سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ الغنوشي وصفه بالتعبير عن الواجب ودعا حكومة ومعارضة اليمن إلى رفض التدخلات.. بيان علماء اليمن يدعو للجهاد ضد التدخل الأجنبي ويعتبر مؤتمر لندن نيلاً من وحدة وأمن البلد
حذر علماء اليمن من أي تدخل خارجي سياسي أو عسكري في شؤون البلاد وقضاياها الداخلية . واعتبر العلماء دعوة بريطانيا إلى عقد مؤتمر دولي حول اليمن من أجل النيل من أمن البلاد، ووحدته واستقراره، وانتهاك سيادته، تحت ذرائع واهية ومغلوطة لتكرار ما حصل في العراق وأفغانستان وباكستان، والذي أدى إلى احتلال الأرض وقتل وتشريد الملايين. وأكد العلماء في بيان صادر عنهم بمؤتمر صحفي لإعلان موقفهم الشرعي حول الأحداث التي تمر بها اليمن، وإعلان بيانهم حول خطر التدخل الأجنبي على مستقبل اليمن أمس الأول - أن الإسلام يوجب الجهاد على أبنائه جميعاً في حال إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري أو الأمني لدفع عدوان المعتدين. وناشد بيان علماء اليمن أبناء الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين وعلماء وهيئات ومنظمات إسلامية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي واتحاد علماء المسلمين لتأييد إخوانهم في اليمن والوقوف معهم صفاً واحداً ضد المؤامرات والتدخلات الخارجية. حول هذا البيان أكد الشيخ راشد الغنوشي مؤسس حركة النهضة الإسلامية بتونس وعضو منظمة المؤتمر الإسلامي أن بيان علماء اليمن جاء تعبيراً عن واجبهم الشرعي تجاه وطنهم مما يحاك ضد اليمن، مشيراً إلى أن هذا متفق عليه بين علماء الإسلام . وحول دعوة بيان العلماء لأبناء الأمة الإسلامية وعلمائها إلى الوقوف صفاً واحداً مع اليمنيين قال الغنوشي إنه حق على المسلمين أن يعينوا إخوانهم في اليمن . وأشار مؤسس حركة النهضة إلى الأزمات التي يمر بها اليمن ومحاولة بعض القوى الأجنبية من استغلالها، مؤكداً أنه من الواجب على المسلمين أن يتضامنوا مع إخوانهم في اليمن وأن يعززوا موقفهم في رفض أي تدخل أجنبي في شؤون اليمن الداخلية . ودعا الحكومة والمعارضة في اليمن إلى أن يساند بعضهم بعضاً وأن يجتمعوا للتشاور والتحاور لتدبير شؤون بلادهم والاتفاق على رفض أي تدخل أجنبي ووضع خطة للإنقاذ الوطني لا تعتمد وسائل العنف وإنما تعتمد أسلوب الحوار والوفاق والبحث عن تسوية بين أبناء الوطن الواحد . وقال الغنوشي مخاطباً حكومة ومعارضة اليمن :" لن يكون أي طرف رابحاً جراء أي تدخل أجنبي في اليمن بل سيكون الكل خاسراً". وفيما يلي ننشر نص بيان علماء اليمن : الحمد لله رب العالمين القائل :( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ) سورة الممتحنة-2 ، والقائل : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) سورة البقرة-217، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل : ( توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : أو من قلة نحن يؤمئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كثغاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قوبكم الوهن، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) أخرجه أبو داوود وقال الألباني : الحديث صحيح . وبعد / فقد تابع علماء اليمن ما تمر به بلادنا من أحداث ومستجدات خطيرة وما يحاك ضدها من كيد ومكر وتآمر وتلويح من القوى الأجنبية بالتدخل في شئون اليمن أمنياً وعسكرياً وسياسياً ، ومحاولة تصوير الوضع في اليمن بأنه يمثل خطراً على الوضع الإقليمي والدولي وتهويل ذلك لتدويل القضية ، والدعوة من بعض القوى الأجنبية لعقد مؤتمر دولي للنيل من أمن اليمن ووحدته واستقراره وانتهاك سيادته تحت ذرائع واهية ومغلوطة لتكرار ما حصل في العراق وأفغانستان وباكستان والذي أدى إلى احتلال الأرض وانتهاك العرض وتدمير المقدسات ونهب الثروات وقتل وتشريد الملايين وترويع الآمنين وإثارة النعرات وتمزيق البلاد وانفلات أمني فيها لا يأمن أحد على نفسه ومآس لا تخفى على أحد . ووفاء بالعهد والميثاق الذي أخذه الله تعالى على العلماء بقوله : ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) سورة آل عمران- 187 وإيماناً منهم بهذا الواجب فإنهم يبينون ما يلي : 1- وجوب الرفض الكامل لأي تدخل خارجي سياسي أو أمني أو عسكري في شئون اليمن وقضاياه الداخلية ، ووجوب المحافظة على سيادته من أي انتهاك يمس ديننا أو استقلالنا ، أو وحدة أراضينا . 