرضة لتيارات الطائفية، وأن هناك محاولات مستمرة للتصيد واستثمار بعض المجالات لتحقيق اختراقات في جدار الأمن القومي العربي. وكانت أوساط دبلوماسية عربية قد أكدت أن النشاط الشيعي في المملكة يحظى بدفع خارجي كبير، وأن جهات في الإدارة الأميركية تدفع من أجل زيادة المساحة السياسية للشيعة في المملكة العربية السعودية، وأن الجهات الأميركية لها رغبة متعلقة في الجانب الاقتصادي بالمنطقة إضافة إلى وجود اندفاع إيراني كبير لتحريك الطائفة الشيعية في المملكة العربية السعودية وفي محيطها كما هو حاصل في محافظة صعدة اليمنية، وحذرت تلك الأوساط الدبلوماسية العربية من خطورة الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام السعودية وخاصة في منطقة نجران والمنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية الإثنى عشرية. وحول تقرير منظمة "هيومان رايتس" ووتش الذي أفاد أن مئات الآلاف من أفراد الطائفة الشيعية الإسماعيلية في السعودية يواجهون تمييزاً ترعاه الدولة وقمعاً لأحاديثهم الدينية، وأن أبناء منطقة نجران التي تحد اليمن وتقع فيها الغالبية الشيعية اشتكوا من تمييز ضدهم في مجالات التوظيف من الحكومة والتعليم ونظام العدالة، ووصف الدكتور السعودي "مكي" المصادر الغربية بمصادر غير نزيهة حيث حدث معها تجربة سابقة كشفت ضلوع هذه المنظمات في كثير من المشاريع المشبوهة بحق الأمة، وقال "مكي": يفترض أن تُستقى هذه المعلومات من مصادر أكثر استقلالية. مضيفاً: أنه ليس لديه أي علم بالحثيثيات والأسباب المباشرة لعزل أمير منطقة نجران مشعل بن سعود. وكانت وسائل إعلامية عربية وأجنبية قد نقلت عن زعامات شيعية بأن الملك/ عبدالله بن عبدالعزيز قد قام بعزل أمير منطقة نجران تلبية لمطالبها ولضغوط خارجية، وأن لفوز باراك أوباما برئاسة الولاياتالمتحدة الأميركية دوراً في ذلك، ونقلت الوسائل الإعلامية عن تلك الزعامات مناشدتها للمنظمات العالمية وباراك أوباما التدخل للضغط على السلطات السعودية لمنحها حقوقها السياسية والدينية. كما حذرت الأوساط السياسية العربية من مخطط إيران الذي يهدف إلى إثارة فوضى عارمة في المحافظات الشمالية الغربية في اليمن والمنطقة الجنوبية الشرقية من السعودية، مضيفة بأن السلطات الإيرانية تنظر إلى الفوضى الأمنية في محافظة صعدة والجوف في شمال اليمن وعدم الاستقرار السياسي في محافظات أبين والضالع ولحج أرضية خصبة لتمرير مخططاتها في اليمن والمملكة. وبهذا الصدد أكد الدكتور "مكي" بأن الوحدة الوطنية مطلب قومي وملح، محذراً من محاولة القوى الاستعمارية التسلل كعادتها من أضعف حلقات السلسلة إذا لم يتم إغلاق كل المنافذ على القوى المعادية للأمة حتى لا تتاح أي فرصة للاختراق الطائفي. وحول علاقة التحرك الشيعي الإسماعيلي بما يدور في صعدة لم يستبعد د/مكي أن يكون هناك تشابك وتلازم جراء البعد التاريخي لعلاقة المنطقتين، مشدداً على ضرورة سد كل منافذ التفتيت الطائفي من خلال تعميم المواطنة بين جميع المواطنين. وكانت الأوساط الدبلوماسية العربية قد دعت صنعاء والرياض إلى إيجاد صيغة أمنية مشتركة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بحيث تكون شاملة للعوامل الاقتصادية المؤثرة على الاستقرار السياسي والأمني في البلدين