اعتبر الجنرال الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي قاد الانقلاب العسكري الأخير في موريتانيا، واضعاً حداً لحكم الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله، وترأس بعد ذلك "المجلس الأعلى للدولة" أن ما قام به كان "إجراء تصحيحي" مشيراً إلى أن محاكمة الرئيس المخلوع يشكل مطلباً لعدد من أعضاء مجلس النواب. بالمقابل لم تخف الولاياتالمتحدة امتعاضها من الانقلاب، وقال، تود موس، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية المكلف بالشؤون الأفريقية، إن واشنطن ترى أن الخطوة "غير شرعية" وتطالب بإطلاق شراح ولد الشيخ عبدالله وإعادته إلى منصبه، مهددة بوقف مساعداتها لنواكشوط. وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الأول الجمعة بعد لقاء ولد عبدالعزيز، قال موس إنه "جاء إلى موريتانيا ليوضح للجنرال ولد عبد العزيز أن الموقف الأمريكي، يعتبر أن الانقلاب غير شرعي، ويؤكد مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية بإطلاق سراح سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وإعادته إلى منصبه. " ولفت موس إلى أن بلاده "على علم بان السياسة الموريتانية معقدة جدا، وان الرئيس ولد الشيخ عبد الله كانت لديه مشاكل ناجمة عن صراعات، لكن موقف الولاياتالمتحدة يبقي حازما في رفض الانقلابات. " وشدد موس على أن بلاده ستوقف مساعداتها لنواكشوط، وقد يصل الأمر إلى حد وقف التعاون العسكري "إذا لم تعد الشرعية" وفقاً لما أوردته وكالة نواكشوط للأنباء. من جهته وصف الجنرال ولد عبدالعزيز الانقلاب الذي قاده ب"الإجراء التصحيحي لمسار الدولة للحيلولة دون انهيارها،" وحدد مآخذه على حكم ولد الشيخ عبد الله بالقول إن اعتمد "سياسات خاطئة" كان من شأنها "تشجيع للإرهاب وانتشار الرشوة وسوء التسيير. " وفي حديث لصحيفة "الخبر" الجزائرية نُشر أمس السبت، قال الجنرال الموريتاني إن دول الجوار "أبدت تفهما بالغا لخطوتهم، وأنهم في اتصالات لإعطاء المزيد من الشرح إذا تطلّب الأمر ذلك، على حد قوله. " ولدى سؤاله عن وجود نية لمحاكمة ولد الشيخ عبدالله، بعدما تحدث المسؤولون الجدد عن ملفات فساد في محيط عائلته قال ولد عبد العزيز: " الأمر لا يرجع لي فقط، بل هناك برلمانيون يريدون محاكمة الرئيس السابق. ولكن على مستوى المجلس الأعلى للدولة، فنحن نحاول أن نهدّئ الأمور فيما بين الموريتانيين. والأيام والشهور القادمة ستعطينا صورة واضحة إن شاء الله، على أن يتراجع نواب البرلمان عن هذه الخطوة ونفسح المجال لأن يتصالح الموريتانيون فيما بينهم. " يذكر أن قادة انقلاب السادس من أغسطس كانوا قد أعلنوا الخميس الماضي تعيين السفير الموريتاني السابق لدى الاتحاد الأوروبي، ولد محمد الأغظف، رئيساً للحكومة الانتقالية، التي من المقرر أن تتولى تسيير الأمور في الدولة الأفريقية إلى أن يتم إجراء انتخابات جديدة.