سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بينما ضحايا الحرب على غزة يصل إلى «1151» شهيداً و «5200» جريح.. المقاومة تقصف عدداً من المدن المغتصبة والآلاف يشيعون الشهيد «صيام» والكيان الصهيوني يستعد لوقف الحرب
استمرت قوات الاحتلال في عدوانها على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، صباح الجمعة. وأكدت مصادر طبية استشهاد الطفل عيسى ارميلات (14 عاماً) وإصابة ستة آخرين جراء قصف جوي استهدفهم بالقرب من سوق النجمة في مخيم الشابورة في مدينة رفح، فيما أصيب ثمانية آخرون خلال عملية التوغل في منطقة صوفا. كما استشهد 10 مواطنين جراء غارات جديدة يوم أمس على غزة وبيت لاهيا، وارتقى آخرون متأثرون بجراحهم، كما قصفت قوات الاحتلال محيط مسجدي الأمين وخالد بن الوليد في السطر الغربي ومخيم خان يونس ما أدى إلى إصابة المواطن نادر أبو رزق وطفلته نورة 4 سنوات. وقصفت طائرات الاحتلال فجراً مقر الشرطة الرئيس في خان يونس ما أدى إلى تدميره وإلحاق دمار كبير بمقر الرعاية الأولية في خان يونس، وأطلقت قوات الاحتلال عبر الجو والبحر والبرعشرات القذائف الفسفورية تجاه مناطق متفرقة من مدينة خان يونس. وشهد شمال قطاع غزة أعمال قصف عنيفة تركزت في جباليا وبيت لاهيا التي لم تتوقف الاشتباكات داخلهما. وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جريمة جديدة باستهداف أسرة فلسطينية أدت لاستشهاد أم فلسطينية وأطفالها الخمسة، وذلك في غارة للطيران الحربي مساء أمس الجمعة على منزل يقع في مخيم البريج وسط قطاع غزة. فقد أبادت قوات الاحتلال عائلات فلسطينية كاملة في غارات وعمليات قصف إسرائيلية شبيهة على مدى العدوان الإسرائيلي الذي يدخل اليوم السبت أسبوعه الرابع. وكان مواطنان فلسطينيان قد استشهدا في عمليتي قصف إسرائيليتين على منطقتين في قطاع غزة مساء الجمعة الذي يوافق اليوم الحادي والعشرين للعدوان على القطاع. ويرفع ذلك إجمالي عدد الشهداء الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع إلى 1151 شهيداً على الأقل وأُصيب أكثر من 5200 شخص. إلى ذلك و بعد ليلة شهدت تصعيداً إسرائيلياً عنيفاً على قطاع غزة شمل قصفاً مكثفاً لمنطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة واغتيال القيادي بحركة حماس سعيد صيام، بدأت قوات الاحتلال فجر الجمعة التراجع من أجزاء من تل الهوا بعد إحداث دمار هائل بها، كما واصلت قصفها للشمال والجنوب على فترات متباعدة. وبحسب شهود عيان فإن قوات الاحتلال لم تستطع التوغل داخل عمق حي تل الهوا بسبب المواجهات الضارية مع رجال المقاومة؛ حيث تقدمت أمتاراً معدودة فقط باتجاه أبراج سكنية قبل أن تبدأ صباح الجمعة في التراجع وإعادة الانتشار على أطراف الحي بعيداً عن التجمعات السكانية، وذلك في خطوة "تكتيكية" قبل أن تعاود مهاجمتها مرة أخرى. وخلف جيش الاحتلال وراءه دمارا في البنية التحتية وشبكة الكهرباء والهاتف والمياه والشوارع وعددا من الشقق السكنية التي تم إحراقها بالقذائف الفوسفورية". وأكد سكان في الحي أن جيش الإحتلال اعتقل عشرات من المواطنين، واقتادهم الى جهة مجهولة. من جانبها أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، بعد ظهر أمس الجمعة، أنها قصفت مستعمرة "كريات غات" الإسرائيلية بصاروخ من طراز "غراد". وجاء ذلك بعد ساعات