حذر الباحث والخبير الاستراتيجي العربي الدكتور/ محمد مجاهد الزيات - أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية- أمس من خطورة الدعوات التي تطلقها بعض القوى السياسية في عدد من الأقطار العربية والداعية إلى تقاسم الثروة والسلطة، مبيناً أن هذه الدعوة تعني الاعتراف بموت الدولة المركزية. وقال الزيات في محاضرة له بعنوان"تحديات النظام الإقليمي العربي" بجامعة صنعاء أمس إن الدور الآن قد أصبح على اليمن بعد العراق ولبنان والسودان، موضحا إننا الآن أمام تصرف في منتهى الغرابة فالحراك الجنوبي وبعض القوى السياسية التي كانتتنادي إلى العدل الاجتماعي ورفع الظلم وتحقيق العدل باتت تدعوا إلى "تقاسم السلطة والثروة، "مشيراً إلى أن هذا الكلام يقال في حالة وفاة المالك وقال إنهم يدعون إلى وفاة الوطن. وأكد الزيات خطورة هذه الدعوات وقال: أنا كمراقب من الخارج أجد أن هذه الدعوات لاتهدد الأمن الوطني لليمن فقط ولكنها تهدد الأمن القومي العربي مكرراً بأن ما يجري في اليمن شأن قومي عربي وليس شأناً وطنياً يمنياً وبالتالي فإنه من حقي أن أنبه إلى أن هذا الخطر أتاح انتعاش تنظيمات العنف المسلح التي لا تنشط إلا في الدول التي تعيش أزمات . وأكد أنه إذا لم ينتبه الجميع في الوطن العربي والخليج العربي إلى أن هذه التحركات تهدد الدول وتهدد الأمن القومي العربي فسوف نعاني منها لفترات طويلة . وأوضح نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن عملية تفتيت للوحدات السياسية العربية في أربع دول هي العراق ولبنان والسودان واليمن تجري على أشدها، مشيراً إلى أنه في ظل تغليب الخيار الفدرالي على الخيار المركزي في العراق فإنه لم يعد ثمة مجالا للحديث عن دور عربي للعراق كما كان في السابق وقال أيضاً إن حزب الله في لبنان من خلال سعيه لفرض نفسه كطرف مستقل ومعادل للدولة اللبنانية ويختزلها في صورته ويقاسمها المهام وأن عليه المقاومة وعلى الدولة الأمور المدنية - يمثل خطراً على وحدة التراب والسياسة اللبنانية ،معتبراً في الوقت ذاته أن الخطر الحقيقي على السودان لم يعد في تقرير الانفصال من عدمه ولكن في كون الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة السودانية والجبهة الشعبية تنص على تقاسم السلطة والثروة والتي هي الخطر الأكبر على هذا القطر العربي، منوهاً إلى أنه من المعروف أن تقاسم الثروة والسلطة لا يكون إلا بعد الوفاة دائماً. وكان الزيات قد أشار إلى أن ما تواجهه الدول الأربع هي واحدة من التحديات الرئيسية الأربع التي تواجه النظام الإقليمي العربي إلى جانب التنمية البشرية في المنطقة العربية وتحديداً في مجال منظومة التعليم الجامعي والبحث العلمي على مستوى كل قطر عربي وعلى المستوى العربي القومي ككل ،فالتعليم القائم على التفاوت سيخلق تفككاً في النسيج الاجتماعي على المستوى الوطني لكل دولة وعلى المستوى القومي للدول العربية - حد قوله. تفاصيل أوفى تنشرها صحيفة "الشموع" في عددها الصادر السبت.