ما زالت بعض مديريات محافظة عدن تعيش أزمة خانقة في انقطاعات المياه صاحبتها أعمال فوضى وشغب من قبل بعض المواطنين المتظاهرين المطالبين بعودة المياهإلى منازلهم المقطوعة منذ أول أيام شهر رمضان المبارك، ففي مديريتي دارسعد والبريقة تواصلت احتجاجات مواطني تلك المديريات من خلال حرق إطارات السيارات والاعتداء على بعض اللوحات علانية في الطرقات العامة وقد شوهد أعداد كبيرة من أفراد الأمن تنتشر في تلك المديريات لمنع المتظاهرين من إحداث أعمال شغب. إلى ذلك وإزاء الوضع المتفاقم لأزمة المياه في محافظة عدن عقد أمس اجتماع استثنائي للمجلس التنفيذي برئاسة الدكتور / عدنان الجفري محافظ عدن. وأقر الاجتماع ضرورة إيجاد معالجات سريعة بتوفير ناقلات متحركة "بوز" تروي عطش المواطنين الذين لم تصله المياه. وفي الاجتماع دعا الدكتور عدنان الجفري مدراء عموم المديريات والسلطة المحلية ومدراء الأجهزة التنفيذية إلى تحمل مسؤولياتهم في توضيح الحقيقة للمواطنين، كما حث المحافظ مكتب الأوقاف وأئمة المساجد أن يقوموا بدورهم في إرشاد الناس من أجل خلق روح المحبة والتسامح ونبذ الأعمال العدوانية المخلة بقيم ديننا الإسلامي الحنيف. من جانبه قال المهندس/ حسن سعيد قاسم نائب مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي ، إن المشكلة التي تعاني منها الأسر بالمحافظة نتيجة مصدر المياه. وأضاف في تصريح ل"أخبار اليوم/ إن محافظة عدن كانت تنتج أربعة حقول في السابق الحقل الأول في تبن وقد أنتهى خلال عشر سنوات وخرج عن الجاهزية وهذا أيضاً شكل مشكلة في عملية ضخ المياه بالإضافة إلى مشكلة أخرى تواجهنا متمثلة في حقل أبين الذي بدأ يخرج أيضاً عن الجاهزية وينتج 30 % وتم إغلاق الصمام في أبين وتفجير غرف الصمامات مما أدى إلى انقطاع المياه الواصلة من أبين إلى عدن. وأوضح أن المؤسسة أوجدت حلاً سريعاً خلال الأربعة الأشهر الماضية في إيجاد24 بوزة لنقل المياه إلا ان كمية الماء لم تكن كافية ولذا لجأت المؤسسة إلى إنشاء حقل المناصرة والذي أنشئ في زمن قياسي من خلال تجميع المواد في مستودعات المؤسسة التي استطاعت أن تنشئ هذا الحقل، وقد واجهت المؤسسة أثناء لحظة التشغيل بعض الإرباكات. وقال: لقد سبق أن أشرنا إلى أن التشغيل في حقل المناصرة سيكون تجريبياً لمدة أسبوع ويمكن كان هناك وعد في بداية رمضان لكن القضايا الفنية لا تقاس بزمن محدد. . وأكد أنه يمكن القول بأنه تم تشغيل حقل المناصرة 12 بئراً وتم الضخ فيه منذ يوم أمس الأول والإنتاجية كانت جيدة تبلغ 650 متراً مكعباً في الساعة وسوف تصل إلى ألف متر مكعب في الساعة. مؤكداً أن هذه الكمية لا تعني إنهاء الأزمة في مياه عدن بل سوف يظل القصور في مصادر المياه معبراً عن أسفه للمواطنين في محافظة عدن لما حصل من أزمة للمياه معتبراً ذلك لم يكن بأيدي المؤسسة وخارج عن إرادتها. . مشيراً إلى أن مصادفة الصيف مع قدوم شهر رمضان المبارك وارتفاع الاستهلاك بشكل غير طبيعي في شهر رمضان أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير. وأكد نائب مدير مؤسسة المياه بعدن أنه خلال اليومين القادمين سوف يعاد وضع المياه بالمحافظة إلى ما كان عليه في السابق ولن يكون بشكل وردي وجميل جداً ولكن سوف يحاولون سد حاجات المواطنين ، موضحاً بالقول لم نعد الناس بأحلام وردية ولم نقل إن انقطاعات المياه سوف تنتهي بالعكس سيظل الوضع كما هو ونحن لسنا المدينة الوحيدة فقد أصبحت عدنالمدينة الجاذبة على مر العصور ولقد أصبحت مشكلة المياه في المحافظات تشد الناس إلى محافظة عدن وهذا يؤدي إلى تفاقم الأزمة.