من قصف الكتائب لمستعمرة "مفتاحيم"، بصاروخين من طراز "قسام". كما أعلنت السلطات الإسرائيلية عصر أمس الجمعة أنّ ثلاثة صواريخ أخرى ضربت كلاً من مدينة أسدود ومستعمرة "كريات غات"، بعد أن أطلقتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة. وذكرت السلطات الإسرائيلية أنّ القصف الفلسطيني الجديد أدى في "كريات غات" التي ضربها صاروخان إلى إصابة اثنين من الإسرائيليين بجراح، وإصابة عدد آخر بالهلع. كما أصيب في سقوط الصاروخ الثالث على أسدود عدد من الإسرائيليين بالهلع. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أنّ المقاومة الفلسطينية أطلقت ثلاثة صواريخ صباح الجمعة ضربت مستعمرة "أشكول"، مكتفياً بالقول إنها ألحقت أضراراً مادية. كما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أنّ المقاومة أطلقت في ساعات الصباح خمسة صواريخ على النقب الغربي. هذا ولم تمنع طائرات الاحتلال المحلقة في سماء غزة وسحابات الدخان الأسود المحملة برائحة الموت، عشرات الآلاف من أهالي القطاع من الخروج والمشاركة في تشييع جثمان الشهيد القيادي البارز في حركة حماس ووزير الداخلية الفلسطيني "سعيد صيام" الذي اغتالته غارة جوية هو وابنه وشقيقه و9 آخرين مساء الخميس. شباب وشيوخ وحتى أطفال شاركوا في عرس الشهيد لم تمنعهم الحرب الإسرائيلية المجنونة ورصاصات الموت المنتشرة في كل مكان من السير خلف قائد أحبهم وأحبوه. وتحت رفرفة رايات مثلت كافة الفصائل الفلسطينية، رددوا بحزن هتافات غاضبة تندد بجرائم الاحتلال وعدوانيته، وأقسموا بحناجر تفور بالغضب إنهم على "ذات الدرب سائرين". وانطلقت مسيرة التشييع من مسجد أمان الكائن في شارع الجلاء وسط غزة بعد أداء صلاة الجمعة والجنازة، وانضم إليها مصلون آخرون هبوا من مساجد أخرى في أنحاء القطاع، واتجهوا جميعاً صوب مقبرة الشيخ رضوان بمدينة غزة لمواراة صيام الثرى مع من ارتقى معه من الشهداء. ونقل عن أحد المشاركين بالجنازة قوله: "كانت (الجنازة) مظاهرة حب حقيقية وتلقائية" من قلوب أهل القطاع إزاء أبي مصعب (كنية سعيد صيام)، مستدلاً على ذلك بأنه بالإضافة إلى مشاركة عشرات الآلاف من الناس، فقد كان من بينهم ممثلون عن كافة الفصائل الفلسطينية، بمن فيها حركة فتح. وعلى الصعيد السياسي رجحت مصادر سياسية اسرائيلية مساء أمس، أن يتم الإعلان خلال اليومين القادمين عن وقف ما يسميه الكيان الصهيوني بإطلاق النار في قطاع غزة من طرف واحد - أي من الجانب الاسرائيلي-. وقالت المصادر :"انه في ضوء تصلب مواقف حماس ورفضها الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، فإن إسرائيل تستعد بالتوافق مع الجانب المصري لإنهاء القتال بصورة أحادية الجانب في غزة". وأعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي أن هناك تقدماً ملحوظاً نحو إرساء اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن المشاورات بين أولمرت وباراك ستتواصل خلال اليوم السبت على أن يلتئم المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية مساء غد. وكان عاموس غلعاد مبعوث اسرائيل الى مصر قد أبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود أولمرت ووزير الجيش أيهود براك، مساء اليوم، على نتائج زيارته للقاهرة حيث التقى مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.