2- رفض أي وجود أو اتفاقية أو تعاون أمني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية ويضر بمصلحة البلاد ، ولا بد في حال عدم المخالفة والضرر من مصادقة مجلس النواب والشورى وأهل الحل والعقد من العلماء والمشايخ والوجهاء . 3- الرفض المطلق لإقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية أو مياهها الإقليمية . 4- تحريم الإسلام قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم ، ومن ارتكب شيئاً من ذلك يحال إلى القضاء الشرعي . 5- تجريم ما حدث من قتل وسفك لدماء الأبرياء في أبين وشبوة وأرحب وتجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة عادلة . 6- الدعوة إلى تشكيل لجنة من العلماء والقضاة والخبراء والمختصين للنظر في هذه الحوادث وأسبابها وآثارها والعمل على إيجاد الحلول الشرعية لها . 7- دعوة جميع اليمنيين رئيساً وحكومة وشعباً وكافة القوى المؤثرة والفاعلة إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) سورة الشورى-10 ، وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) سورة النساء-59 ، والعمل على توحيد الصفوف وجمع الكلمة لتقوية الجبهة الداخلية بتحقيق العدل ورفع المظالم ورد الحقوق إلى أهلها والاستجابة للمطالب المشروعة من أي طرف كان . 8- يناشد علماء أبناء الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين وعلماء وهيئات ومنظمات إسلامية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي واتحاد علماء المسلمين لتأييد إخوانهم في اليمن والوقوف معهم صفاً واحداً ضد المؤامرات والتدخلات الخارجية . وبعد هذا كله فإنه وفي حال إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري أو الأمني فإن الإسلام يوجب على أبنائه جميعاً الجهاد لدفع عدوان المعتدين وذلك حق مكفول في جميع الشرائع . وأخيراً .. وبينما هذا البيان يعد للطبع تناقلت أجهزة الإعلام أخباراً إيجابية تفيد أن الرئيس الأمريكي وقائد قواته صرحا بأنهم لا يفكرون في احتلال اليمن أو إرسال قوات عسكرية إليها ، وبناء عليه فإن لجنة المتابعة لهيئة علماء اليمن لمتابعة القضايا الإسلامية تقدر هذا الموقف من الإدارة الأمريكية وتطالبها بالالتزام بهذه السياسة على الدوام وتطلب من الحكومة اليمنية الالتزام بالضوابط التي أوضحها العلماء في هذا البيان بشأن الاتفاقيات الدولية لضمان استقلال البلاد ومنع أي تدخل أجنبي كما تطلب من مؤتمر لندن احترام السيادة اليمنية واستقلال البلاد ومنع التدخل في شئوننا الداخلية أو فرض أي شكل من أشكال الوصاية فإن أبناء اليمن يعتبرون أي شيء من هذا القبيل هو عدوان عليهم وانتهاك لسيادتهم ومصادرة لحريتهم واستقلالهم . وختاماً .. فإن علماء اليمن يدعون أبناء المسلمين عموماً وأبناء الشعب اليمني خصوصاً للمبادرة للتوبة والرجوع إلى الله ولزوم طاعته واجتناب معاصيه في كل حال والقيام بفرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة قال تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) سورة الشورى-30 وقال تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) سورة النحل- 112 . كما يندب علماء اليمن الناس للقنوت في الصلوات طلباً للفرج من الله تعالى كما قال تعالى : ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ) سورة الأنعام -43 . كما يهيب العلماء بجميع أبناء الشعب اليمني بأن يلتفوا حول ما جاء في هذا البيان وأن يطالبوا بما ورد فيه . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى وحفظ على المسلمين دينهم وأمنهم ووحدتهم واستقرارهم والحمد لله رب العالمين