جامع ذي إشراق أو ما يعرف بجامع عمر بن عبدالعزيز يقع في منطقة ذي إشراق التي تقع على سفح جبل الحيزم أعلي وادي نخلان على الطريق المؤدي من مدينة إب إلى مدينة تعز وتتبع مديرية السياني الجامع بني في القرن الأول الهجري ويعد من أهم المساجد التاريخية في اليمن يتعرض هذه الأيام إلى التشققات والتصدع وتسرب مياه الأمطار مما يعرضه للانهيار في أية لحظة . الجمهورية زارت الجامع وخرجت بالاستطلاع التالي: لمحة تاريخية منطقة ذي إشراق متميزة بطابعها المعماري المتميز بني في منتصف هذه القرية جامع عمر بن عبدالعزيز الذي تبرز معالمه من مسافة بعيدة بمئذنته السامقة في السماء ويعد من الجوامع القديمة التي يعود تاريخ تأسيسه إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز أذ يوجد فوق بابه نص مكتوب على قطعة حجر مما أمر به عمر بن عبدالعزيز بن مروان واستمر الجامع على حالته حتى جده الحسين بن سلامة عندما قام بإنشاء سلسلة من المساجد على خط سير قافلة الحج من حضرموت إلى مكة إذ دون على واجهة القبلة نص يفيد بأن المسجد قد فرغ من بنائه في سنة 410ه 1019م كما وجد في الجدار بعض من النقوش المكتوبة بالخط الكوفي البسيط حملت بعضه الأدعية والآيات القرآنية إلى جانب توقيع الصناع الذين قاموا بتشييد البناء مثل عمل سعيد وعمل كيال بن الجراح. وصف الجامع المسجد بشكله الحالي مستطيل الشكل طوله من الخارج 27م وعرضه 18م يحيطه سور سميك فتح في جداره الجنوبي ثلاثة مداخل وفي الجدار العربي بابان والتخطيط العام لهذا المسجد يتكون من صحن مكشوف في الوسط المستطيل كما جرت عليه العادة في المساجد الأثرية القديمة مثل مسجد معاذ بن جبل في الجند بمحافظة تعز والجامع الكبير في العاصمة صنعاء وغيرها مقاس الصحن 12م*9م عمل فيه حوض صغير فيه فتحة تؤدي إلى منظرة يمر فيه ماء المطر إلى البركة الكبيرة الموجودة في الجهة الجنوبية للجامع وكغيره من الجوامع الأولى تحيط بالصحن أربعة أروقة أعمقها في القبلة ويبلغ طوله وعرضه 8*16م وقوافه ثلاثة أساكيب يقطعها صفان من الأعمدة بكل صف منها ثلاثة أعمدة طويلة ورشيقة تحمل مصندقات السقف مباشرة وهي مصندقات نفذت عليها زخارف هندسية وشغلت فراغاتها بالزخارف النباتية. ما يميز الجامع ما يميز هذا الجامع منبره الخشبي الذي ما زال قائماً في مكانه حتى اليوم ويعود إلى عام 421ه كما هو موضح بالنقش الموجود عليه ولهذا يعتبر هذا المنبر من المنابر القليلة المؤرخة في العالم الإسلامي. كما يتميز المنبر بزخارفه الجميلة والتي تزين المنبر وخلاصة القول إن الجامع يعكس جمال الفن الإسلامي وروعة العمارة الإسلامية فضلاً عن الهندسة الدقيقة المتقنة لذا فهو جدير بالمحافظة عليه من قبل الجهات المختصة إلا أن الإهمال شاهد على حال ووضع الجامع. أسباب عدم الترميم نحن بدورنا حاولنا طرق أبواب الجهات المختصة لمعرفة السبب من عدم ترميم المسجد وأسباب تعثر مشروع الترميم فتوجهنا إلى المجلس المحلي بمديرية السياني والتقينا بمدير المديرية وائل محمد محسن أبو رأس وطرحنا عليه سؤالاً عن دور المجلس المحلي في حماية