في الوقت الذي كان ينتظر الشارع اليمني ، حالة انفراج سياسي بين القوى السياسية في البلاد لعله يجد بذلك مخرجاً من دوامة الأزمات المختلفة التي صنفت عيشته في هذه البلاد ضرباً من ضروب الهستيريا والتشبث بسيناريو المجازفات اليومية ..في هذا الوقت يفاجئنا الساسة كالعادة بتصعيد المناكفات السياسية، وتبادل الاتهامات والتصريحات النارية التي باتت تنذر اليمن وأبناء اليمن على حد سواء بكارثة مرتقبة، كون الوطن لم يعد قادراً على التحمل أكثر مما قد حملته القوى السياسية من أوزار تتهاوى تحت أعبائها أوطان وليس وطناً حمله الساسة مالا طاقة له به. صحيفة الثورة الرسمية شنت هجوماً لاذعاً على أحزاب المشترك في افتتاحيتها التي نشرتها أمس الاثنين تحت عنوان: " فجور الفساد السياسي!!" ، كما أن مصدر في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام هو الآخر فتح النار على المشترك، وبالمقابل كان رد المشترك ..مواجهات مقلقة يسودها تبادل إطلاق التصريحات النارية في معركة كلامية ساحتها وطن وضحيتها دولة بأكملها. "الثورة" الصحيفة قالت إن أحزاب المشترك تتخبط تائهة في مواقفها وأجندتها المتناقضة، فهي وفي الوقت الذي تطالب فيه الحكومة بتطبيق الأنظمة والقوانين على الجميع وردع أية تجاوزات أو انتهاكات من أي نوع كانت، نجدها في ذات الوقت تنبري للدفاع عن عناصر الإجرام والتخريب والتدمير التي تستهدف مصالح الوطن والإضرار بأمن المجتمع وسلمه، وكأن ما تسعى إليه تلك القوى الحزبية هو إحلال شريعة الغاب والفوضى ونشر الحرائق التي لا تبقي ولا تذر!!. وأضافت الثورة: لقد كان الأجدر بهذه القوى الحزبية التي تستنكر على الدولة القيام بواجباتها في ملاحقة العابثين والمخربين والإرهابيين بدلاً من إعلان خشيتها من أن تطال يد العدالة، تلك الشراذم الإجرامية والمارقة كان يفترض أن تطالبها بالتوقف عن أفعالها الرعناء والكف عن ممارساتها التخريبية الانفصالية واعتداءاتها على الممتلكات العامة والخاصة والتقطع في الطرقات الآمنة وسفك دماء الأبرياء ونهب أموالهم، وأن تنصح هذه الشراذم الإجرامية باحترام الدستور والقانون والثوابت الوطنية والتوقف عن أنشطتها الهدامة والتلبس بهتاناً بالدعاوى المطلبية أو الحقوقية، والتزام القنوات القانونية إذا ما كانت بالفعل لها أية مطالب مشروعة، فذلك هو الأمر الصائب وليس مطالبة الدولة بترك الحبل على الغارب لعناصر الفوضى والتخريب والإرهاب لتعبث كما تشاء وتعيث في الأرض فساداً وتهلك الحرث والنسل دون زاجر أو رادع يعيدها إلى جادة الحق والصواب. من جهته قال مصدر في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام: إننا وكل المتابعين على الساحة نجد أنفسنا في حيرة من أمر تلك الأحزاب التي ظلت على مدى الثلاث السنوات الأخيرة تنفث حقداً وكراهية على الوطن وعلى كل ما هو إيجابي فيه وتحرض وتدعو إلى الخروج عن الدستور والقانون وتجاوز المواطنة الصالحة إلى الفوضى والكراهية والمناطقية والطائفية والعصبية وما إلى ذلك من وسائل هدم استمرأتها أحزاب اللقاء المشترك وجندت نفسها لها وقياداتها وأعضاءها". وتابع :" ها نحن اليوم نرى على الساحة أن مدرسة المشترك قد أفرزت حالة من ثقافة الكراهية لدى بعض البسطاء في بعض مناطق المحافظات الجنوبية الذين تحولوا إلى أداة هدم وحقد وكراهية للوطن ووحدته ولأبنائه فنراهم يحرقون أو يهدمون متاجر أو منشآت دونما وعي أن ذلك إضراراً بالوطن والسكينة العامة وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية. وفي المقابل اعتبر الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك إنكار السلطة لحق الأحزاب في التعبير عن مواقفها المعارضة للممارسات الخاطئة والتي تأتي في مقدمتها الاعتصامات السلمية يؤكد حالة الإفلاس السياسي الذي وصلت إليه. وقال "محمد صالح النعيمي" في تصريح صحفي إن ما صدر عن المصدر الإعلامي في المؤتمر اليوم من اتهامات بالفساد وإشعال الفتن وتحميلها للقاء المشترك ما هو إلا تعبير عن حالة الإفلاس السياسي والسقوط الأخلاقي وغياب الرشد السياسي الذي أصبح من صفات هذه السلطة وحزبها الذي قاد البلاد إلى أزمة شاملة. وأكد الناطق باسم المشترك بأن السلطة هي صاحبة الامتياز في الفساد والحروب ونشر ثقافة الكراهية والحقد، وهي التي بأفعالها تهدم أسس الوحدة الوطنية وتعمق الشرخ الاجتماعي. ..ترى إلى متى سيظل البلاد مستقبل مرتهناً بفوضى السياسة؟، ومتى يا ترى سيكون خلاف ساستنا خلافاً لا يفسد للود قضية؟، وذلك لن يتحقق مالم نجعل اليمن نصب أعيننا ،والمصلحة الوطنية فوق كل خلاف سياسي ، وأن يكون الولاء للوطن لا لأهداف سياسية ضيقة قد لا تخدم البلاد بقدر ما تضرها فاليمن أكبر من كل هدف سياسي ومن الساسة أنفسهم.