أعرب بيان عن مؤتمر لعلماء اليمنبصنعاء عن رفضهم الكامل لأي تدخل خارجي سياسي أو أمني أو عسكري في شئون اليمن وقضاياه الداخلية ، ووجوب المحافظة على سيادته من أي انتهاك يمس ديننه أو استقلاله، أو وحدة أراضينه،و رفض أي وجود أو اتفاقية أو تعاون أمني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية ويضر بمصلحة البلاد ، ولا بد في حال عدم المخالفة والضرر من مصادقة مجلس النواب والشورى وأهل الحل والعقد من العلماء والمشايخ والوجهاء . كما عبر البيان الذي وقع عليه أكثر من مئة وستين عالما أبرزهم محمد بن إسماعيل العمراني وعبدالمجيد الزنداني عن رفضه المطلق لإقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية أو مياهها الإقليمية ..وتحريم الإسلام قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم ، ومن ارتكب شيئاً من ذلك يحال إلى القضاء الشرعي.وتجريم ما حدث من قتل وسفك لدماء الأبرياء في أبين وشبوة وأرحب وتجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة عادلة . ودعا البيان إلى تشكيل لجنة من العلماء والقضاة والخبراء والمختصين للنظر في هذه الحوادث وأسبابها وآثارها والعمل على إيجاد الحلول الشرعية لها ،كما دعا جميع اليمنيين رئيساً وحكومة وشعباً وكافة القوى المؤثرة والفاعلة إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) سورة الشورى-10 ، وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) سورة النساء-59 ، والعمل على توحيد الصفوف وجمع الكلمة لتقوية الجبهة الداخلية بتحقيق العدل ورفع المظالم ورد الحقوق إلى أهلها والاستجابة للمطالب المشروعة من أي طرف كان . وناشد علماء أبناء الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين وعلماء وهيئات ومنظمات إسلامية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي واتحاد علماء المسلمين لتأييد إخوانهم في اليمن والوقوف معهم صفاً واحداً ضد المؤامرات والتدخلات الخارجية . وأضاف البيان "وبعد هذا كله فإنه وفي حال إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري أو الأمني فإن الإسلام يوجب على أبنائه جميعاً الجهاد لدفع عدوان المعتدين وذلك حق مكفول في جميع الشرائع . إلا أن البيان قال" وبينما هذا البيان يعد للطبع تناقلت أجهزة الإعلام أخباراً إيجابية تفيد أن الرئيس الأمريكي وقائد قواته صرحا بأنهم لا يفكرون في احتلال اليمن أو إرسال قوات عسكرية إليها ، وبناء عليه فإن لجنة المتابعة لهيئة علماء اليمن لمتابعة القضايا الإسلامية تقدر هذا الموقف من الإدارة الأمريكية وتطالها بالالتزام بهذه السياسة على الدوام وتطلب من الحكومة اليمنية الالتزام بالضوابط التي أوضحها العلماء في هذا البيان بشأن الاتفاقيات الدولية لضمان استقلال البلاد ومنع أي تدخل أجنبي كما تطلب من مؤتمر لندن احترام السيادة اليمنية واستقلال البلاد ومنع التدخل في شئوننا الداخلية أو فرض أي شكل من أشكال الوصاية فإن أبناء اليمن يعتبرون أي شيء من هذا القبيل هو عدوان عليهم وانتهاك لسيادتهم ومصادرة لحريتهم واستقلالهم . نص بيان العلماء بشأن التدخل اللآأجنبي في البلد الحمد لله رب العالمين القائل : ( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ) سورة الممتحنة-2 ، والقائل : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) سورة البقرة-217، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يؤمئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كثغاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قوبكم الوهن، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) أخرجه أبو داوود وقال الألباني : الحديث الصحيح . وبعد / فقد تابع علماء اليمن ما تمر به بلادنا من أحداث ومستجدات خطيرة وما يحاك ضدها من كيد ومكر وتآمر وتلويح من القوى الأجنبية بالتدخل في شئون اليمن أمنياً وعسكرياً وسياسياً ، ومحاولة تصوير الوضع في اليمن بأنه يمثل خطراً على الوضع الإقليمي والدولي وتهويل ذلك لتدويل القضية ، والدعوة من بعض القوى الأجنبية لعقد مؤتمر دولي للنيل من أمن اليمن ووحدته واستقراره وانتهاك سيادته تحت ذرائع واهية ومغلوطة لتكرار ما حصل في العراق وأفغانستان وباكستان الذي أدى إلى احتلال الأرض وانتهاك العرض وتدمير المقدسات ونهب الثروات وقتل وتشريد الملايين وترويع الآمنين وإثارة النعرات وتمزيق البلاد وانفلات أمني فيها لا يأمن أحد على نفسه ومآس لا تخفى على أحد . ووفاء بالعهد والميثاق الذي أخذه الله تعالى على العلماء بقوله : ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) سورة آل عمران-187 وقيامها منهم بهذا الواجب فإنهم يبينون ما يلي : 1- وجوب الرفض الكامل لأي تدخل خارجي سياسي أو أمني أو عسكري في شئون اليمن وقضاياه الداخلية ، ووجوب المحافظة على سيادته من أي انتهاك يمس ديننا أو استقلالنا ، أو وحدة أراضينا . 