تشتهر مدينة ذمار بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية والإسلامية جعلت منها مركز إشعاع علمي وثقافي عبر التاريخ، ومن أبرزها المساجد الأثرية القديمة التي شيدت بطابع معماري يمني مميز ممتزجة بالزخارف والنقوش الإسلامية المتنوعة التي تدل على عراقة ومكانة هذه المحافظة التاريخية. وتعتبر ذمار، التي تقع إلى جنوب العاصمة صنعاء بحوالي 100 كيلومتر، وترتفع على سطح البحر ب2700 متر من المدن اليمنية القديمة، ترجع تسميتها نسبة للملك الحميري ذمار علي يهبر، أحد ملوك سبأ وذي ريدان، الذي حكم في القرن الأول من 15 - 35م، والذي عثر على تمثاله البرونزي في النخلة الحمراء أحد المواقع الأثرية القريبة من مدينة ذمار. الجامع الكبير : وتوجد في ذمار العديد من المساجد الأثرية والتاريخية التي تمتاز بطابعها المعماري الجميل الذي ينسجم مع ألوان أرضها البركانية، أهمها الجامع الكبير بمركز المدينة ويعتبر من أقدم المساجد وأهمها ويقع في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة ذمار القديمة في حي الحوطة حيث يعد من المساجد الأولى، والذي تم بناؤه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرن الأول الهجري بعد بناء الجامع الكبير في صنعاء بأربعين يوماً حسب ما تشير إليه بعض المصادر التاريخية. ويتكون الجامع من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة وكان سقفه مغطى بمصندقات خشبية عليها زخارف إسلامية ملونة تشبه مصندقات سقف الجامع الكبير في صنعاء. ويتميز الجامع بمنبره القديم الذي يعتبر أحد روائع الفن الإسلامي القديم، وثاني أقدم منبر في العالم الإسلامي، ويوجد حالياً في المتحف الإقليمي بالمحافظة، ويعتبر المنبر من أقدم المنابر الإسلامية التي اشتملت على زخارف، نفذت وفق أساليب الزخرفة المعروفة بطراز سامرا الثالث وطراز سامرا المتأخر في القرن الرابع الهجري. وقد تعرض الجامع للعديد من الإضافات والتجديدات خلال فترات العصر الإسلامي كان آخرها بعد زلزال 1982م، الذي أفقد الجامع العديد من العناصر المعمارية والزخرفية ولكن مع تلك الأضرار التي تعرض لها فما زال يحتفظ بتخطيطه الأصلي وهو عبارة عن صحن تحيط به أربعة أروقة، بالإضافة إلى المئذنة وعدد من الشواهد القبورية في صحن المسجد كما تحتفظ جدران المسجد بعدد من الأحجار المنقوشة بكتابات مسندية قديمة ومنبره الخشبي الذي يعد من أقدم نماذج المنابر الخشبية في اليمن. ثانياً المدرسة الشمسية : تعتبر المدرسية الشمسية من أشهر المعالم الدينية في محافظة ذمار، شيدت بأمر الإمام شرف الدين وبدأت عمارتها سنة 947 ه وتم الانتهاء من عمارتها في 949 ه، وفي فترة لاحقة شيدت لها مئذنة عالية وصارت المئذنة من أهم معالم مدينة ذمار، وتقع المدرسة الشمسية في حي الجراجيش غرب السوق القديم وسميت الشمسية نسبة إلى أحد أبناء الإمام شرف الدين وهو الأمير شمس الدين وقد لعبت المدرسة الشمسية دوراً مهماً في نشر العلوم الشرعية واللغوية، وقد التحق وتخرج منها كوكبة من علماء اليمن وشعرائها المتميزين، كما أُلحقت بالمدرسة الشمسية مساكن أو منازل خاصة بالطلاب الوافدين من المناطق الأخرى وكان طلاب العلم الوافدين إلى ذمار يعرفون بالمهاجرين. ثالثاً: مسجد وضريح الإمام يحيى بن حمزة : مسجد وضريح يحيى بن حمزة العلوي صاحب المصنفات في اللغة (669ه - 729ه - 749ه)، ويقع جنوب غرب الجامع الكبير بذمار ولا يفصل بينهما سوى الطريق المعبدة وإلى الغرب من مسجد الإمام يحيى بن حمزة يقع جامع وضريح الإمام المتوكل على الله المطهر بن سليمان وقبة الأمير الحسين بن القاسم ويتكون الجامع من مساحة مستطيلة تبلغ 17م * 14م تقريباً، ويكتنفه صرح من الجهة الجنوبية بالإضافة إلى المطاهير ومقشامة. ويشتمل الجامع على العديد من الزخارف النباتية والهندسية والكتابية ويوجد بالمسجد عدد من الشواهد القبورية وأحجار تحمل كتابات مسندية قديمة