طلب القراصنة الصوماليون الذين اختطفوا السفينة السعودية "سيريوس ستار" الفدية وفقاً لزعم العقل المدبر لعملية الاختطاف. وقال فرح عبد جامع في تصريح للجزيرة الفضائية بأنهم قد اتفقوا على دفع جزية تدفع نقداً مقابل إطلاق السفينة السعودية إلا أنه لم يحدد المبلغ المفروض. وأضاف فرج في شريط صوتي: إننا نؤكد سلامة الناقلة السعودية، مشيراً إلى أنهم سيحصون المال آلياً ولديهم الآلات التي بإمكانها كشف النقود المزورة. وأوضحت صحيفة التايمز البريطانية أن رسالة القراصنة جاءت في وقت تم فيه اختطاف سفينتين أخريتين في غضون ال "24" الساعة الماضية. وأفادت التايمز أن السفينتين هما سفينة النقل اليونانية وقارب صيد تايلاندي، وأضافت أن هذا يحصل على الرغم من وجود البحرية الدولية في المياه الواقعة قبالة الصومال. وقال برنامج مساعدة البحارة في شرق أفريقيا إن السفينة اليونانية تم اختطافها الثلاثاء الماضي في خليج عدن على متنها طاقم مكون من "25" شخصاً، وأنها ثالث سفينة تم اختطافها والاستيلاء عليها منذ اختطاف السفينة السعودية مطلع الأسبوع المنصرم. أما قارب الصيد الكيربياتي فقد تم اختطافه من خليج عدن وعلى متنه "16" صياداً، وأن هذا القارب يعمل مع تايلاند. من جانبه قال أندروا موانجورا منسق برنامج مساعدة البحارة في شرق أفريقيا أن موجة القرصنة السافرة التي انفجرت في خليج عدن هذا العام تشكل رسالة واضحة من القراصنة بأنهم قادرون على فعل ما يريدون، وأنهم قادرون على فعل المستحيل. إلى ذلك دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليبان إلى الإفراج الفوري عن طاقم السفينة السعودي المخطوفة بمن فيهم ال "2" البريطانيين. وقال السيد ميليباند: إن مشكلة القرصنة تشكل خطراً على الاستقرار في المنطقة، وأن المملكة المتحدة قلقة جداً بشأن القرصنة في الصومال. وفي ذات السياق أوضح وزير الخارجية السعودي/ سعود الفيصل مجيباً على تساؤلات الصحافيين حول إذا ما كانت هناك فدية لتحرير ناقلة النفط السعودية المختطفة أن حكومته لا تحب إجراء مباحثات مع الإرهابيين، لكن يتعين على شركة "أرامكو" النفطية، المالكة لناقلة النفط العملاقة سيريوس ستار أن تتخذ القرار بشأن احتمال دفع فدية حسب قوله. وأضاف رئيس الدبلوماسية السعودية في ختام لقاء جمعه اليوم الأربعاء بنظيره الإيطالي فرانكو فراتيني في روما "أعلم أن مالكو ناقلة النفط يقودون مباحثات ما وهذا أمر يتعلق بهم، لكننا كحكومة لا نحب الحوار مع القراصنة والإرهابيين والخاطفين" وفق تعبيره. وأردف الوزير الفيصل قائلاً: "ما نعرفه جيداً هو أننا مع وحدة العمل ضد القراصنة"، وختم بالقول: "ستنضم السعودية إلى كل المساعي والجهود الرامية إلى مواجهة هذا الخطر" على حد تعبيره. وقد وصف سعود الفيصل أمس ب "العمل المخزي"، اختطاف ناقلة النفط العملاقة التي تحمل شحنة مليوني برميل، من قبل القراصنة الصوماليون في بحر العرب يوم السبت الماضي. إضافة إلى كل ما سبق ذكره أكد الأميرال جيرار فالان قائد القوات البحرية الفرنسية في المحيط الهندي: إن القراصنة الصوماليين في خليج عدن وبحر العرب أصبحوا يمثلون قوات شبه عسكرية حقيقية، وأنهم مجهزين بشكل جيد ومحترفين. وقال الأميرال فالان: إن صيادي السمك المزعومين هؤلاء لا يحتاجون سوى لربع ساعة لشن هجوم على سفينة تجارية واحتجاز طاقمها رهينة خاصة بعد تطور أساليبهم، وحدث أن أطلقت مروحيات عسكرية فرنسية إشارة الإنذار بعد رصدها وجود سلالم على متن مراكب، وقال الاميرال فالان "الصيد لا يتم بواسطة سلالم". وأفادت دراسات أجراها العسكريون الفرنسيون أن الظاهرة تفشت في المنطقة مع "133" هجوماً مؤكداً في الإجمال "39" منها تم بنجاح منذ بداية العام 2008م، مقابل "70" هجوماً منها "31" ناجحاً بالنسبة للسنوات الثلاث السابقة. وهذه الأرقام تختلف قليلاً عن إحصاءات المكتب البحري الدولي الذي تختلف مصادره عن مصادر البحرية الفرنسية. فبحسب المكتب البحري الدولي تعرض "92" مركباً على الأقل لهجمات قراصنة صوماليين "36" بنجاح في المحيط الهندي وخليج عدن هذا العام، وبين "10" و"16" تشرين الثاني/ نوفمبر أحصي "11" هجوماً في المنطقة، كما أضاف المكتب البحري وتكتسي القضية بعدا جيو استراتيجياً، خصوصاً وإن حوالي "16" ألف سفينة تجارية تمر كل سنة في مضيق باب المندب بين خليج عدن والبحر الأحمر حيث يمر نحو "30%" من النفط الخام العالمي. فالمنطقة التي كان ينشط فيها القراصنة ظلت محدودة لزمن طويل بخليج عدن بمحاذاة سواحل اليمن، قبل أن تمتد في أيلول/ سبتمبر مع بروز جبهة ثانية بقوة جنوباً في منطقة تمتد "400" ميل بحري "740 كلم" قبالة سواحل مقديشو، وتم إحصاء ستة هجمات فيها في خلال شهر، لكن القراصنة الصوماليين يعملون أحياناً في أماكن تقع على مسافة أبعد من قواعدهم. وهكذا خطفت ناقلة النفط السعودية العملاقة "سيريوس ستار" السبت على بعد أكثر من "450" ميلاً بحرياً "800 كلم" إلى جنوب شرق مومباسا بكينيا. وبالنسبة لعشرات السفن الحربية الراسية في المنطقة فأن "الهدف الأول هو منع القراصنة من الصعود إلى السفن التجارية واحتجاز طواقمها رهائن" كما قال الأميرال فالان. وأضاف: إن إخراجهم بالقوة بعد ذلك عملية معقدة تتطلب وسائل كبيرة لتقليل المخاطر إلى الحد الأقصى بالنسبة للرهائن وبالنسبة لفرق الكوموندوس والقراصنة أنفسهم على حد سواء. وأوضح الأميرال: لسنا في حرب مع قوات مسلحة تقليدية، بل إننا نواجه مجرمين يتاجرون برهائن ويتعلق الأمر باعتقالهم أحياءً لإحالتهم أمام القضاء.