صارت بعض الأطراف التي ترتدي عباءة الطائفية المقيتة لتوظيف مآربها السياسية- تبدي صراخها المشئوم من أي مشروع ديني تقوم بفعله الحكومة، لتفتح تلك الأطراف الجدل المفتعل على مصراعيه، زاعمة أن الحكومة تستهدف المذهب الزيدي في افتتاح مشروع لتعليم كتاب الله وسنة رسوله، كما هو حاصل في افتعال الضجة وحالة من التوتر عقب افتتاح وزارة الأوقاف والإرشاد مركزاً لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية في الجامع الكبير بصنعاء، حين اعتبرته تلك الأطراف تصعيداً جديداً في مواجهة المذهب الزيدي الذي يُدرس في هذا الجامع ، متهمة الأوقاف بإثارة الفتن. أية فتن ستثار يا ترى من افتتاح مركز لتحفيظ القرآن حتى ترتفع الأصوات المحذرة من مركز كهذا، وأي مذهب هذا الذي يتكلم باسمه "وزير البلاغ" ومن سار على منواله في توهم الخوف على الزيدية وإدعاء الحرص الزائف عليها، طالما أن المذهب الزيدي كما عهدناه أجيالاً وأمماً متسامحاً مع بقية المذاهب حد التأقلم، وباستطاعته التعايش مع أي مذهب آخر دون أي تصادم مع المختلفين معه في الآراء الفقهية الأخرى. عقب افتتاح وزارة الأوقاف والإرشاد مركزاً لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية في الجامع الكبير بصنعاء، برزت الأصوات السياسية التي اعتبرت ذلك تصعيداً جديداً في مواجهة المذهب الزيدي الذي يدرس في هذا الجامع منذ قرون عديدة،فيما الجهات الرسمية تنفي ذلك. رئيس تحرير أسبوعية البلاغ عبدالله الوزير اتهم وزارة الأوقاف بإثارة الفتن رغم علمها أن الجامع الكبير مخصص لتدريس الفقه الزيدي منذ قرون عديدة. وزعم الوزير -في مقالة له- أن المركز المذكور "سيدرس المذهب السلفي الوهابي" ،معتبراً هذا الإجراء اعتداءً صارخاً على المذهب الزيدي ما كان للمسؤولين في وزارة الأوقاف أن يقعوا فيه- حد تعبيره . وزير الأوقاف والإرشاد القاضي/ حمود الهتار في هذا الصدد نفى وجود أربعة مراكز لتدريس المذهب السلفي الوهابي في الجامع الكبير بصنعاء كما زعمت هذه الأصوات، وقال في حديث للجزيرة نت إن المركز الذي تم افتتاحه عبارة عن مدرسة واحدة لتحفيظ القرآن الكريم بالقراءات السبع المعتمدة المتواترة ويحمل اسم شيخ المقارئ اليمنية الراحل الشيخ/ محمد حسين عامر. ونفى الهتار وجود علاقة بين ما يدرس في المركز والمذاهب سواء السلفية أو الزيدية لا من قريب ولا من بعيد، موضحاً أن وزارة الأوقاف ستشرف على المركز حيث كلفت شيخ المقارئ اليمنية الحالي الشيخ/ يحيى أحمد الحليلي بإدارته. كما أدان الضجة التي أثارتها بعض الصحف حول المركز ووصفها بالمفتعلة بقصد كسب عواطف الآخرين، مؤكداً عدم وجود أي توجه لمحاربة المذهب الزيدي من قبل الحكومة اليمنية التي لا تفرق بين المذهبين الموجودين في اليمن منذ مئات السنين وهما الشافعي والزيدي. وقال الهتار إن القرآن الكريم كتاب المسلمين جميعاً على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وليس هناك أي استهداف للزيدية أو الجامع الكبير "الذي كان لي شرف الالتحاق بالدراسة فيه وأنا حريص على إحياء رسالته عن طريق تعليم القران الكريم بقراءاته المتواترة". وكان عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي نايف القانص قد حذر من افتتاح "مركز لتدريس الفكر الوهابي في صنعاء"، وقال إن الجامع الكبير منذ تأسيسه على يد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه استمر مدرسة إنشائية تعلم الفكر المعتدل منذ ذلك الحين، وأضاف: ثم "تأتي السلطة الآن وتخلق بداخله فكراً متطرفاً يمثل نواة لفكر تنظيم القاعدة المحظور". أما الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك محمد النعيمي فقد اعتبر أن السلطة في افتتاحها لهذا لمركز لا تعيش إلا على افتعال الأزمات، مشيراً إلى أن "افتتاح مركز لتدريس الفكر السلفي في جامع يعد المنبع الأول لتدريس المذهبين الزيدي والشافعي على شكل حلقات علم" دليل على ضيق السلطة من انتشار جو التآخي بين أتباع المذاهب الشائعة في اليمن. وكانت صحيفة صوت الشورى الناطقة باسم اتحاد القوى الشعبية قد ذكرت أن وزارة الأوقاف افتتحت أربعة مراكز لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، معلنة بذلك إلغاء التعليم الزيدي الذي يدرس في الجامع الكبير. واستشهدت الصحيفة بقيام وزارة التربية والتعليم بوقف رواتب المشائخ والعلماء العاملين بالجامع الكبير وإحلال مدرسين بدلاً عنهم يتبعون إحدى الجمعيات الخليجية ، واعتبرت الصحيفة ذلك دليلاً على التوجه الجاد للسلطات لتدريس المذهب السلفي، وحذرت الصحيفة من حدوث فتنة طائفية ومذهبية خطيرة بعد افتتاح المراكز المذكورة التي افتتحها وزير الأوقاف شخصياً.