يعيش ما يسمى بالحراك هذه الأيام صراعات وخلافات شديدة تصاعدت حدتها يوم أمس بين فريقين.. الفريق الأول يتزعمه الشيخ/ طارق الفضلي وعلي هيثم الغريب وشلال علي شائع ويحملون في أجندتهم برنامجاً سياسياً ونظاماً داخلياً وميثاق شرف، إلا أن جميعها قوبلت بالرفض من قيادات أخرى يتزعمهم "صلاح الشنفرة" والعميد د/ عبده المعطري وحقيس وعبد المجيد وحدين و الناخبي وصالح يحيى التي أبدت اعتراضها وتحفضها على كثير من نقاط وبنود الوثائق المعدة ويتضح من خلال النظر إلى مسيرة الفريقين بأن ثمة فارق بينهما يؤثر على أداء وفاعلية ومدى تأثيرهما.. حيث يلاحظ أن الفريق الأول الذي يتزعمه الفضلي وشائع يتسم لعدم امتلاكه قاعدة جماهيرية في حين يحضى الفريق الآخر في الحراك بقاعدة جماهيرية وزخم لا بأس به مقارنة بالفريق الأول الذي يعتمد على وجاهة قياداته في التأثير على الساحة السياسية.. وتجاوزت خلافات وانشقاقات فصائل قيادات الحراك التحفظ والرفض للبرامج متجاوزة أيضا حرب البيانات وتبادل الاتهامات بين قياداته ووصلت حد التخوين والتهديد والوعيد.. وقد شهدت مديرية الحبيلين – إحدى رباعيات ردفان- بمحافظة لحج يوم أمس مهرجانا حاشداً لما بات يعرف بالحراك رغم تغيب قيادات هذا الفصيل.. وقد رفعت فيه الأعلام الشطرية وطالب المشاركون في المهرجان قيادات الحراك بتوحيد صفهم.. معتبرين في الوقت ذاته أن هذا الحشد يعد الرد العملي لمهرجان يافع الذي سمي في وقت لاحق من يوم أمس ب "مهرجان القيادات".. وأمام هذا المهرجان الحاشد والمطالبة بتوحيد الصف شهدت صباح أمس أيضا مديرية "لبعوس" إحدى مديريات يافع فعالية مناوئة لمهرجان الحبيلين.. تجمع العشرات من أنصار ما يعرف بالحراك التابعة للفصيل الذي يقوده الفضلي وأطلقوا على فعاليتهم –ذات الحضور الباهت- اسم "مهرجان تدشين الوثائق"التي وقوبلت بالرفض وانعكس ذلك على فعالية لبعوس التي قوبلت بالمقاطعة.. البيان الذي خرج به محتشد لبعوس – الذي شن هجوماً على أحزاب اللقاء المشترك سيما الحزب الاشتراكي- كشف المستور وبيَن حجم الخلافات والتصدعات التي تشهدها مسيرة الحراك.. حيث عبّر البيان الذي قرأه "علي هيثم الغريب" عن آسفة الشديد للإنقسامات بين مجالس الحراك في بعض المحافظات الجنوبية التي من شأنها أرهقت فعلاً العمل التوحيدي وشجعت السلطة على حصار وضرب الحراك فيها.. وكان مهرجان ردفان الذي قاده العميد/ قاسم الداعري قد ندد بما يجري في يافع من إعداد وثائق ومشاريع للحراك بدون موافقة القواعد في المديريات.. وقالت مصادر ل "أخبار اليوم" إن اجتماعاً موسعاً لقيادات الحراك بدأ عصر أمس سيتبعه لقاءات في يافع بحضور ممثلين لمختلف فصائل الحراك وقد تستمر هذه اللقاءات ثلاثة أيام –بحسب توقعات المصادر- للوقوف على الخلافات الأخيرة.. تجدر الإشارة إلى أن هناك حالة سخط وتذمر واسع وسط مؤيدي الحراك كتعبير رافض لما يحدث بين القيادات.. مفسرين هذه الخلافات بأزمة قيادة وحب الذات.
