حول تجار المواشي أسواق العاصمة وأحياءها الشعبية قبل بضعة أيام من عيد الأضحى المبارك، إلى حظائر لعرض أغنامهم لتكون محط أنظار المستهلكين، الذين تفاجأوا بالارتفاع الجنوني لأسعارها، وبما أن العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك قد انطلق فلا مفر للمستهلك من اقتناء الأضحية وإحياء شعائر هذه المناسبة الدينية العظيمة فوتيرة حركة الطلب والعرض في أسواق الماشية، تميزت هذه السنة، وعلى غرار السنوات الماضية، بارتفاع أسعارها خاصة في هذه الفترة التي تُعرف بكثرة الطلب حيث استقر سعر الخروف ما بين 25 ألفا و40 ألف ريال، وبالتالي فقد تم تسجيل ارتفاع بمعدل 5 آلاف إلى 15 ألفاً مقارنة بالسنة الماضية ويبقى التحكم التام لتجار المضاربة في السوق سيد الموقف إلى أول أيام العيد، حيث يتحين العديد منهم الفرصة التي لا يدخرون جهدا في استغلالها، فالجشع وحده هو الذي يتحكم في عملية تسويق الماشية وبالثمن والكيفية التي يراها المضارب مناسبة وكفيلة بربحه على حساب خصوصية العيد المبارك وكذا جيب المواطن، الذي اكتوى بلهيب الأسعار. سجلت مبيعات المواشي في العاصمة صنعاء أعلى معدل لها وقفزت الأسعار بواقع 70 % وذلك تزامنا مع قرب حلول عيد الأضحى فيما تخطى البلدي200 ألف ريال، ووفقا لتجار المواشي في سوق نقم اكبر سوق للأضاحي في العاصمة فان السوق شهد ارتفاعات متتالية في أسعار المواشي. وتفوق الجبلي البلدي على المستورد وسجل ارتفاعا بواقع 70 %, وارجع تجار المواشي ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع الطلب وتدني العرض وموجة الجفاف التي ضربت الدول الإفريقية خاصة الصومال وإثيوبيا المصدرين الأساسيين للمواشي إلى اليمن وأكد متعاملون في السوق ل"الغد" أن أسعار الخروف البلدي تراوحت ما بين 20-30ألف ريال فيما يباع نظيره المستورد ب 15ألف ريال ,وأوضح محمد العوامي -تاجر مواش أن أسعار المواشي المستوردة شهدت هي الأخرى ارتفاعا تراوح بين 20و30 %مقارنة بالعام الماضي حيث يباع الخروف المستورد ب 25ألف ريال مقارنة مع 15الف ريال العام الماضي و100ألف ريال للأضحية من الأبقار مقارنة ب 70ألف ريال في السابق. تهريب تهريب وعزا تجار المواشي أسباب ارتفاع أسعار المواشي إلى ظاهرة بدت تتسع في السنوات القليلة الماضية وهي ظاهرة تهريب الأغنام والمواشي إلى دول الجوار حيث تكون ذات جودة وأسعار أعلى مقارنة بمثيلتها في تلك الدول،مما تسبب في حدوث تناقص كبير في أعداد المواشي في اليمن وفي ذلك خسائر فادحة على الثروة الحيوانية والاقتصاد الوطني. مطالبين الجهات المسئولة بدعم مربي الأغنام والمواشي من خلال توفير الأعلاف بأسعار مدعومة وان كانت بنسب محدودة من اجل التخفيف عن كاهل المزارعين وخفض الأسعار مما يسهم في استقرار أسعار اللحوم بشكل عام في الأسواق المحلية وكذلك توفير اللقاحات البيطرية لتجنب الأمراض والأوبئة التي تقضي على أعداد كبيرة من رؤوس الأغنام والماشية واستيراد الأنواع الجيدة من المواشي في دول العالم المشتهرة بتربيتها لضمان تطوير هذا المورد الطبيعي الذي يدر على الدولة والقطاع الخاص أرباحا كبيرة. جشع جشع و يقول احمد خميس أن الارتفاع هذا العام في أسعار المواشي والأغنام اكبر بكثير من العام السابق والمواطن لا أمل له سوى الاستسلام لرغبات الجشعين من الباعة والشراء بأكثر من ضعف المبلغ لرأس الغنم الواحد الذي يصل إلى نحو 20 أو 35ألف ريال، وليس أمامه من خيار إلا الدفع أو ذهاب أمنياته في هذه المناسبة وطقوسه الدينية أدراج الرياح، في غياب واضح للأجهزة الرقابية،والمطلوب هنا التدخل من قبل الأجهزة المختصة لحماية المستهلك ومربي المواشي في أن واحد إذ نعرف تماما أن هناك حلقات كثيرة تتسبب بزيادة الأسعار خاصة في أوقات الذروة وزيادة الطلب عليها. موسم موسم بيع المواشي لها مواسمها مثل أي سلعة وتخضع لقانون العرض والطلب وفق تفسير المضاربين وما على المستهلكين إلا تنفيذ هذه الرغبات فالأجهزة الرقابية خارج نطاق التغطية. * الغد