استعملت في بناء المسجد، أما ضريح الإمام يحيى بن حمزة فيقع إلى الجنوب من مسجده وملاصقا له والضريح عبارة عن غرفة صغيرة يعلوها قبة تقوم على حنايا ركنية مضلعة تزين جدران الضريح زخارف نباتية وأشكال هندسية وكتابية ويتوسط الضريح تابوت خشبي خاص بالإمام يحيى بن حمزة يتكون من ثلاثة مستويات يعلوها جوسق وزين جوانب المستويات الثلاثة بزخارف نباتية وهندسية وكتابية. رابعاً: جامع وضريح الإمام المطهر بن سليمان : ويقع جامع وضريح الإمام المطهر بن محمد بن سليمان (801ه - 877ه) في حي الحوطة غرب الجامع الكبير إلى جوار مسجد وقبة ضريح الأمير الحسين بن القاسم، الذي يشترك معه في الصرح ويقع ضريح الإمام المطهر بن محمد غرب مسجده، وهو عبارة عن غرفة مربعة خالية من أي زخارف يتم الدخول إلى الضريح عبر مدخل يقع في الجدار الغربي للمسجد، ويتوسط الضريح تابوت خشبي خاص بالإمام المطهر يتكون من ثلاثة مستويات يعلوها جوسق ويحتوي التابوت على العديد من الزخارف النباتية والهندسية. خامسا:ً جامع الأمير سنبل : ويقع الجامع في حي الجراجيش وقد قام ببناء هذا المسجد الأمير سنبل بن عبد الله حاكم مدينة ذمار في فترة ولاية الوالي العثماني حيدر باشا (1034ه - 1039ه / 1624م - 1629م)، وكان الأمير سنبل أحد قادة الولاة العثمانيين ولكنه انضم إلى أولاد الإمام القاسم بعد أن هدده الوالي حيدر باشا في حال هزيمته في إحدى المعارك التي كانت تجري بين العثمانيين وأولاد الإمام القاسم مما جعل الأمير سنبل ينضم إلى أولاد الإمام القاسم عام 1036ه وقد استقبله أولاد الإمام وحظي بمكانة مرموقة وأوكلت إليه ولاية ذمار وبلادها وجهات وصاب وعتمة وسكن بمدينة ذمار وزوج ابنته بالإمام محمد بن الحسن بن القاسم وقد شيد هذا المسجد في سنة 1042ه أي بعد ست سنوات من انضمامه إلى أولاد الإمام القاسم. ويتكون المسجد من مساحة مربعة 11م * 11م تقريباً، وتتميز جدران المسجد بسمكها وهي مشيدة من أحجار الحبش وقد تم زخرفة المسجد بزخارف إسلامية، تحمل العديد من التأثيرات العثمانية، وأهم ما يميز مسجد الأمير سنبل هو الأعمدة الحجرية المنقولة من مواقع قديمة تعود إلى حضارة اليمن القديم وقد أدخلت على المسجد تغييرات وتوسعات عقب الزلزال الذي ضرب محافظة ذمار 1982م. سادساً: قبة ضريح الأمير الحسين بن القاسم : وتقع قبة الأمير الحسين بن القاسم في الجهة الغربية للجامع الكبير ضمن إطار حي الحوطة وإلى جوارها يقع مسجد الإمام المطهر بن محمد بن سليمان الذي يشترك معها في الصرح، وتتكون القبة من مساحة يعلوها قبة تقوم على أربع حنايا ركنية معقودة بعقود نصف دائرية تحمل عقود صغيرة مفصصة واستخدم البناء أحجار الحبش الأسفنجي عند بناء الجدران، ويبلغ سمك الجدار حوالي متراً واحداً، وقد زين المسجد من الداخل بالزخارف النباتية والهندسية والكتابية التي تم تنفيذها على جميع الجدران خاصة الجدار الشمالي الذي تتوسطه كتلة المحراب وكذلك بواطن الحنايا الركنية والتي زخرفت ببخاريات مملوءة بزخارف نباتية. سابعاً: مسجد قبة دادية : ويقع وسط المدينة القديمة في حارة دادية وهو عبارة عن مساحة مربعة تعلوها قبة به صرح مرصوف بالأحجار، وقد تم تجديد القبة سنة 1351ه، وأضيف للمسجد مئذنة في سنة 1374ه، شيدت بأحجار الحبش الأسود وللقبة مقشامة يوجد بها قناطر رائعة لا تزال بحالة جيدة وقد تم زخرفة المسجد بزخارف إسلامية تحمل العديد من التأثيرات العثمانية. ثامناً: جامع الصلاحي : يقع جامع الصلاحي في الجهة الشرقية لمدينة ذمار في حي المحل الأسفل، وقد سميت الحارة التي يقع فيها هذا المسجد باسم حارة الصلاحي، ويتميز هذا المسجد بمئذنته الفريدة والمميزة عن باقي مآذن مدينة ذمار وذلك من حيث اختلاف طرازها المعماري والزخرفي، والمسجد يتكون من بنية بيت صلاة وصرح، بالإضافة إلى المطاهير ومقشامة وضريح، ويوجد سبيل يقع ضمن الجدار الخارجي لصرح المسجد من الناحية الغربية..