كشف وزير التجارة والصناعة الدكتور يحيى المتوكل عن توجه رسمي لإلزام المستوردين ومصانع الإنتاج بتحديد سعر السلع في الأسواق وتوضيح ذلك على السلعة من أجل الحد من التلاعب بأسعار السلع، مؤكدا ضرورة وجود مخزون استراتيجي للاقتصاد اليمني يخفف آثار الأزمات الدولية التي تحدث بين وقت وآخر. و عزى المتوكل في مؤتمر صحفي عقد أمس بديوان الوزارة في إطار التحضير لندوة الترشيد والأمن الغذائي في اليمن التي ستعقد اليوم الاثنين بصنعاء، ما شهدته الأسواق خلال الأسابيع الماضية من ارتفاعات سعرية كبيرة بسبب تراجع صرف الريال وأيضا استغلال التجار لحلول شهر رمضان فضلا عن ارتفاع الطلب على السلع. وأشار إلى أن الحكومة سعت منذ أكثر من عام ونصف إلى إعداد إستراتيجية للأمن الغذائي بالتعاون مع البنك الدولي وكافة الجهات الحكومية المعنية وكذا مراكز الدراسات للقطاع الخاص، وقال: "لدينا الآن مسودة الإستراتيجية وستعرض بعد استكمال مناقشاتها على مجلس الوزراء لإقرارها". مبينا أن الإستراتيجية لم تقتصر على قضية الإنتاج والتجارة في السلع الأساسية وإنما استوعبت قضايا أخرى مرتبطة بعضها بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية. وأضاف أن التوجيهات القيادة السياسية والحكومة تشدد على أهمية استقرار الأسواق والمحافظة على استقرار العملة وعدم المغالاة في الأسعار وتوفير السلع اللازمة، لافتا إلى أن الحكومة بحاجة إلى تعزيز الرقابة الميدانية من قبل أجهزة الدولة المختلفة، وأنها تتطلع إلى دور داعم من منظمات المجتمع المدني في هذا الاتجاه، منوها إلى أن دور وزارته دور إشرافي إداري وان مسألة الرقابة هي مسئولية السلطة المحلية في المديريات والمحافظات إضافة إلى دور منظمات المجتمع المدني.وحث الوزير المتوكل المستهلكين على مقاطعة السلع التي يشك في صلاحيتها والتعامل فيها وسعرها وجودتها من أجل الدفع بها لتوافق بالمواصفات والمقاييس والسعر المناسب، مطالبا التجار بكافة المستويات من المستوردين وتجار الجملة التجزئة بالالتزام بأخلاقيات المهنة ومخافة الله في تعاملاتهم. ولفت إلى أن الدولة من خلال ما شهدته البلاد في السنوات الأخيرة من تأثيرات الأزمة الغذائية العالمية والأزمات الاقتصادية المالية المختلفة أعادت النظر وتعيد النظر في العديد من سياساتها وخاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي من خلال رفع كفاءة الإنتاج واستخدام أدوات إنتاجية عالية الكفاءة. من جانبه دعا رجل الأعمال عضو مجلس الشورى يحيى الحباري إلى ترشيد الاستهلاك والاهتمام بالزراعة وعدم الإسراف والتبذير وتعميق ثقافة الترشيد الاستهلاكي من اجل الوصول إلى حد المستوى الأمن اقتصاديا من العيش وفي تقليص الفجوة بين حجم الإنتاج والاستهلاك، مشيرا إلى أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يمر بكارثة كبيرة. وقال" إن اليمن يستورد 4ر2 مليون طن سنويا من القمح فضلا عن الكميات الكبيرة من الأرز والمواد الغذائية، مبينا أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يرجع إلى الهجرة من الأرياف إلى المدن وزراعة القات التي زحفت على 70 في المائة من الأراضي الزراعية وإهدار كميات كبيرة من القمح والأرز والخبز والأطعمة في الموائد المنزلية والمطاعم