ما تزال أجواء التوتر والتوجس تخيم على أرجاء مدينة الحبيلين كبرى مدن رباعيات ردفان بمحافظة لحج التي شهدت يومي أمس وأمس الأول أعمال عنف واعتداءات واشتباكات مسلحة، اندلعت إثر قيام عدد من العناصر المسلحة الخارجة عن النظام والقانون باستهداف عدد من الجنود أثناء خروجهم إلى السوق لجلب بعض المستلزمات، لتندلع على إثرها مواجهات عنيفة دارت رحاها وسط السوق العام واستشهد خلالها أربعة من أفراد القطاع العسكري المرابط في المدينة، بينهم ضابط برتبة رائد، إضافة إلى مصرع أحد المسلحين وإصابة أربعة جنود آخرين واثنين من المواطنين الأبرياء. وشهدت مدينة الحبيلين عقب ارتكاب الجريمة توافداً كبيراً لأعداد كبيرة من المسلحين الذين قاموا بفرض حصار محكم على موقع القطاع العسكري، كما قاموا باستحداث عدد من نقاط المراقبة والتفتيش على مداخل ومنافذ المدينة، حيث اندلعت في التاسعة من مساء الخميس المنصرم مواجهات عنيفة بين قوات الجيش والمسلحين، إثر قيام تلك العناصر بمحاولة اقتحام القطاع العسكري واستمرت تلك الاشتباكات بين الجانبين والتي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة حتى الساعة الرابعة من فجر أمس الجمعة، وتعرض خلالها عدد كبير من المنازل الواقعة في محيط موقع القطاع العسكري للقصف، كما أدى القصف إلى احتراق أحد المحال التجارية القريبة من مبنى الأمن، تعود ملكيته للمواطن محمد الحجيلي. وأفاد مصدر أمني ل"أخبار اليوم" أن الاشتباكات المسائية قد أدت إلى سقوط شهيدين أحدهما من أفراد الأمن المركزي وآخر من الجيش ليرتفع عدد الشهداء من الجنود إلى ستة شهداء.. وقال مصدر مسئول في اللجنة الأمنية بمحافظة لحج إن مجموعة من العناصر التخريبية والخارجة عن النظام والقانون قامت ظهر الخميس الماضي بالاعتداء الغادر على عدد من أفراد القوات المسلحة والأمن وهم يؤدون واجبهم للحفاظ على الأمن والسكينة العامة في الحبيلين بردفان، موضحاً أن أجهزة الأمن تقوم حالياً بملاحقة وتعقب مرتكبي الحادث الإجرامي الذي أدى إلى استشهاد الرائد/ علي غانم العماري والجندي/ صالح سعيد السمحي والجندي العزي/ محمد احمد الجرادي والجندي/ سمير حسين الرمادي وإصابة أربعة جنود آخرين، مؤكداً أنه سوف يتم ضبطهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع. وأكد في تصريح صحفي أن أجهزة الأمن لن تتهاون مع العناصر التخريبية والخارجة عن القانون وأي شخص تسول له نفسه المساس أو العبث بالأمن والسكينة العامة للمجتمع. وأشاد المصدر بتعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة، محذراً في الوقت ذاته أي شخص من التستر أو إيواء أي من العناصر التخريبية والخارجة عن القانون، ما لم فإنه سوف يعرض نفسه للمسائلة القانونية وسوف يتحمل كافة النتائج المترتبة على ذلك. وقد حصلت "أخبار اليوم" على أسماء الجنود والمواطنين الجرحى وهم: الجندي/ منصور الحبيشي والجندي/ حسن يحيى والجندي/ صلاح اليوسفي والجندي/ خالد السامعي والمواطنان عبده نصر راشد وياسر سعد فاضل. هذا وكانت مصادر رسمية قد ذكرت في تصريح صحفي أورده موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع أن المسلح القتيل عباس محمد صالح طمبح الذي لقي مصرعه يعد من أبرز العناصر التخريبية والخارجة عن النظام والقانون والمطلوب أمنياً على ذمة جرائم قتل وتقطع ونهب، مشيرة إلى أن طمبح مطلوب للأمن بجريمة قتل المواطن العنسي أحد أبناء ذمار في حادثة تقطع لسيارته بمديرية الملاح. وعلمت "أخبار اليوم" أن العشرات من أنصار ما يسمى بالحراك قد قاموا مساء أمس بتشييع جثمان القتيل فارس طمبح إلى مقبرة الجدعاء..