في الوقت الذي قامت السلطات اليمنية بالإفراج عن مئات المعتقلين من المتمردين الحوثيين، بينهم قيادات ميدانية معروفة في أوساط التمرد.. أكدت مصادر موثوقة أن قيادة التمرد الحوثي بمحافظة صعدة ومديرية حرف سفيان قد أفرجت بالمقابل يومي الخميس والجمعة عن "9" معتقلين فقط منهم "5" أمس وجميع المعتقلين التسعة ليسوا سوى مواطنيين عاديين، "4" منهم لم تكن أسرهم على علم باختطافهم من قبل عناصر التمرد، ولم يكن بين المفرج عنهم من قبل الحوثي سوى جندي واحد فقط، فيما مشائخ ووجهاء وشخصيات اجتماعية وجنود وضباط في الجيش لا يزالون مختطفين لدى المتمردين... وحسب المصادر فقد أفرجت السلطات عن "428" من معتقلي الحوثي؛ "69" من سجن قحزة بصعدة و"359" من صنعاء، مشيرة إلى أن قيادة التمرد الحوثي رفضت تسليم المعدات للدولة، إلا بعد أن استكملت تلك القيادات مراجعة كشوفات أسامي المفرج عنهم من عناصرها، لتبدأ بعد ذلك عناصر التمرد بالانتقال إلى مديرية حرف سفيان لتسليم المعدات المنهوبة، غير أن اللجنة الوطنية للإشراف على تنفيذ النقاط الست فوجئت أمس بأن ما تم تسليمه في محور سفيان من قبل المتمردين عبارة عن خردة وحديد متهالك لتسع قطع مدمرة وخارجة عن الجاهزية، تمثلت في دبابتين و3 عربات نوع "حميضة" وعربتين "همر" ومصفحة وعدد واحد ترجتال وجميعها مدمرة ومتهالكة تماماً. المصادر ذاتها أفادت ل"أخبار اليوم" أن قيادة التمرد لم تقم برفع أي نقطة من النقاط التي تسيطر عليها عناصرها، كما أنها لم تنهِ المتاريس ولم تقم بإخلاء المباني والمنشآت الحكومية التي استولت عليها.. وأضافت المصادر أنه لدى فحص اللجنة الوطنية بمحور صعدة للمعدات التي تم تسليمها وجدت أنها ليست أفضل حالاً من الخردة التي تسلمتها بسفيان؛ وتسلمت اللجنة عدداً من القطع المتهالكة وهي: 3 دبابات مدمرة وعربة نوع "بي إم بي" و7 شاحنات "بوابير" معطبة و3 قطع من بقايا الشاحنات وعربتين "همر" وقطعتين ترجتال، جميعها معطبة وخارجة عن الجاهزية بحسب تأكيد المصادر. ولفتت المصادر إلى أن اللجنة الوطنية لتنفيذ النقاط لم تتمكن من الوصول إلى الملاحيظ نظراً لسوء الأحوال الجوية "الطقس". وفي سياق متصل قالت مصادر محلية في صعدة إنه تم نقل معتقلي الحوثي من صنعاء إلى مطار صعدة على متن سبع طائرات نوع " أنت نوف"، ليتم نقلهم إلى مكتب الشباب والرياضة بصعدة لمطابقة الأسماء على متن 20 باصاً بمعية اللجنة القطرية وممثل الحوثي ومحافظ صعدة طه هاجر، حيث تم إطلاقهم مباشرة فور وصولهم ونقلهم في باصات جماعية إلى ضحيان، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن طائرة عسكرية قامت منذ صباح أمس الجمعة بسبع رحلات من صنعاء إلى صعدة لنقل المعتقلين. ولم يصدر أي من الحوثيين أو السلطة أي بيانات بشأن العملية التي يعتقد أنه تم الإنتهاء منها والتي تأتي في ضمن مفاوضات تمت في صنعاء هذا الأسبوع بين السلطة والحوثيين برعاية قطرية ترأسها السفير القطري بصنعاء. وأشارت المصادر إلى أن من بين المفرج عنهم أشخاص صدرت ضدهم أحكام قضائية وأخوان لقائد التمرد الحوثي عبدالملك الحوثي، مؤكدة أن هذه العملية تأتي استئنافاً لتنفيذ اتفاق الدوحة الأخير الموقع بين الجانبين، بعد توقفه منذ عيد الأضحى المنصرم. وكانت اللجنة القطرية قد قامت في الأسابيع الماضية بجولة من المباحثات مع كبار مسؤولي الدولة، منها زيارة اللجنة للرئيس في عدن عقب زيارة نائب الرئيس الإيراني المهندس/ حميد رضائي.. وكان السفير القطري قد وصل إلى صعدة لعقد مباحثات أحادية مع قادة التمرد في الأيام الماضية عقب عودة اللجنة من لقاء الرئيس في عدن والتقت ممثل الحوثي في اللجنة يوسف الفيشي في منزله وعلي ناصر قرشة "الوسيط" واستمرت لمدة يوم، انتهت بنقل ممثلي عناصر التمرد إلى صنعاء.. وكانت جلسة عقدت يوم أمس الأربعاء بمنزل رئيس اللجنة الوطنية العميد/ علي بن علي القيسي وبحضور اللجنة القطرية وممثل الحوثي ومحافظ صعدة طه هاجر، وأسفرت حسب مصادر مطلعة عن الإفراج عن معتقلي عناصر التمرد. وعلمت الصحيفة من مصادر وثيقة الإطلاع بأن عملية الإفراج تأتي ضمن صفقة سرية يتم تنفيذها على مرحلتين، تمثلت المرحلة الأولى بمشاركة عناصر التمرد في الانتخابات النيابية القادمة بمرشحين مقبولين من الطرفين في الدوائر التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما اكتفت المصادر بالإشارة إلى أن المرحلة الثانية سيتم تنفيذها عقب إجراء الانتخابات النيابية في أبريل القادم دون الإشارة إلى محتوياتها. هذا وقوبلت عملية الإفراج باستياء واسع من قبل عدد من المشائخ والوجهاء الشخصيات الاجتماعية وأعضاء السلطة المحلية في مديريات محافظة صعدة ، والقادة الأمنيين والعسكريين، خصوصاً أن دون إفراج عناصر التمرد لم تقم بالإفراج عن المختطفين لديها من المدنيين والعسكريين، مؤكدين أن هذه العملية سيتحمل مسؤوليتها كل من عمل وسعى فيها.