كشف تقرير طبي أمريكي أن عدد معدلات الانتحار في صفوف الجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان في ارتفاع مطرد، بسبب التقصير في العناية الطبية التي تقدمها العيادات النفسية المخصصة لهم، وفشلها في منحهم عناية نفسية على مدار الساعة. وطبقاً لما أورده موقع CNN انتقد التقرير افتقار بعض تلك العيادات إلى تشخيص ملائم للحالات النفسية التي تصيب الجنود، إلى جانب نقص الخبرات لدى الأطقم الطبية العاملة، مما رفع حالات الانتحار لدى الجنود الذين يقصدون تلك العيادات إلى 1000 جندي سنوياً من أصل 5000 جندي سابق ينتحر كل عام.. التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي عن المفتش الصحي العام في الولايات المتحدة، يعتبر الأول من نوعه لناحية مقاربة عمل تلك العيادات وأساليبها في الوقاية من الانتحار، وقد حض على ضرورة إعادة النظر في منهجية عمل العيادات خاصة وأن ثلث الجنود العائدين أبلغوا عن معاناتهم من عوارض التوتر الاضطرابي المرافق للصدمة. وقد أقر مايكل كوسمان، نائب وزير الصحة لشؤون عيادات قدامى المحاربين بالثغرات التي كشفها التقرير، متعهداً بوضع منسق خاص لشؤون انتحار الجنود في كافة العيادات الطبية البالغ عددها 1500 عيادة. وكان السيناتور الجمهوري مايكل ميشود قد طلب العام الماضي إجراء إعداد هذا التقرير للاطلاع على الحالة النفسية والعقلية للجنود بعد الخدمة في العراق وأفغانستان وفقاً للأسوشيتد برس.. وقد خرج التقرير بتوصيات إضافية حول القضية، طالباً تعزيز التنسيق الطبي بين العيادات والمستشفى العسكري التابع للبنتاغون خاصة بما يتعلق بالحالة العقلية للجنود الذين يستدعون مجدداً للخدمة.. يذكر أن مشكلة تزايد انتحار الجنود الأمريكيين ليست جديدة حيث أرسل الجيش عام 2003 فريقاً من خبراء الصحة النفسية الأمريكيين إلى العراق لمتابعة كيفية تعامل أفراد القوات الأمريكية مع الضغوط الناتجة عن التطورات الأخيرة هناك.. كما أظهرت دراسة سابقة أجرتها الحكومة البريطانية على جنودها العائدين من العراق بأنهم يعانون من أمراض نفسية وعقلية.. وأوضحت الدراسة، التي أعدتها مؤسسة الرفاهية العسكرية للأمراض العقلية، "كومات سورس"، أن أكثر من 1300 جندي من الجنود البريطانيين الذين عادوا من العراق خلال الفترة ما بين يناير/كانون الأول 2003 إلى سبتمبر/أيلول 2005م يعانون من مشكلات نفسية وعقلية وحالات اكتئاب في الفترة التي كانوا يؤدون فيها واجباتهم العسكرية.