علمت "أخبار اليوم" من مصادر محلية في مديرية السياني بمحافظة إب أن حريقاً شب في مسجد "عمر بن عبدالعزيز" في قرية ذي أشرق الواقعة بين مركز المديرية ومدينة القاعدة. وأكدت المصادر ذاتها أن الحريق الذي وقع عصر يوم أمس التهم كافة محتويات ذلك المسجد الأثري والذي يعود تاريخ بنائه إلى ما قبل ألف سنة ومنها مكتبة المسجد التي تحتوي على العديد من المخطوطات والكتب التاريخية القديمة. وفي الوقت الذي تشير فيه المعلومات الأولية إلى أن تماساً كهربائياً كان وراء ذلك الحريق - شكك مصدر محلي في المديرية بذلك، مطالباً كلاً من وزارة الأوقاف وقيادة المحافظة بفتح تحقيق شامل حول أسباب الحريق الذي تعرض له ذلك المعلم التاريخي والديني والذي كان ولا يزال إحدى قلاع العلم والمعرفة والتفقه، وربط المصدر المحلي بين توقيت واقعة الحريق مع استعداد مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة للشروع بعملية ترميم المسجد عقب إجازة عيد الفطر المبارك. هذا ويعود بناء الجامع إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز وقد أفرغ من بنائه عام 410ه والمسجد الحالي مستطيل الشكل، طوله من الخارج (27) متراً وعرضه (18) متراً، يحيطه سور سميك، فتح في جداره الجنوبي ثلاثة مداخل وفي الجدار الغربي بابان، وتخطيط المسجد يتكون من صحن مكشوف في الوسط، عمل فيه حوض صغير وبركة موجودة في الجهة الجنوبية وأهم ما يميز الجامع احتواؤه على منبر خشبي لا يزال قائماً حتى اليوم ، إلى ما قبل الحريق وهو من المنابر القليلة المؤرخة في العالم الإسلامي وربما يعد ثاني منبر مؤرخ، فضلاً عن زخارف الأرابيسك المتقنة التي تزينه. وخلاصة القول أن الجامع يعكس جمال الفن الإسلامي وروعة العمارة الإسلامية والهندسة الدقيقة والمتقنة التي تم تنفيذها فيه.