مع موجة ارتفاع الأسعار والمواسم السابقة التي مرت على المواطن اليمني والتي أرهقت كاهله , وجعلت ميزانيته تحت الصفر إن لم تكن مليئة بالديون مما جعل عدداً كبير منهم يحجمون عن شراء أضحية العيد , حتى أصبح خروف العيد بعيد المنال عن موائد العيد هذا العام ليظل للفرجة فقط . لم يتمكن ( علي مصلح ) هذا العام من شراء أضحية العيد بالإضافة إلى المصاريف الأخرى من كسوة للأطفال وغيرها , معللاً ذلك بقلة دخل أغلب المواطنين والظروف التي مروا بها هذا العام , ابتداءً من ارتفاع الأسعار إلى مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر الماضي , بالإضافة إلى مصاريف بداية العام الدراسي التي تزامنت مع كل تلك المناسبات مما شكلت عبئاً ثقيلاً على كاهل الأغلبية . فيما ارجع ( احمد علي ) عزوف الموظفين الحكوميين بشكل عام عن شراء أضحية العيد إلى تدني الرواتب , مقارنة بقيمة الأضحية اليوم . حيث بلغ سعر الخروف حد قوله إلى أكثر من ثلاثين إلفاً, وهو ما يقارب راتب الموظف لمدة شهر كامل، وذكر أن الجهات الحكومية كانت توفر أضاحي العيد بالتقسيط للموظفين ولكن حتى هذه الطريقة لم تنفذ بصورة صحيحة حيث كانت تنفذ في بعض الدوائر الحكومية دون أخرى و أغلب الجهات هذا العام لم تقدم هذه الخدمة للأسف. فيما اكتفى محمد أنعم بشراء 3 كيلوات من اللحم المذبوح من محلات الجزارة ليتناولها هو وأسرته في اليوم الأول من العيد فقط أما زميله إياد علي فقد اشترك مع مجموعة من جيرانه في أسهم معينة لشراء أضحية واحدة هي عبارة عن عجل تجاوز سعره المائتي إلف ريال موضحاً أن سعره أرخص من ما هو موجود في الأمانة كون أحد المشتركين سيحضره من أحد أرياف محافظة إب التي تتميز بوفرة المواشي فيها وانخفاض أسعارها نسبيا عن العاصمة ومذاقها الرائع حسب قوله ونفى الحاج/ سعيد منتصر بائع مواشي أن يكون هناك أرتفاع كبير هذا العام في أسعار الذبائح ولكن عزى عدم إقبال الناس على الشراء كما في الأعوام الماضية إلى ضيق الحال وارتفاع أسعار المعيشة بشكل عام مما جعل الكثير يتخلى عن شراء الأضحية معللين ذلك بمن استطاع إليه سبيلاً. بينما أكد محمد سعد أن أسعار المواشي قد ارتفعت فعلاً هذا العام عن العام الماضي وبشكل ملحوظ مشيراً إلى أن الخروف الذي اشتراه العام الماضي بعشرين ألفاً اليوم تجاوز الثلاثين ألف ريال وهناك من الخراف البلدي ما وصل سعرها إلى الخمسين وأكثر فيما وصل سعر العجول إلى أكثر من مائتين إلف بل ووصل بعضها حد قوله إلى الثلاثمائة ألف أحمد عيسى تاجر مواشي عزى ارتفاع أسعار الأضاحي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف الاعتناء بالمواشي وكذلك غلاء المعيشة التي تجعل من التاجر يرفع من سعر مواشيه حتى يستطيع الاستمرار في العيش ومواصلة تجارته مشيراً إلى أنه توجد خراف بربرية خارجية أرخص بكثير من البلدي وتعتبر ذات جودة مناسبة بالإضافة إلى توفر الذبائح الإفريقية كالإثيوبية وغيرها وأسعارها مناسبة جداً مابين خمسة عشر ألف ريال وخمسة وعشرين ألف يستطيع أي شخص الحصول عليها ومع أن غالبية من التقيناهم أكدوا أنهم لن يقوموا بالتضحية هذا العام إلا أن هناك من أكد أنه سيضحي خلال هذا العيد مهما كانت التكاليف، وإن استدعى الأمر إلى الاستدانة استجابة لما سنَّه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لكن الواقع يقول. أن الأضحية مفروضة على المستطيع فقط على كل بيت كل عام.