السياسي تبدو معطيات راهن الحال الوطني مثيرة بل ومفزعة على ضوء تداعيات برزت خلال اليومين الماضين وخاصة بعد الإعلان عن محاولة خطف وتفجير طائرة أمريكية علي يد مواطن نيجيري قيل بأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد جند المذكور وأمره بالقيام بهذا العمل ردا علي الهجمات ضد تنظيم القاعدة في اليمن .. الأمر الذي يضعنا وعلى ضوء المطروح من ردود الأفعال أمام رؤى ومفاهيم جد خطيرة بل ومبشرة باستهداف الوطن اليمني وهو الاستهداف الذي لم تكن واشنطن تخفيه منذ زمن طويل , ولم تكن عصابة التمرد الحوثية تجهله بل كانت ولا تزل هذه العصابة مدفوعة لتحقيق هذه الغاية , وكانت طهران بدورها تعمل على تنسيق بؤر الأحداث وإخراجها بطرق تلتقي جميعها في مثلث المصالح الأمريكية _الفارسية_الصهيونية, فيما في الداخل الوطني كان الطابور العلماني وتيار التأمرك يرى أن التهويل بما قيل حينها بالإسلام السياسي هو الورقة التي بها يصل تيار العلمانية وطابور التأمرك إلى غايتهما وهو شيوع حالة الليبرالية العبثية كثقافة وسلوك خدمة للمخطط الأمريكي وتأصيلا لهوية ونوازع ونوايا هذا التيار الذي لعب على كثير من أوراق المتناقضات الداخلية الوطنية وربما كانت أهم أوراق هذا التيار هو توظيفه لورقة الحرب المزعومة على الإرهاب المزعوم ليجعل منها حربة في خاصرة الوطن والنظام في الداخل الوطني , كما هي بالنسبة لهذا التيار خارجيا جواز مرور لأقبية الأجهزة الدولية ودهاليز محاور النفوذ التي اتخذت من أحداث سبتمبر 2001م ذريعة لنسف كل قيم وروابط العلاقة الإنسانية والمفاهيم والرؤى الحضارية ..!! وكما أصبحت قضية ما يسمى الإرهاب الدولي جسرا يستخدمه المرتهنون للوصول إلى غايتهم الخارجية أي بمعنى أدق لتعزيز روابط عمالتهم الشاملة لمحاور النفوذ الخارجي , كانت هذه الورقة وسيلة ابتزاز بيد هؤلاء العملاء وقد تمكن بعضهم من ابتزاز دول وأنظمة ومساومتها على استقلالها وسيادتها وقرارها الوطني وهذا ما يتضح اليوم من خلال آلية توجيه وتوظيف حكاية النيجيري الذي يقبع في عهدة الأجهزة الأمنية الأمريكية والذي قيل أنه حاول اختطاف وتفجير طائرة أمريكية قبل أيام وقد أعلن بالمناسبة ما يطلق على نفسه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسئوليته ودوافعها , وكل هذا المثار لا يدل قطعا على أن الأمر يمكن أن يظل في نطاق بعده ودائرة حدوثه بل ثمة من يوحي بأن يجعل من هذا الحدث ذريعة لكارثة وطنية وهي الكارثة التي يمكن القول أن عصابة الحوثي تسببت بها وهي حصيلة من تبعات الفتنة وثمرة من ثمار النفوذ والتوسع الإيراني أفقيا ورأسيا في المنطقة ونتاج تحالف أمريكي فارسي صهيوني وهو التحالف الذي عملت علي إنجاح أهدافه عصابة الحوثي وتيار العلمانية المتأمرك لدرجة الصهينة وهذا ما يجب إن ندركه وندرك نوايا وأهداف هذا التوظيف الرخيص لحكاية الطائرة التي قيل عنها مع العلم أن تنظيم القاعدة هو في الأساس صناعة أمريكية ولا يزال .. بيد أننا وعلى صعيد دور ومكانة الدولة اليمنية نقف معها وإلى جانبها في كل ما يحمي ويصون السيادة الوطنية شريطة أن لا نجد أنفسنا نخدم أجندات خارجية أو ننساق في علاقة مشبوهة قد ترتد يوما ضدنا وخاصة في مثل هذه القضايا الخطيرة التي لا يجب التسليم ببراءتها وبراءة أصحابها ومن يقف خلفها ..