تشهد مدينة الحبيلين - كبرى مدن رباعيات ردفان بمحافظة لحج- حالة توتر وتأهب واستنفار، تعطلت على إثرها حركة النشاط التجاري، بعد أن اضطر الكثير من أصحاب المحال التجارية إلى إغلاق محلاتهم، كما اضطرت العديد من الأسر إلى النزوح من المدينة وتعثرت العملية التربوية والتعليمية في العديد من المدارس وخاصة مدارس التعليم الأساسي بعد رفض الكثير من أولياء الأمور السماح لأبنائهم وبناتهم بالذهاب إلى المدارس وذلك تحسباً لاندلاع أي أعمال عنف من قبل المجاميع المسلحة التي تعتدي بين الحين والآخر على المدارس وتجبر الطلاب على الخروج بتظاهرات وإيقاف العملية التعليمية تحت تهديد السلاح . وشهد توافد العديد من المسلحين الخارجين عن القانون إلى المدينة منذ الخميس الماضي، فيما ما تزال القوات العسكرية متمركزة بمديرية الملاح "10" كم، جنوب غرب الحبيلين والتي تستعد لدخول المدينة لضبط وملاحقة الخارجين عن النظام والقانون والمطلوبين على ذمة جرائم القتل التي شهدتها المدينة مؤخراً والتي كان آخرها جريمة قتل خمسة جنود بينهم ضابط قتلوا الخميس الماضي على أيدي عناصر مسلحة وسط مدينة الحبيلين في عملية قتل خلالها أحد المسلحين ويدعى عباس طمبح، الذي تقول السلطات بأنه من أخطر المطلوبين أمنياً والمتهم بجريمة قتل المواطن العنسي . وتفيد المعلومات أن القوات العسكرية التي وصلت إلى مديرية الملاح خلال يومي أمس وأمس الأول، قد قامت وفور وصولها بطمس الأعلام والعبارات الشطرية التي سبق وأن قام أنصار ما يسمى بالحراك الجنوبي برسمها على المرتفعات ومباني المرافق الحكومية بطمسها واستبدالها بأعلام الجمهورية اليمنية, التي رفرفت على مباني مديرية الملاح . كما قامت القوات العسكرية باستحداث عدد كبير من نقاط التفتيش على امتداد الخط العام الواقع في إطار مديرية الملاح . يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه اللجنة الأمنية بمحافظة لحج ولليوم الرابع على التوالي عقد اجتماعاتها المغلقة بمديرية الملاح دون التوصل إلى أي نتيجة من شأنها الإسهام في وضع المعالجات اللازمة للحيلولة دون تفاقم الوضع أو القبض على العناصر المسلحة المطلوبة على ذمة جرائم القتل والتقطع والاختطاف. وفيما نفت مصادر رسمية في ردفان صحة الأنباء التي تحدثت عن استعداد القوات العسكرية والأمنية لدخول مدينة الحبيلين، فقد رفض مدير عام الحبيلين الإدلاء بأي معلومات أو أي تفاصيل حول الخبر، عدا تأكيده بأن الوضع مستقر وأن مشاورات تجري بين أعضاء المجلس المحلي لتهدئة الوضع والحيلولة دون اللجوء إلى الخيار العسكري وقال "يجب أن يتم فرض القانون على الجميع وبدون استثناء" . وذكرت مصادر محلية أن منشورات تحمل اسم " كتائب ذئاب الجنوب " تم إلصاقها مساء أمس الثلاثاء على واجهات بعض المحلات التجارية، تحذر من وصفتهم ب"العملاء والجواسيس" من الاستمرار في غيهم كما تحذر المشائخ من التدخل أو القيام بدور الوساطة مع السلطة، لمنع دخول قوات الجيش إلى ردفان وان الكتائب على استعداد للتصدي لتلك القوات وردها على أعقابها بحسب المنشور .