ذكرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية أمس الاثنين أن أكثر من 360 جندياً بريطانياً خدموا في العراق وأفغانستان تلقوا علاجاً جرّاء إصابتهم بمشاكل عقلية، بعد أن شهدوا وقائع لم يعرفها الجنود البريطانيون منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت الصحيفة إن هؤلاء الجنود اليافعين الذين مازال كثيرون منهم مراهقين، فقدوا بعض أطرافهم أو شهدوا مقتل زملائهم أو إصابتهم بجروح بليغة، لكن وزارة الدفاع البريطانية ما تزال تتستر على حجم هذه "المأساة" وترفض الكشف عن تفاصيل الإصابات الجسيمة التي لحقت بالجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان. وأضافت أن المنظمة الخيرية التي توفّر الرعاية الصحية للجنود السابقين "كومبات ستريس" كشفت أن هناك 362 جندياً سابقاً يعانون من مشاكل نفسية وعقلية مسجّلين في سجلاتها، وأكدت أن معدّل الجنود البريطانيين الذين يعانون من هذه الأعراض يتزايد. وأشارت الصحيفة إلى أن وثيقة سرية مسرّبة أظهرت أن وزارة الدفاع البريطانية أرسلت خلال الفترة من إبريل 2008 إلى يناير الماضي، 212 جندياً إلى عيادات خاصة لتلقي العلاج من مشاكل عقلية يعانون منها ونجمت غالبيتها عن العمليات القتالية في العراق وأفغانستان. من ناحية أخرى وبّخ وزير بريطاني في وزارة الدفاع زملاءه بوزارة الصحة بسبب فشلهم في تقديم الرعاية المطلوبة للجنود السابقين الذين يُعانون من مشاكل صحية جرّاء الحرب في العراق وأفغانستان. ونقلت "الإندبندانت" عن وزير الدولة لشؤون المحاربين القدامى كيفن جونز قوله، "أثرت هذه القضية مع وزارة الصحة، وحقيقة أنها لا تستمع إلى المحاربين القدامى مرفوضة وسأقوم بإثارتها من جديد مع الوزير المسؤول".