أكد مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن الدكتور/ علي نوري زادة، وجود أزمة حقيقية في العلاقات بين العالم العربي وإيران، وصلت إلى قمتها بعد أحداث لبنان ومحاولة حزب الله السيطرة على بيروت الغربية وشمال لبنان وجنوبه، وتدخلها السلبي في العراق وبعض الدول العربية. وقال زادة في حوار خاص ل "الحقيقة الدولية" إن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء في علاقاتها مع العالم العربي، فهناك تدخل إيراني في الشؤون التي كان يرى العرب أنها شؤون داخلية مثل القضية الفلسطينية، ورغم تدخل تركيا في تلك القضية، إلا أن تدخلها مقبول، لأنه يهدف إلى تسهيل التسوية وتسهيل إقامة دولة فلسطينية، بينما إيران تدعم القضية الفلسطينية من أجل تحقيق مصالحها الخاصة فهي لا تريد إقامة دولة فلسطينية كما تزعم ولكنها تريد استغلال تلك القضية لكسب الشارع العربي وتعزيز دورها في المنطقة بدلاً من التعاون مع الأنظمة. وأضاف أن هناك قلقاً عربياً من إمكانية انتصار القوى المتحالفة مع إيران في الانتخابات اللبنانية المقبلة. وأوضح أن إيران أخطأت بتبنيها سياسة معادية لمصر رغم أن العلاقات المصرية – الإيرانية شهدت أجواءً إيجابية في عصر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، إلا أن تلك العلاقات تدهورت في عصر احمدي نجاد، لأن الدور الإيراني أصبح يتحدى الدور المصري وخاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية والتي تعتبرها مصر قضية حيوية بالنسبة لأمنها القومي. وبين أن الخلاف المصري الإيراني أكبر من قضية حزب الله التي تم اكتشافها أخيراً، وأن التدهور في العلاقات المصرية – الإيرانية يعود لتدخل مرشد الثورة الإيرانية والذي أفسد عودة العلاقات المصرية الإيرانية بعد أن تم الاتفاق بين الرئيس مبارك وخاتمي على عودة هذه العلاقات. وأشار إلى أن العلاقات العربية الإيرانية لن تعود إلى سابق عهدها طالما بقي علي خامنئي (مرشد الثورة) يتحكم في الأمور. ولفت زادة إلى أن أي زيارة للأمين العام لجامعة الدول العربية إلى إيران لن تحقق أي نتيجة، وسوف تكون زيارة بروتوكولية يتم خلالها تبادل الصور فقط، لأن هناك اختلافاًً في الأهداف والمسارات بين الدول العربية وإيران. ودعا إلى إجراء حوار عربي إيراني ليس فقط على المستوى الرسمي ولكن أيضاً على المستوى الشعبي، كما دعا إلى رفض جميع الدعوات التي تسعى إلى توتير العلاقات بين الطرفين.