تظاهر عشرات الآلاف من الجورجيين يتقدمهم رئيس بلادهم ميخائيل ساكاشفيلي، في العاصمة تبليسي احتجاجا على العمليات العسكرية الروسية على بلادهم، فيما بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جهوده للوساطة لإنهاء الأزمة بين البلدين. وانتقد ساكاشفيلي في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين الإجراءات الروسية، فيما رفع المتظاهرون العلم الجورجي، ونوه المصدر إلى شبه غياب الأعلام الأميركية، في إشارة إلى عدم الرضى الجورجي عن الموقف الأميركي حيال الأزمة. من جانبه أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ببداية لقائه مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف على حق روسيا بالدفاع عن مصالح الناطقين بالروسية خارج حدودها، كما شدد على ضرورة احترام وحدة وسلامة أراضي جورجيا. ورحب ساركوزي بالقرار الروسي بوقف العمليات العسكرية في جورجيا، ودعا إلى جدول زمني لعودة كل الأطراف إلى مواقعها التي تتمركز فيها قبل بدء المعارك. وكانت باريس قد اقترحت خطة سلام من ثلاث نقاط يدعمها الاتحاد الأوروبي، تقوم على احترام وحدة وسيادة أراضي جورجيا، ووقف فوري للعمليات العدائية، والعودة إلى الوضع الذي كان سائدا على الأرض قبل اندلاع المعارك، ثم الدخول في مفاوضات لإيجاد تسوية سلمية للصراع القائم بإشراف أطراف دولية. وفيما أعلنت جورجيا موافقتها على الخطة وطالبت بنشر قوات حفظ سلام، شددت روسيا على رفضها وجود قوات جورجية ضمن قوات السلام المقترحة. وفي تطور قد يؤثر كثيرا في مسار الأزمة طالب رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي إلحاق جمهوريته الانفصالية بأوسيتيا الشمالية، التي تقع جنوب غرب روسيا. وفيما قوبل القرار الروسي بوقف العمليات العسكرية بترحيب الأوروبيين، رفضت المفوضية الأوروبية دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لرحيل الرئيس الجورجي، وأكدت على لسان المتحدثة باسمها أن قادة جورجيا "منتخبون ديمقراطيا من قبل مواطني بلدهم". وكان لافروف قد أكد اليوم أن بلاده لم تعد تثق بالإدارة الجورجية الحالية، داعيا ساكاشفيلي للرحيل. ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا استثنائيا غدا الأربعاء في بروكسل لمحاولة التوصل إلى موقف موحد حول النزاع بين موسكو وتبليسي. وتنقسم دول الاتحاد بين مؤيده لخط متشدد حيال موسكو، وعلى رأس هذه الدول بولندا والسويد ودول البلطيق، وأخرى تحذر من تشكيل جبهة ضد روسيا قد تحمل موسكو على مزيد من التصلب.وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد ألغى اليوم ودون ذكر الأسباب اجتماعا طارئا في بروكسل دعت إليه موسكو على مستوى السفراء للدول الأعضاء في الناتو وروسيا، بهدف وضع هذه الدول في حقيقة مسببات وتطورات الأزمة قبل اتخاذ أي قرار.