اعتبر أكبر هاشمى رافسنجانى رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران أنه من الضروري وجود زعيم ديني في مصر "كالخميني" الذي قاد الثورة الإيرانية بداية ثمانينيات القرن الماضي، حتى لا يذهب الديكتاتور وتبقى الديكتاتورية كما حدث في تونس. وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة "جمهوري إسلامي" الفارسية يوم الخميس الماضي أن "حركات الانتفاضة التي وقعت في تونس ومصر واليمن والأردن تشبه إلى حد ما الثورة الإيرانية في عهد شاه إيران، ففي هذه البلاد يتم توريث الحكم سواءً كانت مملكة أو جمهورية، وحكامها ديكتاتوريون كما كان شاه إيران، وشعوبهم مسلمة وبالتأكيد هناك دوافع دينية، إلا أنهم يمتنعون عن الإعلان عن أنهم يكافحون من أجل الدين، لكن النزعات الدينية بالتأكيد موجودة في جزء كبير من شعب مصر وتونس وهى عامل مهم في هذه الانتفاضات" حد قوله، معتبراً أن ما حدث في مصر وتونس هو "إحياء موجة وصلت إلى دول المنطقة بعد الثورة الإسلامية في إيران، إلا أنها ظلت لفترة غائبة". وتابع: "يجب أن يحذر الشعب المصري كي لا تبقى مصر مثل تونس يذهب منها ديكتاتور وتبقى الديكتاتورية فيها، ولو كان لمصر زعيم لانتصرت ثورتها". وكان النظام الإيراني قد أغضب المتظاهرين المصريين عندما أعلن أن الثورة المصرية مستلهمة من الثورة الإيرانية، ما دفع المصريين إلى الهتاف في ميدان التحرير ضد النظام الإيراني الذي قام هو الآخر بقمع المظاهرات الاحتجاجية ضد تزوير الانتخابات عام 2009، ورداً على علي خامنئي مرشد الجمهورية الإيرانية الذي قال في خطبة الجمعة الماضية تعليقاً على الاحتجاجات في مصر إن ما يجرى في مصر مستلهم من الثورة الإيرانية ، حيث تهكم المتظاهرون في قلب العاصمة المصرية على تصريحات خامنئي، حيث قال متحدث أمام المتظاهرين: "مصر لا يمكن أن تكون إيران أخرى.. لن تحكمنا ديكتاتورية دينية كما في إيران"، مضيفاً أن "على هؤلاء أن ينظروا إلى ما يجري في بلادهم من ظلم وديكتاتورية". وتابع أن "هناك من يحاول استغلال ما يجرى في مصر لتحقيق مكاسب خاصة به، لكن المصريين جميعاً لن يسمحوا بذلك". وشدد المتظاهرون على أن "المصريين لا يستلهمون ثورتهم من أحد بل هم من يستلهم العالم منهم". ونكاية في النظام الإيراني قال متظاهرون إنهم على اتصال بالمعارضة الإيرانية التي سعت إلى إسقاط نظام الملالي في إيران والذي يقوده خامنئي نفسه. وعلى صعيد آخر ذكر موقع ( شبكة الدفاع عن السنة ) أن آلاف الشباب المصريين المعتصمين في ميدان التحرير دعوا إلى التضامن مع الشعب الإيراني الذي يواجه أبشع صور الديكتاتورية والظلم والفساد. وقال المعتصمون, في بيان حمل عنوان "من أحرار مصر إلى أحرار إيران", "أيها المصريون العظماء, يا أبناء الحضارة الفرعونية التي نشرت النور بالعالم، لقد حاول البعض سرقة ثورتكم وخرج علينا السفاح (المرشد الأعلى في إيران علي) خامنئي وتابعه (الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله للإساءة إلى ثورتكم والوقيعة بين نسيج الأمة بالحديث عن ثورة إسلامية لسلخ إخواننا الأقباط عن ثورتنا". وأضاف البيان "إن الشعب المصري العظيم يدرك هذه الأهداف الخبيثة لنشر الفوضى والشقاق بمصر, وشعبنا الذي قام بأروع وأشرف ثورة بالتاريخ لن يدع الفرصة لمثل هؤلاء لسرقة ثورتنا المستمرة حتى التغيير الديمقراطي الشامل وصولاً لدولة مدنية حضارية تنير الشرق الأوسط برمته كما كانت مصر دائماً". وأشار إلى أن قادة وأعضاء "الثورة الخضراء" في إيران قرروا تنظيم تظاهرة للتضامن مع الشعب المصري, داعياً المصريين إلى أن يردوا الجميل ل"هؤلاء الشرفاء بالتضامن مع الشعب الإيراني الذي يعاني الديكتاتورية والظلم والفساد, وقتل جيش الملالي المئات منه بتعليمات من السفاح خامنئي عندما ثاروا ضد الظلم في ثورة بيضاء احتجاجاً على تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح الديكتاتور (الرئيس محمود أحمدي) نجاد. ودعا البيان الذي وقع باسم "اللجنة الشعبية المصرية للتضامن مع انتفاضة الشعب الإيراني" إلى تنظيم مظاهرة سلمية رمزية بشارع رفاعة بالدقي للتضامن مع الشعب الإيراني.