سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المؤرخ الكميم :اعتماد المؤرخين على التوراة وكتب اليونان والرومان شوه تاريخ اليمن القديم في محاضرته "لماذا لم يكتب تاريخ اليمن القديم العظيم على حقيقته" بمنارات ..
نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" ندوة عن تاريخ اليمن، شارك فيها عدد من المؤرخين والأكاديميين. وقال المؤرخ عبدالله الكميم في محاضرة له في الندوة بعنوان " لماذا لم يكتب تاريخ اليمن القديم العظيم على حقيقته؟! (الأغلال ورؤوس الشياطين)" إن تاريخ اليمن القديم (تاريخ عاد وثمود) تعرض إلى كل أنواع التجاهل والتشكك والمحق والتلوث منذ ما قبل عصر صدر الإسلام, وأن التركيز والعداء زاد بعد ذلك إلى يومنا هذا وسيستمر إلى ما شاء الله". وأضاف الكميم :"إن التجاهل والتشكك في تاريخ اليمن سيستمر حتى يعاد الاعتبار لهذا التاريخ العظيم بكتابته كما كان وكما هو في واقعه الموضوعي وفي كتاب الله العظيم ووعي الشعب اليمني –العربي- عبر الدهور وفق أحدث النظريات العلمية التاريخية الحديثة". وأشار المؤرخ الكميم إلى أهم العوامل والأسباب التي حالت دون كتابة تاريخ اليمن القديم العظيم, أبرزها" اعتماد المؤرخين على التوراة المزيفة رغم خلوها من ذكر عاد وثمود وتشويه تاريخ ما بعدهما, الاعتماد على ما كتبه اليونان والرومان عن تاريخ اليمن، رغم أنهم كتبوه عن بعد ومبتسراً ومشوهاً, الخلاف بين الجين القحطاني والعدناني, إلى جانب القول بأن عادا أو ثمود وأمن الأمم البائدة, وبأن الإسلام يهدم ما قبله وفهمه الخاطئ, وبأن العرب كلهم من ولد إسماعيل,بالإضافة إلى انشغال علماء ومؤرخي اليمن بتراث الإسلام وأعمال الفتوحات, وعدم رجوع المؤرخين إلى القرآن الكريم بما يكفي, ونتائج اجتماعات سقيفة بني ساعده بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وسلم)". وأستعرض الكميم بعض الأمثلة التي توضح مدى الاستهتار والاستخفاف بتاريخ اليمن العظيم, كما أوردها الجهابذة الكبار, كاليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وابن كثير صاحب البداية والنهاية المتوفي عام 774 هجرية, من خلال نظرتهم إلى تلك الحضارات الأقدم والأعظم في تاريخ الأمم, منوهاً بأن مواقف هؤلاء وهم كل المؤرخين العرب ويمثلون جل المؤرخين, شكلت أقسى ضربة وجهت لذلك التاريخ الأمجد لم يبرأ منها. ونوه بأن كتب التراث اليمني تضم مئات القصائد الشعرية التي تتعرض لهذا التاريخ بالوصف والإشادة والتمجيد والافتخار. وأوضح أن اعتماد المؤرخين على التوراة كمصدر أساسي لتاريخ اليمن القديم، مثل نكبة لهذا التاريخ, كونها لم تأت إلا بما يسيء إليه، رغبة من اليهود بأن يكون تاريخهم هو الأعظم والأقدم, وتاريخ ما عداهم دون مستوى تاريخهم مهما كانت عظمته وقدمه. وأكد الكميم أن الاعتماد على كتابات الرومان واليونان (الإغريق) مثل نكبة أخرى, بدليل أنهم كتبوا معظم ما كتبوه في مكتبة الإسكندرية من خلال السماع أو ما توافر لهم من مصادر مكتوبة ,مضيفا: "لم تكن اليمن في نطاق اهتمامهم، كونها تقع خارج منطقة الحضارات أو منطقة الشرق الأدنى القديم كما زعموا, والخرائط التي وضعوها للمنطقة حينها خير دليل على هذا، فقد كانت خالية من اليمن, والمؤسف أن معظم المؤرخين العرب المحدثين اعتمدوا تلك الخرائط في مؤلفاتهم دونما رؤية, وعليه فإن حضارات الشرق الأدنى القديم لا تشمل إلا العراق والشام ومصر ولا تشمل اليمن, واستبعاد اليمن من هذه الخرائط دليل قاطع على أن تاريخ اليمن لم يكتب بعد وأن الغرب لم يعرفو ا تاريخهم الحقيقي حتى الآن".