شهدت مدينة سيئون صباح أمس الاثنين تظاهرة سلمية حاشدة لطلاب المدارس للمطالبة بإسقاط السلطة. وشارك في التظاهرة التي انطلقت من حرم ثانوية الصبان وجابت شوارع مدينة سيئون حتى السوق العام الآلاف من طلاب عدد من المدارس وطلاب الجامعات وعدد من موظفي المرافق الحكومية والقطاع الخاص , مرددين شعارات مطالبة بإسقاط السلطة . وأفاد مراسل "أخبار اليوم" بمدينة سيئون أنه كان من المقرر أن تخرج تظاهرة أمس اليوم الثلاثاء، لولا إصرار الطلاب على إقامة هذه المظاهرات صباح أمس، بعد أن قام رجال الأمن بالقبض على عدد من طلاب الثانوية أثناء المظاهرات التي شهدتها مدينة سيئون مساء الأحد الماضي وبالتحديد في حي السحيل. وأضاف المراسل أن أفراد الأمن حاولوا تفريق التظاهرة بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وكذلك قنابل مسيلة للدموع، إلا أن المتظاهرين واصلوا المسيرة إلى قصر سيئون، لافتاً إلى أن المتظاهرين اعتصموا بعد وصولهم أمام مبنى المجلس المحلي لمديرية سيئون، مطالبين بالإفراج عن جميع الطلاب المعتقلين الذين قالوا إن عددهم "7" طلاب, وكذا الإفراج عن الدراجات النارية المحجوزة لدى الأمن . وبحسب مراسل "أخبار اليوم" فقد استمر المعتصمون في ترديد الشعارات حتى تم الإفراج عن جميع الطلاب المعتقلين في السجون ومركز الشرطة ودراجاتهم النارية. وأوضح المراسل أن تظاهرة أمس لم تشهد أي إصابات خطيرة جراء إلقاء القنابل المسيلة للدموع، باستثناء بعض الإصابات الطفيفة، مشيراً إلى أن تظاهرة أمس تسببت مس أاببإغلاق جميع المحلات التجارية بالسوق العام بمدينة سيئون، تحسباً لأي تخريب قد يقوم به المتظاهرون . وأكد الطلاب المتظاهرون أن هذه التظاهرات السلمية ستستمر إلى أن تسقط السلطة وأن بقية مدارس مدينة سيئون ستلحق بهم في ساحة التظاهرات. وفي مدينة المكلا لم يكن المشهد مختلفاً عن سيئون، ففي الوقت الذي كانت تعقد فيه لجنة وزارية اجتماعها بمكتب وزارة التربية والتعليم بعد استقالة المدير وبحضور نائب المدير عبدون ومديري المدارس لحل المشكلات التربوية.. شهدت مدينة المكلا أمس مسيرات طلابية حاشدة خاصة في أحياء فوه، ابن سيناء والشافعي، حيث قامت مجاميع من الطلاب المعتصمين بإغلاق مداخل مجمع فوه التعليمي ومحاصرة المدير العام لمديرية مدينة المكلا سالم صالح عبدالحق، الذي كان موجوداً بالمصادفة في مكان التظاهرة. وأفاد شهود عيان لمراسل ( أخبار اليوم ) أن ساحة الحرية شهدت خروج طالبات ثانوية الميناء إلى خيمة المعتصمين بالدلة ، مرددات شعارات مطالبة بإسقاط السلطة، إلى جانب المطالبة بإصلاح الوضع التربوي وإقالة نائب مدير التربية ومحاسبته والمدير العام الذي قدم استقالته واستعادة قيمة السيارات التي أُخذت من بند صيانة المدارس. وفي هذا السياق اجتمع محافظ المحافظة صباح أمس بممثلي طلاب ثانوية ابن شهاب للاستماع إلى همومهم ومشاكلهم، وقد عرضوها كما نشرتها (أخبار اليوم) في عددها الصادر يوم أمس مؤكدين استمرارهم في مسيراتهم الاحتجاجية السلمية حتى يتم تحقيق مطالبهم. وعلمت ( أخبار اليوم ) أنه قد نوقش في الاجتماع مع اللجنة الوزارية موضوع تعليق الدراسة لعدة أيام حتى يتم إجراء بعض المعالجات السريعة ليرى الطلاب ذلك على الواقع الملموس، إلا أن اللجنة ونائب المدير العام اعتبروا ذلك من صلاحيات السلطة المحلية، في حين قامت بعض المدارس الخاصة بتعليق الدراسة فيها لعدة أيام، إلى جانب معهد حضرموت للعلوم الصحية. وفي هذه الأثناء خرجت مسيرات طلابية حاشدة بمديريات الشحر وغيل باوزير، مطالبين بإسقاط السلطة وإجراء الإصلاحات التربوية ومعاقبة المفسدين دون الاكتفاء بإقالتهم. وارتدى المتظاهرون في مديرية غيل باوزير الشارة السوداء حداداً على روح الفقيد المهندس/ باشطح مدير كهرباء المنطقة الأولى بعدن الذي قتل يوم السبت الماضي، وهو من أبناء مديرية غيل باوزير وتم الإعلان عن تعليق الدراسة بالمديريتين. وعلى صعيد آخر شهدت أحياء العمال وأكتوبر وفوه والشافعي منذ عصر أمس وحتى بعد صلاة العشاء مشادات بين بعض المتظاهرين وجنود الأمن الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وقد قامت مجاميع من المتظاهرين بإحراق الإطارات وسد الطرقات لمنع تعقب الجنود لهم، وشوهد حريق كبير في حي الشافعي بفوه ومرور سيارات الإطفاء لإخماد ألسنة اللهب التي أخذت في التصاعد. جدير بالذكر أن مجاميع من المتظاهرين قاموا يوم أمس الأول بمحاصرة وضرب مدنياً كان يحمل السلاح ويطلق الأعيرة النارية في الهواء لاستفزازهم، وسلبوه سلاحه.