خلص المؤرخ اليمني الدكتور عبدالله الكميم في محاضرته التي ألقاها أمس الأول بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) بعنوان " التاريخ اليمني القديم وإشكالياته " الى تحديد ثلاث عشرة اشكالية في كتابة تاريخ اليمن القديم. وأوضح الكميم ان ابرز تلك الإشكاليات تتمثل في اعتماد الكثير من المؤرخين القدامىوالمحدثين على ما ورد في التوراة المزيفة عن تاريخ اليمن القديم، بالإضافة الى ضآلة واضطراب كتابات اليونانيين والرومانيين عن تاريخ اليمن ومبالغات من نقل عنهم وعدم الاعتماد او الرجوع الى القرآن الكريم بما يكفي باعتباره أهم مرجع عن تاريخ اليمن وتاريخ عاد بالذات . مشيراً إلى تأثر وخضوع الكثير من المؤرخين في بداية عصر التدوين لآراء الفقهاء والمحدثين الذين يرون في ذلك تمجيداً للمشركين فضلاً عن الاستخفاف بالمصادر اليمنية القديمة المكتوبة وإهمالها . داعياً إلى عدم الركون إلى ما كتبه المكتشفون والمستشرقون وما قدموا من معلومات واعتبارها مسلمات علمية واعتبار عاداً وثمود من الأمم البائدة في حين إنهما أمتان باقيتان بنص القرآن، معتبراً عدم الركون على الكادر اليمني في عمليات الإدارة والبحث والتنقيب إشكالية أخرى. وأضاف المحاضر إلى تلك الإشكاليات ما اعتبره استمرار في إتباع الطرق والمناهج والمفاهيم الخاطئة المتبعة في كتابة تاريخ اليمن المشوه والعمل على نشرها عبر أجهزة الإعلام والثقافة والتربية المختلفة حتى صارت جزء من وعي المجتمع العام .. ملفتاً إلى الآثار السيئة الناجمة عن الكتابة بدون علم أو شعور بالمسؤولية والصراعات غير المسؤولة فضلاً عن التنافس والنفاسة . وأستشهد الدكتور الكميم خلال تتبعه مراحل تاريخ الحضارة اليمنية القديمة بعدد من النصوص القرآنية الدالة على إنها أول حضارة عرفتها الأرض، الى جانب كتابات العديد من العلماء والمستشرقين والشواهد العلمية الموضوعية القائمة على ذلك . معبراً عن قناعته بان اليمن هي المهد الأول للرسالات السماوية وان نبي الله نوح عاش في هذه الأرض، مدللاً على ذلك بالأسماء التسعة التي أوردها سفر التكوين كذرية الإنسان بين أبونا آدم ونبي الله نوح والتي تبين أنها أسماء عشائر مازالت لها بقية في اليمن فضلاً عن ان قبيلة نوح من كبريات قبائل البادية في حضرموت ويتصل نسبها بحمير.