خرج الآلاف من المواطنين في تظاهرتين منفصلتين بمدينة المكلا محافظة حضرموت أمس الأحد احتجاجاً على مقتل الطالب رامي بارميل برصاص الأمن أمس الأول بمديرية فوه. وانطلقت التظاهرة الأولى صباح أمس فيما خرجت تظاهرة مماثلة مساء اليوم ذاته بمشاركة الآلاف من الرجال والنساء والطلاب . ورفع المشاركون في التظاهرتين اللتين انطلقتا من ساحة الحرية بالمدينة صور الشهيد بارميل وعدد من المعتقلين , فيما رفع مشاركون في التظاهرتين أعلام الانفصال. وطالب المتظاهرون الذين جابوا الشارع العام بمدينة المكلا وحتى منطقة بريد المكلا بإطلاق سراح المعتقلين ومعاقبة المتسببين في إطلاق النار. وفي حي السلام بمدينة المكلا قوبلت مسيرة طلابية لأطفال من أعمار 8-15 عاماً بإطلاق الرصاص الحي في الهواء من قبل جنود الأمن المركزي لتفريق المسيرة التي نظمها الطلاب احتاجاً على قتل زميلهم بارميل. من جانبها قالت مصادر محلية أن أفراد الأمن ومجاميع ممن يسمون بالبلطجية هاجموا مساء أمس المحتجين وأطلقوا عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريقهم. وعلى خلفية مقتل الطالب بارميل الذي لقي حتفه أمس الأول برصاصة أحد جنود الأمن بحي فوه القديمة دارت مساء اليوم ذاته اشتباكات عنيفة بين عدد من المواطنين المحتجين بحي فوه وعدد من أصحاب المحلات التجارية تم خلالها تبادل إطلاق الرصاص الحي وقد أسفرت هذه الاشتباكات التي استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل عن سقوط نحو سبعة جرحى على الأقل. وفي السياق ذاته أفاد أولياء دم القتيل بارميل لمراسل ( أخبار اليوم ) أن الشاهدة في قضية مقتل رامي وهي عاملة نظافة بمستشفى المكلا للأمومة والطفولة تعرضت الساعة السادسة من صباح أمس إلى تهديد بالقتل من قبل اثنين ملثمين كانا يستقلان دراجة نارية اعترضا طريقها ولاذا بالفرار بعد صراخها وقد دخلت بعدها في غيبوبة. وأكد ذلك اثنين من جنود طاقم الحراسة بالمستشفى حيث تم أخذ أقوالهم. وأضاف أولياء الدم أن الشاهدة ذاتها كانت قد تعرضت لتهديد سابق بالقتل أمس الأول بعد الجريمة عبر الهاتف إذا أدلت بأقوالها في التحقيقات التي بدأت مباشرة حسب توجيهات محافظ المحافظة خالد الديني لمدير الأمن والبحث الجنائي. وأفاد شهود عيان لمراسل الصحيفة أنه تم رفع الأعلام السوداء منذ الصباح الباكر بحي فوه القديمة حداداً على مقتل بارميل. وفي مديرية فوه خرجت عصر أمس مسيرة احتجاجية حاشدة تجمهرت أمام مبنى امن فوه للتعبير عن استنكارهم لهذه الحادثة وقتل الأبرياء العزل، مطالبين بمحاسبة المتسببين في الحادث. وعلى خلفية الحادثة أصدر مكتب التربية والتعليم قرارا بتعليق الدراسة في محور فوه لمدة يومين لمنع تظاهرات الطلاب وخروج المسيرات وامتصاص حالة الاحتقان التي تعيشها المديرية. من جانب آخر تصاعدت ألسنة اللهب من حوش مدرسة السيدة عائشة وحتى وقت متأخر من الليل بعد أن قام محتجون برمي عبوات مشتعلة إلى حوش المدرسة , عقب إصرار مديرة المدرسة على استمرار الدراسة فيها. وقد تكرر المشهد نفسه في أحياء باجعمان والمركزي والمليشيا حيث استخدم جنود الأمن الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين أضرموا النيران بشكل مكثف وسدوا الطرقات بالحجارة وهياكل السيارات. واندلعت مصادمات وصفت بالعنيفة بين المتظاهرين وأفراد الأمن ولم تورد حتى ساعة كتابة الخبر أنباء عن جرحى أو ضحايا جراء الاشتباكات. وقال شهود عيان أن ألسنة اللهب استمرت في التصاعد حتى وقت متأخر من الليل في هذه الأحياء، وقد شوهدت عدة أطقم عسكرية منتشرة بشكل غير عادي في المنطقة. شهود عيان بحي المنقد قالوا إن جنود الأمن قاموا بإسعاف المواطن محمد الخلاقي بعد إصابته برصاصة في العمود الفقري وهو في منزله عندما كان مطلاً من نافذة منزله خلال الاشتباكات مع المحتجين. وأفاد الشهود أن الخلاقي في حالة خطرة ويرقد في غرفة الإنعاش. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس حصلت "أخبار اليوم" على معلومات تفيد بأن البحث الجنائي قد سلم الشخص الذي قام بإطلاق النار على الطالب رامي بارميل وتم احتجازه بمعسكر الثورة حتى يتم استكمال باقي التحقيقات. من جانبهم نفذ موظفو جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بالمكلا أمام رئاسة الجامعة بمنطقة فوة اعتصاماً احتجاجياً معلنين انضمامهم إلى ثورة الشباب السلمية المطالبة بتغيير النظام في اليمن. وأدان موظفو الجامعة قمع الاعتصامات والمسيرات السلمية التي تشهدها المحافظة خاصة واليمن عامة . وقال الموظفون في بيان صادر عنهم تلقت أخبار اليوم نسخة منه :"نعلن انحيازنا لثورة الشباب ودعمنا لمطالب الشعب في التغيير وإدانتنا المطلقة لكافة أشكال العنف والقمع الوحشي للمظاهرات والاعتصامات السلمية التي كفلها الدستور". وأكد الموظفون في بيانهم التصعيد من وتيرة الإضراب في الأيام المقبلة،وانضمامهم إلى ثورة الشباب السلمية،داعين أعضاء هيئة التدريس ونقابتهم بالجامعة للالتحام معهم والانخراط في ثورة الشباب. وكان الموظفون قد نفذوا إضراباً عن العمل آخرها منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع كشكل من أشكال الاحتجاج السلمي والمطالبة بالحقوق وبالذات تعديل نص المادة (106)من اللائحة التنفيذية لقانون الجامعات اليمنية التي شكلت انتقاصاً لحقوق موظفي الجامعات كمكون رئيسي ضمن مكونات الجامعة أساتذة وطلاب وطمست حقوقهم التي نص عليها التعليم العالي وأكدتها تجارب الجامعات الشقيقة والصديقة للتمتع بمزايا وخصوصية الوظيفة الجامعية.