2- رفض أي وجود أو اتفاقية أو تعاون أمني أو عسكري مع أي طرف خارجي يخالف الشريعة الإسلامية ويضر بمصلحة البلاد ، ولا بد في حال عدم المخالفة والضرر من مصادقة مجلس النواب والشورى وأهل الحل والعقد من العلماء والمشايخ والوجهاء . 3- الرفض المطلق لإقامة أي قواعد عسكرية في الأراضي اليمنية أو مياهها الإقليمية . 4- تحريم الإسلام قتل الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وكل عدوان ضدهم ، ومن ارتكب شيئاً من ذلك يحال إلى القضاء الشرعي . 5- تجريم ما حدث من قتل وسفك لدماء الأبرياء في أبين وشبوة وأرحب وتجريم أي قتل خارج القضاء الشرعي ودون محاكمة عادلة . 6- الدعوة إلى تشكيل لجنة من العلماء والقضاة والخبراء والمختصين للنظر في هذه الحوادث وأسبابها وآثارها والعمل على إيجاد الحلول الشرعية لها . 7- دعوة جميع اليمنيين رئيساً وحكومة وشعباً وكافة القوى المؤثرة والفاعلة إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) سورة الشورى-10 ، وقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) سورة النساء-59 ، والعمل على توحيد الصفوف وجمع الكلمة لتقوية الجبهة الداخلية بتحقيق العدل ورفع المظالم ورد الحقوق إلى أهلها والاستجابة للمطالب المشروعة من أي طرف كان . 8- يناشد علماء أبناء الأمة الإسلامية حكاماً ومحكومين وعلماء وهيئات ومنظمات إسلامية وعلى رأسها منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي واتحاد علماء المسلمين لتأييد إخوانهم في اليمن والوقوف معهم صفاً واحداً ضد المؤامرات والتدخلات الخارجية . وبعد هذا كله فإنه وفي حال إصرار أي جهة خارجية على العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري أو الأمني فإن الإسلام يوجب على أبنائه جميعاً الجهاد لدفع عدوان المعتدين وذلك حق مكفول في جميع الشرائع . وأخيراً .. وبينما هذا البيان يعد للطبع تناقلت أجهزة الإعلام أخباراً إيجابية تفيد أن الرئيس الأمريكي وقائد قواته صرحا بأنهم لا يفكرون في احتلال اليمن أو إرسال قوات عسكرية إليها ، وبناء عليه فإن لجنة المتابعة لهيئة علماء اليمن لمتابعة القضايا الإسلامية تقدر هذا الموقف من الإدارة الأمريكية وتطالها بالالتزام بهذه السياسة على الدوام وتطلب من الحكومة اليمنية الالتزام بالضوابط التي أوضحها العلماء في هذا البيان بشأن الاتفاقيات الدولية لضمان استقلال البلاد ومنع أي تدخل أجنبي كما تطلب من مؤتمر لندن احترام السيادة اليمنية واستقلال البلاد ومنع التدخل في شئوننا الداخلية أو فرض أي شكل من أشكال الوصاية فإن أبناء اليمن يعتبرون أي شيء من هذا القبيل هو عدوان عليهم وانتهاك لسيادتهم ومصادرة لحريتهم واستقلالهم . وختاماً .. فإن علماء اليمن يدعون أبناء المسلمين عموماً وأبناء الشعب اليمني خصوصاً للمبادرة للتوبة والرجوع إلى الله ولزوم طاعته واجتناب معاصيه في كل حال والقيام بفرضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فما نزل بلاد إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة قال تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) سورة الشورى-30 وقال تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) سورة النحل-112 . كما يندب علماء اليمن الناس للقنوت في الصلوات طلباً للفرج من الله تعالى كما قال تعالى : ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ) سورة الأنعام -43 . كما يهيب العلماء بجميع أبناء الشعب اليمني بأن يلتفوا حول ما جاء في هذا البيان وأن يطالبوا بما ورد فيه . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى وحفظ على المسلمين دينهم وأمنهم ووحدتهم واستقرارهم والحمد لله رب العالمين .