أكد الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني – رئيس جامعة الإيمان عضو جمعية علماء اليمن- أنه لا يوجد أشد من العلماء من توعدهم الله باللعن والطرد من رحمته إن أخروا بيانهم ورؤيتهم للأمة وقت الحاجة، لأن الله أخذ منهم الميثاق. وأوضح - في كلمته التي ألقاها في اللقاء الذي جمع مجموعة من علماء اليمن بفخامة رئيس الجمهورية يوم أمس- أنه كان يتمنى أن يتم هذا الجمع واللقاء قبل أن تتطور الأحداث وتصل إلى هذه المرحلة وقبل أن تأتي الحاجة إليه.. وأشار الشيخ/ الزنداني إلى أن آخر ما صدر عن هيئة علماء اليمن موقفهم من مؤتمر لندن الذي أعلنوا فيه الجهاد في حال جاء أو دخل إلى اليمن أي جندي أجبني، الأمر الذي دفع إلى تحول مؤتمر لندن الذي كان مقرراً أن يعقد على مدى يومين إلى جلسة مدتها ساعتين ويخرج بعد ذلك الناطق باسم الحكومة البريطانية ليؤكد لعلماء اليمن أنهم لا يسعون لاحتلال اليمن. وأردف الشيخ/ الزنداني قائلاً: اجتمع علماء اليمن قبل أحداث تونس وعندما كانوا يصلون إلى صيغة بيان محددة وإذا بالأحداث تتجاوز ما يطرح في البيان، فيضطر العلماء إلى إعادة تدارس الوضع عدة مرات إلى أن وصلوا إلى بيان أوجز فيه العلماء رؤيتهم لما يحدث، ذاكراً بأنه سأل الرئيس إذا كان لا يمانع أن يفصل ما جاء في البيان لكي يحدد خطاً للبيان يجمع فيه العلماء آرائهم على قواعد كلية ومسائل ثابتة يحتاج إليها الناس، وقد تم ذلك وعقد مؤتمر صحفي حضر فيه مجموعة كبيرة من علماء اليمن من مختلف المحافظات، لكن الأمر انتهى إلى بيان فقط. وتابع: اليوم المسائل تحتاج إلى بيان وخطط وبرامج عملية تعالج الداء وتحاول أن تقارب وجهات النظر وأن تحل الإشكال وأن تجمع الشمل، داعياً إلى اتعاظ الجميع مما يدور حولنا، مستدركاً بالقول "السعيد من اتعظ بغيره". وأضاف الشيخ/ الزنداني: رأينا أن يتم هذا بأشياء محددة وبرامج معلنة وطلبنا من الأخ/ الرئيس مقابلته مع مجموعة من علماء المرجعية واتفقنا على نقاط محددة تمثلت في الآتي:- - سحب قانون الانتخابات والاستفتاء وإعادته لمجلس النواب لإقراره بالتوافق. - سحب مشروع التعديلات الدستورية المنظورة حالياً أمام مجلس النواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية لإجراء التعديلات الدستورية بالتوافق. - تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتوافق. - إحالة الفاسدين إلى القضاء وسرعة البت في قضايا الفساد المنظورة أمام القضاء. - إطلاق أي سجين ممن لم يثبت إدانته أو لم يكن له قضايا منظورة أمام القضاء. - يتم اختيار خمسة قضاة يقوم كل طرف باختيار اثنين منهم والخامس يتم اختياره من لجنة العلماء المرجعية أو بالتوافق بين القضاة الأربعة وذلك للفصل في النزاع القائم بين أطراف العمل السياسي. - إيقاف الحملات الإعلامية والمهاترات والتحريض وذلك بما يهيئ الأجواء لإنجاح الحوار الوطني. - إيقاف المظاهرات والإعتصامات وبما يكفل إزالة