أدى قرابة ربع مليون مصلٍ أمس صلاتي المغرب والعشاء في ساحة الحرية بمحافظة تعز ثم أدوا عقبها مباشرة صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الاحتجاجات بمختلف محافظات الجمهورية وكذا الصلاة على روح مصور الجزيرة الزميل الشهيد/ علي حسن الجابر الذي تم اغتياله في ليبيا أثناء تأديته لرسالته المهنية. وكان أمس هو الأكثر حشداً في الساحة بعد أن أنضم إليها العديد من الصحفيين العاملين في مختلف وسائل الإعلام الرسمية والأهلية ، إضافة إلى طلاب الجامعات والمدارس وأفراد من قوات الأمن والجيش الذين أعلنوا تأييدهم لمطالب الشباب والتضامن معهم حتى تحقيق كافة مطالبهم . وكانت محافظة تعز قد شهدت أمس مسيرات منظمة لعدة مجموعات من الشباب الذين طافوا معظم شوارع المحافظة والتحقوا بساحة الحرية وقبل ذلك كانت هناك محاولة لتفريقهم من قبل قوات الأمن التي أطلقت الرصاص في الهواء إلا أنها لم تتمكن من تفريقهم. وفي إطار دعم الشباب قام عدد من المواطنين ومعهم بعض التجار والمغتربين بالخارج في مديرية مقبنة بإرسال قافلة غذائية مكونة من عدة سيارات باسم المديرية إلى المعتصمين بساحة الحرية. إلى ذلك أصدر المركز الإعلامي لشباب ساحة الحرية بياناً عاجلاً إلى القوات المسلحة والأمن جاء فيه : - "إن المرتكز الأساسي الذي تشكلت على أساسه مؤسستا القوات المسلحة والأمن هو الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه وحمايته من أي تهديدات مسلحة، أكانت داخلية أو خارجية , وهي مسئولية تقع على عاتق كل اليمنيين، كونها جهاداً مفروضاً والتقاعس عنها إثم كبير وخيانة وطنية". وأضاف البيان:" إن المتعارف عليه أن المؤسستين العسكرية والأمنية ذات طابع وطني يجب عليهما الحيادية والابتعاد عن النزاعات السياسية والولاءات الحزبية والمناطقية والعشائرية والمذهبية أو أي صراعات أو ولاءات ضيقة تخرجهما عن حماية الوطن والمواطن وصون وحدته وحراسة ثروته , علاوة عن الحفاظ على قيمه وثوابته الوطنية". وتابع البيان:" إن الظروف السياسية التي تمر بها اليمن في وقتها الراهن تتطلب من هاتين المؤسستين تجنب هذا الصراع والذي وإن كان دستورياً كما تدعي القوى المتسلطة عليه فإن الشرعية الشعبية هي أعلى وأسمى الشرعيات الدستورية وهي ما تتوجب حمايتها , خاصة وأن الشرعية الجارية مزورة ومزيفة وقد تحولت إلى فردية وقروية ووراثية متشابكة ". وأردف البيان:"أما ما يتعلق بالوحدة فقد عملت السلطة على تكريس واقع الفردية من خلال التفافها على اتفاقيات الوحدة ورسم صورة واضحة للمؤسستين العسكرية والأمنية من خلال تربع الأبناء والأقارب على القيادات العسكرية والأمنية بمختلف أنواعها ، كما عمدت إلى تولية مواقع هذه المؤسسات لقوى جاهلة، ما يعد إهانة للشعب اليمني خاصة وأن هذه القوى استغلت نفوذها من خلال ابتزازاتها المستمرة للوطن والمواطن، ما حول الأمن إلى خوف وقلق من خلال انتهاكها للأرض والعرض، بل وتمادت إلى أكثر من ذلك حينما حولت الدفاع إلى هزائم متكررة ولنا في التدخل الأميركي وقتل الأبرياء في المعجلة بمحافظة أبين عبرة في ذلك، ما يدل على فشل دفاعنا بالدفاع عن سيادة وطننا الغالي، كما بينت بذلك التدخلات العسكرية الخارجية بما اسقط هيبة الدولة وكرامة هاتين المؤسستين , بما يعكس ما عرف به المقاتل اليمني عبر التاريخ من القوة والبأس والذود للدفاع عن الأمة والوطن وقد أضحى بالوقت الراهن ليس أكثر من مقاس مفصل لحماية الأسرة وقصرها الملكي أو الزج به بحروب أهلية بمسميات عديدة وتساقط الآلاف من أبناء هذه الوطن دون ذنب اقترفوه سوى الدفاع عن مصالح قوى معروفة". وأوضح البيان:" إن المطلب الشعبي اليوم أضحى واضح المعالم من خلال المطالبة برحيل هذا النظام وإعادة الألق لوحدات العمالقة والصاعقة والمظلات والوحدات المركزية بعد أن تم تمزيقها , ومعها مزقت ودمرت كل القوى المادية المتمثلة في القطاعات البحرية والجوية والبرية". وتابع قائلاً:" أن السلطة الحالية حولت المؤسسة الدفاعية عن الوطن إلى مؤسسة للدفاع عن السلطة وأذنابها وزجت بهاتين المؤسستين في حروب عبثية بإيحاءات خارجية وإقليمية كان نتيجتها الدمار والوبال واتساع الجروح وإيقاف عجلة التنمية وإيجاد فجوة بين المؤسستين الوطنيتين وبين الشعب، خاصة عندما استغلت لتصفية الخصوم السياسيين كما حدث في كثير من المناطق، بل إن المؤسستين لم تسلما من التضحيات". وختم البيان :"إنها دعوة صادقة من القلب إلى العقل نوجهها إلى أفراد هاتين المؤسستين لممارسة أعمالهما الوطنية وتعيين قيادات وطنية وشريفة بديلة , بحيث يكون الجيش والأمن حاميين للوطن والمواطن , وهي دعوة من أجل اليمن ومستقبل اليمن نوجهها للجيش والأمن برسم مستقبل يمن حر خالٍ من هذه العقلية العفنة ومستقلاً وفعال في محيطه الإقليمي والدولي، باعتباره شعباً كريماً أبياً وأنتم أهل لذلك أيها الأبطال".