قال لها.. طوال عشرتي معك وأنتِ بعيدة عني قلباً وقالباً.. كنتِ امرأة محنطة ميتة العواطف. فأنت جميلة.. نعم.. لا أنكر، ولكن مجرد صورة جميلة بحاجة إلى برواز فعشت معك حياة بلا نبض حتى جعلتني في النهاية رجلاً بلا قلب وبلا إحساس، كم حاولت أن أخرجك مما أنت فيه بكل الطرق.. وأن أجتذبك من صمتك القاتل وكنت كلما كلمتك أزدت غموضاً. اعترفت لك بكل أمانة عن إرهاقي وتعبي، شكوت لك في معاناتي وحدتثك بصدق عن إهمالك وعبوسك الدائم لي وصارحتك بأنه سيأتي اليوم الذي سأتركك فيه وأتلاشى من حياتك.. ولكني كنت أتراجع ومع ذلك لن تعيري أي اهتمام لكلامي.. كم أخبرتك بأنه إذا بقي الحال على ما هو عليه وتماديت في تحركك وجمودك ولم تتجاوبي معي سيأتي اليوم الذي ينفذ فيه صبري ويتجاوز غضبي حدود قدراتي المعتادة وسيحدث ما تندمين عليه طوال حياتك.. فقد تحملت الكثير من المعاناة في سبيل أن أجنب نفسي الوقوع في عالم مجهول العواقب.. فكان صدى كلامي ونصائحي وتهديدي يعود إلي.. وبقيتِ أنت كما أنتِ ولم تتغيري، حتى حدث ما حرك المياه الراكدة وهز الأرض اليابسة، وأنطق لسانك كل ذلك في اليوم الذي قررت فيه الزواج بأخرى وكنت أول شخص أخبره بقراري على اعتبار أن ذلك من حقك وحتى أمنحك الفرصة لتقرري مصيرك.. نطقت وتحركت لسانك وتحدثت لساعات وساعات وتكلمت ويا ليتك لم تفعلي.. يا ليتك بقيت صامته فقد اتهمتيني بالأنانية وبأني إنسان مخادع وكنت أدعي بأني أحبك.. ربما كنت على حق فأنا كنت ضعيفاً تجاه حبك.. أقول كنت.. أما الآن فليس من حقك أن تسأليني إذا مازلت أحبك. فالحب الصادق يا عزيزتي يأتي عليه يوم ويموت إذا لم يترجم لأقوال وأفعال، فقد مضت رحلتي معك بسرعة البرق نحو النهاية وبسببك لم أتمكن من الشعور بالاستقرار والراحة التي يطمح إليها كل زوج ولم تهتمي يوماً بأن تداوي جراح نفسك ولم تكن لديك الرغبة بالاحتفاظ بي.. الآن تغيرت بعد فوات الأوان.