وسط الفاحس السياسي الذي يشهده الشارع اليمني جراء الصراع بين اللقاء المشترك بأحزابه الخمسة والحزب الحاكم الذي يمثله المؤتمر الشعبي العام بعد إقدام الأخير على إجراءات انتخابية اعتبرها الأول سابقة لأوانها حيث بدأت لجان القيد والتسجيل تباشر عملها مطلع الشهر الجاري وسط حمم القنابل ولعلعة الرصاص في العديد من محافظات الجمهورية حيث قتل من قتل وأصيب من أصيب واحتلت أبين المركز الأول في عدد القتلى تلتها محافظة الضالع، المحافظتان الأكثر معارضة للجان القيد والتسجيل فضلاً عن طرد العديد من مقراتها. ورصداً لفعاليات واعتصامات ومهرجانات اللقاء المشترك الذي حاول توسيع نطاق دائرته إلى أكثر من محافظة ففي أمانة العاصمة خرج أمس الأول الآلاف في مسيرات منددة ومعارضة لعمل لجان القيد والتسجيل وإطلاق شرارة أولى لمعارضتها للانتخابات، ودع المشاركون إلى مقاطعة اللجان التي اعتبرتها غير شرعية. وبرر المشترك في مسيرة أمانة العاصمة خروجه إلى الشارع بإصرار السلطة على إبقاء السجل الانتخابي مليئاً بالأسماء الوهمية كخطوة أولى للتزوير. ودعا المشترك على لسان محمد الصبري عضو المجلس الأعلى للمشترك السلطة إلى الإفراج عن جميع أعضائه المعتقلين على خلفية أنشطتهم السياسية. واعتقلت أجهزة الأمن في مسيرة المشترك "11" ناشطاً من أنصاره منهم محمد شعلان وصالح البيضاني وأحمد السامعي. وفي محافظة حجة خرج الآلاف من أبناء المحافظة إلى ساحة حوره مطالبين بمحاسبة العابثين بالديمقراطية من سمموا الحياة السياسية، مشددين على ضرورة إصلاح المنظومة الانتخابية واعتماد القائمة النسبية وإلغاء السجل الانتخابي الحالي واعتماد سجل مدني نظيف. ودعا معتصمو حجة أبناء الشعب اليمني إلى الوقوف صفاً واحداً في قافلة النضال السلمي لمواجهة ما وصفوه بسياسة الإفقار والاستفراد والاستعباد والعبث بالهامش الديمقراطي حتى تتراجع السلطة عن هذه الممارسات. واعتبر المشترك دخوله في الانتخابات بشروط السلطة مسرحية هزلية ومشاركة في سلب وتزوير إرادة الناخبين وإطالة في عمر الفساد والقضاء على مستقبل البلاد وتبديد ثرواتها. وقال رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح الدكتور/ فتحي العزب إن اليمن ضاقت بشعبها العشرين مليون رغم مساحتها الواسعة بسبب سياسات المؤتمر الذي استأثر بمقوماتها، معتبراً الأزمات التي تمر بها البلاد في شتى المجالات نتاجاً لسياسة السلطة. أما محافظة الضالع الأكثر أحداثاً حيال لجان الانتخابات فقد خرج العشرات من أبنائها في اعتصام للمطالبة برحيل لجان القيد والتسجيل، وتركز خروج المعتصمين على مديريات جبن والأزارق وقعطبة والحصين والحشأ ودمت ومريس، وشهدت عدد من المديريات بالمحافظة انتشاراً أمنياً مكثفاً، واستحداث عدد من النقاط الأمنية على مداخل المدينة. لم يختلف الوضع في محافظة مأرب عن بقية المحافظات حيث خرج العشرات من المنددين بعمل اللجان الانتخابية. وفي الجوف دعا بيان أصدره المشترك في اعتصام له المعتصمين إلى خلع ثياب الذل والقهر والفقر والجهل والاستكانة، وأن يكتسون بثياب العزة والمجد والكرامة. وفي حين تواصلت المهرجانات في محافظة المحويتوالحديدةوإب، نظمت أحزاب المشترك في الحديدة اعتصامات حاشدة في ست مديريات أعلن خلالها المشاركون مقاطعتهم لجان القيد والتسجيل. وفي محافظة تعز منعت أجهزة الأمن المواطنين من دخول مهرجان المشترك بماوية واعتقلت "3" من ناشطي المشترك وأفرجت عنهم بعد ساعات. وفي محافظة إب أقيمت عدد من مهرجانات المقاطعة في الدوائر "81، 84، 114، 102، 106، 11". وفي محافظة المحويت أقام اللقاء المشترك مهرجانين في كل من مديريتي شبام والخبت. إلى ذلك وفي ذات السياق دعت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة عدن وأنصارها وكافة أبناء المحافظة للمشاركة في الاعتصام الحاشد اليوم السبت في أمام اللجنة الأساسية للقيد والتسجيل بمديرية خور مكسر بمعهد أمين ناشر للعلوم الصحية. وأكدت أحزاب اللقاء المشترك في بيان لها أصدرته عقب الاجتماع الدوري المنعقد الأربعاء الماضي وقوفها مع الأحداث التي شهدتها المحافظة السبت الماضي من اعتصامات لوقف عملية القيد والتسجيل لما لحق بها من غش وتزوير إرادة الناخبين. وعبرت اللجنة التنفيذية للمشترك عن شكرها لمحافظة عدن بمنع استخدام الرصاص الحي ضد الاعتصامات السلمية، وأكدت أن سبب تراجع العملية الديمقراطية لا يعدو فقط إلى ما لحق بالسجل الانتخابي من تشويه وتزوير لنظام وآلية الانتخابات، ولكنه يكمن في سياسة إقصاء الآخر لصالح الحكم الفردي على حساب المشروع الوطني الديمقراطي. وينظم اللقاء المشترك اليوم بتعز اعتصاماً حاشداً تعبيراً عن رفضه للجان القيد والتسجيل وإنذاراً منه بمقاطعة الانتخابات القادمة.