سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون واقتصاديون على طاولة مركز الدراسات الاستراتيجية يبحثون أوضاع اليمن بعد مؤتمري لندن والرياض .. الصبري:الخارج ينظر لليمن ك"نوبة"وسميع يتوقع عودة الحرب والترب: مؤتمراتهم لا تخدم مصالحنا
أفاد القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري وأحزاب اللقاء المشترك ( محمد الصبري) أن سيطرة الجانب الأمني تبدو جلية في المؤتمرات التي عقدت وتعقد عن اليمن، وكذا الغموض الذي يلف مباحثاتها ونقاشاتها، مشيراً إلى أن الجغرافيا هي التي ستحدد مستقبل اليمن. . وأوجز كلامه حول كيف ينظر الخارج لليمن بتصويره المجازي بأن اليمن عبارة عن " نوبة" بحاجة إلى كلب حراسة. كما أكد الخبير الاقتصادي والمستشار اليمني للتنمية والإصلاح الإداري ورئيس الاتحاد العربي للتنمية الإدارية ( الدكتور/ عبدالعزيز الترب) أن مؤتمري لندنوالرياض لم يأتيا من فراغ، وإنما جاءا ليحافظا على المصالح العالمية في المنطقة. جاء ذلك في حلقة نقاشية نظمها المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية عن الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية لمؤتمري لندنوالرياض،"بعد انعقاد الأول في ال28 من شهر يناير الماضي بالعاصمة البريطانية وبعد أقل من شهر من عقد مؤتمر الرياض". . إذ أكد اقتصاديون وسياسيون وأمنيون، استضافهم المركز على خطورة المرحلة التي تمر بها اليمن، داعين النخب في السلطة والمعارضة للتداعي إلى كلمة سواء، وأن يدخلوا في حوار تكفل نتائجه حصول تغيير في قواعد اللعبة السياسية حد ما تطرق إليه وزير المغتربين السابق ( صالح سميع). وأشار (سميع) إلى أن قضية النيجيري (عبدالمطلب) هي التي سلطت الأضواء على اليمن، وهي جوهر الموضوع المؤدي إلى تبني الحكومة البريطانية لإقامة مؤتمر لندن، معبراً عن عدم درايته ومعرفته" إن كانت قضية النيجيري خيراً أم شراً على اليمن وأن الأيام القادمة ستضع القول الفصل فيها"، لافتاً إلى أن تلك القضية تثير الكثير من الأسئلة المشروعة من قبيل كيف دخل، وهل كنا نعلم أن هناك معسكرات لتدريب القاعدة في اليمن، موضحاً في هذا الصدد عدم جواز استخدام بعض الأوراق الأمنية في المجال السياسي. وأكد أن مؤتمر لندن، أو ما أطلق عليها بجلسة الإستماع هي التي أوقفت الحرب في صعدة، وتحويل الألوية اليمنية إلى مكافحة الإرهاب والقاعدة، لكنه ومع ذلك أشار إلى أن الأمور لا تزال غامضة في مسألة إيقافها، متسائلاً عن دور المملكة العربية السعودية في إيقاف الحرب عبر وسيط قبلي، وإن كانت هي التي دفعت بتوقف الحرب، أم أن هناك أيادٍ أخرى كانت طرفاً في توقيفها، لكنه قال: على أية حال فإن توقف الحرب في صعده كان إثر ظهور النجييري عبد المطلب ولو لم يظهر لكانت الحرب قائمة. وأكد أنه من خلال اتصالاته مع عدد من أعضاء اللجان المكلفة بتنفيذ النقاط الست تفيد المعلومات من خلال الميدان بأن وقف إطلاق النار ما هو إلا هدنة بكل ما تعنيه كلمة هدنة من دلالات سياسية وقانونية، ناقلاً وعلى لسان أعضاء في اللجان قولهم بأن الحرب قادمة لا محالة، متحدثاً عن جوانب كثيرة لاستعدادات يجريها الحوثي. ودعا سميع النخب السياسية في الحكم والمعارضة إلى التوافق على مشروع إنقاذي يخلق الأمل عند الناس، وتركز في حوارها على موضوع الشراكة الوطنية، متهماً النظام السياسي بالفساد، وقال:" الفساد يكمن في النظام السياسي نفسه، وهي حالة عربية، وأن قضية السلطة في الوطن العربي لن تحل في ظل النظام السياسي القائم". من جهته تحدث الدكتور/ محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عن الدلالات السياسية لمؤتمري لندنوالرياض، حيث أشار إلى دلالات لانعقاد المؤتمرين في إطارها المحلي أبرزها أنهما دليل على