أفادت مصادر مطلعة أن مؤتمر لندن حول اليمن والمقرر عقده أواخر الشهر الجاري لن تنحصر أعماله في مناقشة الإرهاب فحسب، وأن بريطانيا والولايات المتحدة والدول الخليجية المجاورة لليمن وغيرها من الدول لن تناقش المشكلات التي يعاني منها اليمن بمعزل عن المشكلات الأخرى. وأوضحت "الشرق الأوسط" على لسان المصادر اليمنية التي وصفتها بالمطلعة أن مؤتمر لندن الذي دعا له رئيس الوزراء البريطاني "غوردن براون" سيناقش عدة ملفات يمنية مهمة ومتسارعة، مشيراً إلى أن أبرز تلك الملفات هي ملف "الإرهاب وتنامي نشاط تنظيم القاعدة في اليمن" وملف ما يسمى ب"الحراك في المحافظات الجنوبية" المطالب بفك الارتباط، وملف "الحرب في صعدة بين قوات الحكومة والمتمردين الحوثيين"، إضافة إلى ملف "الأزمة السياسية بين الحكومة اليمنية والمعارضة" وملف "الاقتصاد المتداعي وتعثر التنمية". وأضافت أن المؤتمر يسعى لمحاولة إيجاد حلول شبه جذرية لتلك المشكلات المتعاظمة والتي أثارت قلق المجتمع الدولي وبالأخص التدخل الإيراني في شؤون اليمن بدعم المتمردين الحوثيين، وكذا التأكيد في المؤتمر على ضرورة الحوار مع كافة الأطراف اليمنية. وحسب "الشرق الأوسط" فقد أعطى الاتصال الهاتفي الذي دار بين رئيس الجمهورية اليمنية ورئيس الوزراء البريطاني مساء الثلاثاء الماضي، والذي بحث الترتيبات لمؤتمر لندن الضوء الأخضر لوزارتي الخارجية في البلدين للتحرك المباشر للترتيب لعقد المؤتمر في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي في لندن للوقوف أمام تطورات الوضع في اليمن وخاصة ما يتعلق بالإرهاب وتنامي نشاط القاعدة في البلاد. وقالت مصادر يمنية رسمية إن وزير الخارجية اليمني الدكتور/ أبوبكر القربي ونظيره البريطاني "ديفيد ميلياند" كلفا بمتابعة التنسيق وبحث الآليات التي سيتم بموجبها إنجاح عقد المؤتمر والخروج بالنتائج المأمولة منه ك"تجسيد لموقف المجتمع الدولي إزاء التحديات التي تواجه اليمن". وأكدت المصادر أن اليمن سيشارك في المؤتمر بوفد كبير ورفيع المستوى وأنه من المتوقع أن يعقد المؤتمر على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي واليابان وكندا والأمين العام للأمم المتحدة وعدد آخر من الدول. وكان رئيس الوزراء البريطاني قد دعا قبل أيام إلى عقد مؤتمر دولي حول اليمن في لندن بالتنسيق مع الرئيس الأميركي "باراك أوباما"، ورحبت اليمن بتلك الدعوة وأكدت على ضرورة أن يناقش المؤتمر ملف الإرهاب إلى جانب ملف التنمية في اليمن.