الجامع من الانهيار واكتفى بالرد أنه لم يمض على تعيينه سوى شهرين وهو على إطلاع بموضوع الجامع وحسب علمه أن مشروع الترميم قد بدأ قبل سنتين من قبل صندوق حماية التراث والصندوق الاجتماعي للتنمية لكنه توقف وسوف يقوم بمتابعة استئناف الترميم.. مشيراً إلى أن الجامع لديه العديد من الأوقاف التي لم تسخر لخدمة المسجد. المسئول صندوق الموروث من جانبه أكد مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة عبداللطيف المعلمي أن موضوع الترميم قد تكفل به صندوق الموروث الشعبي بالصندوق الاجتماعي ولم يعد يخص مكتب الأوقاف. كحلها زاد عماها إمام المسجد عبده قاسم قال: إن بداية الترميم كانت في عام 2011م وتم نزول مهندسين وتم تشكيل لجنة من القرية للإشراف على العمل ولكن العمل كان يسير ببطيئاً وتوقف نهائياً بسبب الأحداث التي شهدتها البلاد عام 2011م بعد أن تحول المسجد إلى خرابة جراء الحفر داخل المسجد ووضع السقالات والتكسير في كل أرجاء المسجد مما أدى إلى تسرب المياه إلى داخل المسجد عبر التشققات كما تشاهدون مما يعرض المسجد للانهيار في أي الحظة. توقعات بحدوث كارثة المواطن يحيى ناجي عثمان محمد من أهالي المنطقة أوضح أن هذا الجامع.. عمره 1024 سنة كما تحكي النقوش في مقدمة الجامع مشيراً إلى أن الترميم في المرحلة الأولى لم يستكمل ما يعرض الجزء البسيط الذي بدئ بالترميم للانهيار وكذلك الجزء الآخر من المسجد أيضاً نتيجة للتشققات وتسرب المياه عبرها.. مناشداً السلطات المختصة إنقاذ المسجد قبل أن تحل الكارثة بهذا المعلم الأثري، موجهاً نداءه إلى صندوق الموروث الشعبي بالصندوق الاجتماعي للتنمية الذي بدأ بالترميم وتوقف فجأة عن معاودة عمله واستكمال ترميم المسجد. خلاصة القول أن ما شهدناه من إهمال لهذا المعلم الإسلامي الكبير يجعلنا نتساءل: هل قيادة السلطة المحلية بالمحافظة وعلى رأسها محافظ المحافظة وأمين عام المجلس المحلي على اطلاع بوضع الجامع والأهمية التاريخية التي يكتسبها؟ هل قاموا بواجبهم كمسئولين بالمطالبة بمحاكمة المتسببين في تعثر ترميم هذا المشروع لأننا بصريح العبارة لم نجد إجابة مقنعة من كل المسئولين الذين قابلناهم فكل منهم يرمي بالمسئولية على الآخر. أين دور مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة كونه جهة مسئولة عن مثل هذه الجوامع؟ إذا كان هناك من يستحق الشكر فهم مواطنو قرية ذي إشراق الذين أثبتوا أنهم أحرص من مسئولي المحافظة على تاريخهم بمحافظتهم على الجامع وأثار الجامع ومنها منبر الجامع الذي لو كان في مكان آخر لنهب كما نهبت لكثير من آثار اليمن أيضاً بمحافظتهم حتى مغسلة الموتى الخشبية التي يعود تاريخها إلى 338ه وبعض النعوش التي يحمل عليها الموتى والتي يعود تاريخها إلى ذلك الزمان.. كما أشار أهالي القرية إلى أن الجامع كان يحوي مكتبة كبيرة فيها الكثير من المخطوطات والكتب القيمة لكنها تعرضت قبل سنتين لحريق أتلف كل محتوياتها. المواطنون وعبر صحيفة الجمهورية حملوا المسئولية الجهات المختصة والسلطة المحلية والمقاول في حالة تصدع الجامع وانهياره.