اتساع الخرق على الراقع في الحياة اليمنية، وتدني في الأداء الحكومي، واهتزاز شرعيتها السياسية، منوهاً إلى أن استمرار عقد المؤتمرات دليل على اهتزاز النخبة الحاكمة في اليمن، وأن وعودها المتكررة قد تبخرت وتحولت إلى وعود عرقوبية. وحصر ( الظاهري) الدلالات الخارجية في أن اليمنيين غدوا عالة على الخارج، وتزايدت أوجاع اليمن وتكاثرت أزماتها، متحدثاً في هذا السياق عن استرزاق النخبة الحاكمة بأزمات اليمن. وأشار إلى فشل السياسة الخارجية اليمنية وعدم نجاحها في الإستفادة من الموقع "الجيوسياسي" لليمن، مضيفاً في حديثه عن الدلالات والأبعاد الخارجية لمؤتمري لندنوالرياض بالقول أن فيها " تدويل للقضايا المحلية" وأن الأزمات اليمنية لم تعد يمنية وتحولت إلى قضايا إقليمية ودولية"،وفقدان الثقة في الداخل والتوجه نحو الخارج، وانكشاف اليمن، ملفتاً إلى استطاعة الغرب التعديل في أولويات الأزمات في اليمن من أزمة اقتصادية إلى أزمة أمنية، منتهياً إلى القول في نهاية حديثه بأن المطلوب هو يمننة المشكلات بدلاً عن أقلمتها ودوللتها. أما الخبير الإقتصادي ( الدكتور/ علي الوافي) فأشار إلى تركيز مؤتمر لندن الأول على القضايا الإقتصادية، فيما ركز الثاني على القضية الأمنية، واقتصار مؤتمر الرياض على الجانب الفني. وأكد عدم وجود بحث جدي لكل تلك الأمور في المؤتمرات الثلاثة، منتقداً مؤتمر الرياض، والذي قال إنه كان اجتماعاً فنياً أقرب من كونه مؤتمراً- لعدم خروجه ببيان ختامي عما جرى بحثه وما اتفق عليه. لكن الوافي استنتج من مؤتمر الرياض، تقدم الحكومة اليمنية بأربعة مطالب، أولها سد فجوتها التمويلية، والمقدرة بحوالي (39) مليار دولار، وسد العجز في الموازنة العامة، وإنشاء صندوق لأصدقاء اليمن كآلية جديدة لحشد الموارد واستيعابها، ثم رابعاً استيعاب العمالة اليمنية في أسواق دول الخليج. وأشار إلى أن الصعوبات الداخلية لليمن تم مناقشتها من وجهة نظر المانحين، مؤكداً تطلب معالجة الصعوبات لمصفوفة إصلاحات شاملة، متحدثاً عن تقدم الحكومة اليمنية بمصفوفة حلول طويلة عريضة يحتاج تنفيذها إلى سنوات. ولفت ( الوافي) إلى عجز الموارد المحلية في الوفاء بأهم احتياجات التنمية في اليمن، محذراً من إقبال اليمن على انهيار خلال السنتين مالم يوجد دعم خارجي، في الوقت الذي لم يقم فيه اليمن بتعبيد الطريق أمام الآخرين. وأشار الأمين العام لمجلس رجال الأعمال ( عبد السلام الأثوري) إلى تغيير المانحين، وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية لأولويات تدخلاتهم، حيث تنازل الأمريكان عن الإصلاحات السياسية وركزوا على الجوانب الأمنية، فيما التزم البريطانيون موقف دول الخليج، والمحدد في فرض الدولة اليمنية لهيبتها، دون أخذ أي اعتبار للمسألة الديمقراطية، مؤيداً عن ذهاب اليمن وسعيه نحز تعزيز هيبته بالطريقة التي يراها. من جهته قال عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والمسئول السياسي والعلاقات الوطنية في الحزب (نائف القانص) إن اللعبة بدأت من داخل المياه الإقليمية تحت ملف القرصنة، ثم تحولت إلى اليابسة تحت يافطة محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن النيجري عبد المطلب ما هو إلا صنيعة للمخابرات الأمريكية واليمنية. وشخص المحامي ( خالد الآنسي) نتائج مؤتمري لندنوالرياض في نقاط أربع ،أبرزها أن المجتمع الدولي صار يتعامل مع السلطة القائمة في اليمن كواقع وليس كشريك، وأنه صار لديه مشكلة في قضية البديل، حيث يعمد حالياً إلى دعم السلطة القائمة لأجل تمديد عملها سريرياً، وقال إن مؤتمر لندن ما هو إلا خطوات الهدف الأساسي منه أو المرحلة الأولى من أهدافه أخذ مشروعية للتدخل في قضايا اليمن، كان يضعها النظام في قائمة القضايا الداخلية