رغم اختلافهما في كثير من الأطروحات والرؤى التي جعلت من حوار السعيدة مع السقاف والصلاحي أمس ساحة لجدل ساخن في الرؤى المتباينة إلا أن الأستاذ/ فارس السقاف والدكتور/ فؤاد الصلاحي اتفقا على رأي موحد يتمثل في إجراء الانتخابات بموعدها المحدد مع تنازل الحاكم للمعارضة مستثنياً السقاف التنازلات غير الممكنة التي لا يمكن للوقت استيعابها. وفي المقابلة التي أجرتها قناة "السعيدة" أمس في برنامجها "في كل اتجاه" بين الأستاذ/ فارس السقاف رئيس مركز المستقبل للدراسات، رئيس الهيئة العامة للكتاب وبين الدكتور/ فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء حول المجتمع المدني والمشهد السياسي أشار الأستاذ السقاف إلى أن أحزاب اللقاء المشترك تلجأ إلى تصعيد مطالبها في الوقت الذي توشك المفاوضات فيه على النجاح متهماً المشترك بأنه يريد الاتفاق عبر نظام الصفقات فيما الدكتور/ فؤاد الصلاحي أكد أن إجراء الانتخابات بدون مشاركة المشترك سيؤدي إلى أزمة عدم استقرار سياسي، مشيراً إلى أن إجراء الانتخابات في موعدها وبمشاركة المعارضة التي تلوح بالمقاطعة تتطلب إلى حلول شافية والعملية الانتخابية ليست عصا سحرية لحل أزمة النظام السياسي اليمني. وحمل الصلاحي المؤتمر المسؤولية كونه المسؤول عن صناعة القرار، ناصحاً إياه باتخاذ خطوة جريئة لتطوير المشهد السياسي. وأضاف: إن اليمن مأزومة منذ عام 90م ولم يتم حل الأزمات المتراكمة من تلك الفترة، مستغرباً عدم تجاوب الحزب الحاكم لفك هذه العقدة إذا ما وافق على بعض التعديلات الدستورية، مشيراً إلى أن المؤتمر والمشترك يتجهان في اليمن إلى مأزق ونفق مظلم، مشدداً على أن تكون هناك مصالحات لحل مشاكل البلاد المتباينة كون الديمقراطية ليست حلاً سحرياً لإصلاح مشاكل المجتمع مؤكداً أن المشهد الاجتماعي يفرض نفسه داخل البرلمان فرغم احتكار البرلمان في "3" أحزاب إلا أن بعض الأسر لديها أكثر من ممثل في البرلمان ما يعيد هذا المشهد الاجتماعي داخل البرلمان. من جانبه فارس السقاف قال: إن البعض استغل ضغوط التقارير الخارجية على الحاكم فعمد على هذه التقارير كما ظهر بشكل أكثر زخماً على هيئة تقارير صحفية خارجية والتي لا يجب أن نعيرها اهتماماً بقدر الانهماك فيما هو أهم منها وبحاجة إلى الاهتمام. وعلى عكس رؤية السقاف أكد الدكتور/ فؤاد الصلاحي أن التقارير الدولية تؤثر سلباً على برامج التنمية معتبراً اتهامات الأحزاب السياسية لبعضها قبيل الانتخابات بأنها تستقوي بالإرهاب أولها رؤى متطرفة كما يحدث في الاتهامات المتبادلة فيما بينها لا يعطي صورة إيجابية عن اليمن حيث غياب الثقافة السياسية جعلت من العملية الانتخابية متنفساً لمكايدات الأحزاب، مؤكداً أن صورة اليمن الإيجابية التي ينبغي أن نعكسها مجتمعاً وشعباً حكومة ومعارضة تكون في إطار مصالحة وطنية لحل المشاكل المتراكمة وهو ما وافق عليه الأستاذ السقاف الذي شدد على برنامج وطني يتفق عليه الجميع، وأن المبادرة في هذا الجانب تكون من قبل المؤتمر الشعبي العام. واعتبر الدكتور/ فؤاد الصلاحي الترتيبات التي دعت إليها المعارضة تدير اعتماد إجراءات قانونية لترميم العملية الانتخابية ودعا المشترك إلى اعتماد أجندة وطنية عامة بحيث يكون تأجيل الانتخابات أو إجراؤها في إطار هذه الأجندة، وقال: إنه لا بد من التغيير في آليات النظام السياسي للخروج من الأزمة حتى تخرج اليمن من النفق المظلم حد قوله وكذا إعادة التركيب الداخلي والحد من القوى التقليدية المشائخية والقبلية والالتفات إلى القوى المدنية التي تدير دولة حديثة، فيما صنف السقاف الأزمة بين القوى السياسية في خانة الصراع الذي يدور حول السلطة.