يبدو أن على حسان النادي الابيني الشهير أن يسير في طريق المجهول ، وعلى أنصاره أن يتوقعون ماهو اسواء في أوضاع ناديهم الذي يعشقوه ويرون فيه سفيرا في ممرات التنافس الرياضي مع كبار القوم .. فصول المشهد الحساني مازالت تتواصل وتصب حسرتها على منتسبي النادي وخصوا لاعبيه في شتى الألعاب وخصوصا كرة القدم واجهة الكيان الأحمر وعنوانه الأبرز على الدوام . فمصائب حسان التي تتوالى على بسبب انعدام المال مسير الأنشطة في هذا الزمن الرياضي الجديد ، لم تجد ادوار جهات بعينها لتنهي مسلسلها الدائم والذي طالت حلقاته واختارت لنفسها عناوين مختلفة في كل إطلالة جديدة . مشكلة حسان ليست وليدة اليوم أو قبل شهر أو حتى عام ، وإنما قد مر عليها الكثير من السنوات وسبق أن عصفت بفريق كرة القدم الى دهاليز دوري الثانية في مناسبتين عاد من آخرها في الموسم الماضي بأمنيات اللاعودة إليها ...غير أن تلك الأمنيات تبدو في مهب الريح وبعيدة عن المتناول في ظل حالة اللامبالاة التي يتعامل بها مكتب الشباب والرياضة والسلطة المحلية والتي انضمت الى قائمة المتفرجين والاكتفاء بالمشاهدة لحال النادي العريق ممثل المحافظة الأبرز في الأنشطة الرياضة ومنافساتها . قبل أسابيع من اليوم كان المشهد الحساني يأتي بلجنة مؤقتة لترتيب الوضع المنهار ، برئاسة د. محمد احمد قشاش والذي يجمع على نزاهته وحسن خلقه وقدرته على التعامل مع الأمور من زاوية جيدة لاعادة ما أمكن في أروقة النادي الكبير .. الاختيار لقشاش ولجنته جاء من خلال تحرك من مستويات عليا رأت فيه النموذج لمثل هذه المواعيد .. وحين جاء قشاش برفقة مجموعة جيدة اختارها بالتشاور مع مكتب الشباب .. كان الجميع ينتظر حراك شامل من قبل كل الجهات التي دقت الصدور أنها شريكة في المهمة الصعبة للرجل ومن معه .. ومع مرور الأيام الأولى من تسلم المهمة وبينما الجميع يترقب كانت الأمور والمعطيات تذهب في اتجاه بعيد باعتذار عدد من المجموعة المختارة .. ليبقى الأمر في اتجاه مجهول كان فيه قشاش يحاول بما أمكن إبقاء الأمر في المتناول وترميم شيئا على مداميك النادي لينال أدنى مستويات الاستقرار وشيئا فشيئا ومع غياب الدعم وتهرب الجهات التي وعدت بالمساندة والحضور وتوفير متطلبات المرحلة واكتفاء أطراف السلطة في لمحافظة بالفرجة ، كانت اللجنة المؤقتة تجد نفسها على مفترق طرق باتجاهين كلا منهما أصعب من الآخر ، خصوصا بعد أن دخلت أوضاع النادي في اتجاه جديد مثلته عصيان لاعبي كرة القدم والطائرة ممثلي النادي في دوري النخبة ، عن التدريب ردا على غياب مستحقاتهم المالية لشهور . آخر المشاهد في البيت الحساني وحسب مصادر مقربة أن رئيس النادي الذي وجد نفسه وحيدا امام متطلبات متزايدة وأوضاع تنهار من يوم الى آخر قد انهار هو الآخر وأصبح على وشك تقديم الاستقالة لمكتب الشباب والرياضة في المحافظة ، وهو مايزيد محنه ويضعه في مسار المجهول في قادم الأيام منذرا بكارثة حقيقة ستصيب النادي وشبابه وألعابه