أعمال الفوضى والتخريب والاحتقان في الشارع ومن كل الأطراف. وقال إن الرئيس طلب منهم إضافة النقطة الثامنة الخاصة بإيقاف المظاهرات والاعتصامات، منوهاً إلى أن العلماء أكدوا لرئيس الجمهورية أنه ليس بمقدورهم ولا بمقدور أحداً أن يمنع أحد من التظاهر والاعتصام، فهو حق كفله الدستور ولا يمكن منعه إلا بعد تعديل الدستور، كون الدستور يعطي للمواطن حق الاعتصام مادام عمله سلمياً، فاقترح الرئيس علينا إضافتها على أن يتم عرضها مع بقية النقاط على المعارضة إذا أرادوا أن يضيفوا إليها شيئاً آخر. وأضاف الزنداني أنهم توجهوا بعد ذلك إلى أحزاب اللقاء المشترك وطرحوا عليهم هذه النقاط كمبادرة وجلسوا معهم فأراد بعض العلماء مناقشتهم، إلا أن أحزاب اللقاء المشترك لم تقبل ذلك، كون العلماء أتوا إلى المشترك بنقاط محددة ويريدون الرد عليها، لذا طلبوا مهلة إلى السبت ليتم الرد عليها، إلا أن ذلك لم يتم بحجة أن هناك تطورات وطوارئ حدثت في الساحة شغلت المشترك عن استكمال مناقشة تلك المبادرة وطلبوا مهلة إلى عصر أمس الأول الأحد إلا أن ذلك لم يتم أيضاً، كون العلماء واصلوا اجتماعهم لتدارس الوضع وسيواصلون جلساتهم اليوم أيضاً، مشيراً إلى أن التواصل مع المعارضة تم عبر الشيخ/ صادق بن عبدالله الأحمر. وأكد الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني أنهم أبلغوا المعارضة أنهم لا يريدون ورقة مكتوبة وإنما يريدون الجلوس للتحاور معهم، موضحاً أن ما يدور في البلاد يعني الجميع وأنه من واجب العلماء أن يجتمعوا ويناقشوا ما يدور في البلاد ويبينوا رأيهم فيه، منوهاً إلى أن هناك عدة أمور لا يستطيع السكوت عنها أولها: إباحة الدماء، فلابد أن تصان الدماء وان يدان كل من يجرؤ على سفك دماء المسلمين سواء من الجيش والأمن أو من المتظاهرين والمعتصمين.. الأمر الثاني: أنه في حال قام المتظاهرون أو المعتصمون بالتوجه والتواجد في كان معين فهم أحق به وإذا جاءت مظاهرة أخرى تريد أن تتواجد في نفس المكان فلابد أن يتم منعها حتى لا تكون سبباً لإراقة الدماء.. الأمر الثالث: أكد الزنداني أنهم كعلماء لا يريدون أن يكون حال اليمن كحال بعض الدول التي تقع على أرضها اليوم أحداث عظيمة وعلى وجه الخصوص ليبيا، مؤكدين أنهم يريدون أيضاً أن تتجلى الحكمة اليمنية وأن يعتبر الجميع الحوار والتفاهم هو الطريق الأسلم وأن يتفق الجميع على أن الشعب هو صاحب السلطة وأنه يحق له أن يختار ممثليه بانتخابات حرة ونزيهة. وأوصى الزنداني رئيس الجمهورية في ختام كلمته بالقول: نوصي الرئيس الذي رأيناه واسع الصدر ورأيناه في أشد الظروف أشد ما يكون واعياً وعاقلاً -بأن يتخذ عدداً من الإجراءات والخطوات التي تنقذ الشعب اليمني وتمنع من أن يسيروا إلى طريق الدمار . وطالب الزنداني المعارضة باستشعار المسؤولية العظيمة وأن تتجه إلى كل ما من شأنه أن يسهم في حقن دماء المسلمين وأن ترجع الأمر إلى أهله وهو الشعب اليمني صاحب السيادة.