ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن رئيس شركة الخطوط الجوية البريطانية كسب دعماً من قطاع الطيران بعد مهاجمته إجراءات التفتيش الزائدة لمكافحة الإرهاب التي فرضتها الولاياتالمتحدة، في الوقت الذي تزايدت فيه الدعوات لتسهيل المرور عبر المطارات البريطانية. وقال رئيس شركة الخطوط الجوية البريطانية "مارتن بروتون" إن الركاب لم يعد عليهم خلع أحذيتهم أو تفتيش أجهزة الكمبيوتر المحمولة بشكل منفصل في خطوط الأمن. وقال "بروتون" في مؤتمر سنوي لاتحاد مشغلي المطارات البريطانية –الذي عقد منتصف الأسبوع الفائت قبل يومين من حادثة الطرود المزعومة التي أكتشف أحدها في أحدى المطارات البريطانية- قال: "ليست بريطانيا مطالبة بفرض قيود أمنية على ركابها التي لا تراها الولاياتالمتحدة ضرورية لرحلاتها الداخلية". تعليقات "بروتون" ضربت على الفور وتراً حساساً لدى الكثيرين في قطاع الطيران وتلقى الدعم من شركات تشغيل المطارات وشركات الطيران وكذلك الطيارين وخبراء الأمن والركاب. وقال "بروتون": "لا تتخذ أميركا في رحلاتها الداخلية الكثير من الأشياء التي تطالبنا بتنفيذها. فليس علينا أن نلتزم بذلك... وينبغي لنا أن نقول أننا سنعمل ما نعتقد أنه ضروري وما تعتقدونه أنتم أيها الأميركيون أنه ضروري أيضا، إننا نعلم جميعا أن هناك عدداً كبيراً من الإجراءات في برنامج الأمن زائدة تماما وينبغي فرزها من الأصل". تصريحات بروتون بالتأكيد إنها ولدت استياء لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية.. وصرح رئيس الخطوط الجوية البريطانية بأنه "ما من حاجة للرضوخ أمام الأميركيين كلما أرادوا شيئاً" لتعزيز الأمن في الرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة خاصة حين يتطلب ذلك القيام بعمليات تفتيش لا تفرضها الولاياتالمتحدة على رحلاتها الداخلية. وانتقد بروتون شرط خلع الأحذية، وهو الإجراء الذي تم تطبيقه بعد إقدام مفجر الحذاء البريطاني "ريتشارد ريد" على إخفاء متفجرات في حذائه على متن رحلة جوية عبر المحيط الأطلسي في عام 2001. مستوى التهديد العام في المملكة المتحدة لا يزال شديداً لكن صناعة الطيران تصر على أنه يمكن اتخاذ نهجاً أكثر عقلانية. في يناير الماضي أدخلت الولاياتالمتحدة قواعد تفتيش شديدة، متضمنة عمليات تفتيش جسدي للملابس الداخلية في أعقاب مؤامرة القنبلة المزعومة. من جانبه قال اوليفييه جانكوفيك المدير العام لمجلس المطارات الأوروبية الدولية، إن المنهج الحالي يبدو أنه كان ردة فعل وإن هذا النظام لا يمكن تحمله، وأضاف إنه يلقي ثقلاً ضخما على المسافرين. وقال جانكوفيك: "بينما تتحمل الحكومة الأميركية تكلفة تلك الإجراءات، فإن المطارات في أوروبا هي التي تتحمل هذا العبء".