قال أستاذ أصول التربية وفلسفتها بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور/ أحمد الدغشي أن نجاح ثورتي مصر وتونس حققت فلسفة التغيير فيهما الهدف الرئيس لها، والذي تجسد بأن إحساس مجتمعاتنا لا يموت ووعيها في تنام مضطرد, وجماهيرية التغيير, الجهاد المدني, والتغيير السلمي كطريق للوحدة, وكشف محنة مثقف السلطة. وأضاف الدغشي في محاضرة "فلسفة التغيير (رؤية تربوية)", بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل(منارات):"أن أكبر تحدٍ تواجه الأمة اليوم هو كيف يمكن لأجيالها أن تتحد، وتعرف حدود الاتفاق فتبني عليه قواسمها المشتركة، وحدود الاختلاف فتتحاور حوله - إن أمكن- أو تدع النقاش فيه إذا كان من مسلّمات الآخر وأصوله، وذلك بغية تحقيق السلام الاجتماعي بين أفرادها وفئاتها بمختلف انتماءاتهم وأطرهم". وأشارشارأ أستاذ أصول التربية إلى أن ما حققته عملية التغيير في المجتمعين التونسي والمصري إلى حدّ بعيد، وأن تحقيق بقية أهداف الثورتين واستفادة الآخرين منها يتطلب من القائمين على فلسفات التربية وصناعة المناهج العمل تقديم تلك الفلسفة المنعكسة على المناهج وجملة عناصر العملية التعليمية وفي مقدّمتها صناعة المعلّم (الوحدوي)، والقائد التربوي مديرا أو موجها، أو في أي موقع، لتتضافر جهود المنهاج والمعلّم والإداري لصناعة جيل الوحدة الغائب اليوم في كثير من مجتمعاتنا إلى حد كبير". وقال الدغشي:"إن التغيير يعد أساساً في النظام الكوني والمجتمعي منذ خلق الله الكون ووجد الإنسان على البسيطة، بحيث لا مجال للتحايل، ويقصد به التحوّل الذي يطرأ على النظم المجتمعية (الثقافية – القيمية– السياسية- الاقتصادية- العلمية -الإعلامية و...)، فينقلها إلى مرحلة جديدة، بفعل عملية التعليم والتربية وما يتضمنانه من فلسفة كلية تنعكس على جملة عناصر النظم المجتمعية، فتحدث عملية التغيير الإيجابية المأمولة، أو السلبية، إذ أن ذلك محكوم بمدى سلامة أو انحراف الفلسفة التربوية الكلية في أي مجتمع من المجتمعات". وأكد أهمية دور المدرسة والجامعة في قيادة التحوّل الثقافي والاجتماعي، والعمل على توجيهه وإرشاده في أي مجتمع, بوصفهما مؤسستين كبريين أنشأهما المجتمع لتحقيق عملية التحوّل الإيجابي المأمول في إطاره.